كشف موقع والا الإسرائيلي الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021 تفاصيل جديدة عن عملية “نفق الحرية” التي تمكن من خلالها 6 أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي في حين تمت إعادة اعتقال 4 منهم.
الموقع الإسرائيلي قال، نقلاً عن مسؤول مطلع على تفاصيل التحقيقات في حادثة الهروب، إن سجّاناً جاء إلى زنزانة الأسرى الذين هربوا من سجن جلبوع ونادى على نفيعات لتسليمه رسالة، بينما كان وقتها تحت الأرض يقوم بحفر النفق.
إلا أن زميله في الزنزانة محمود العارضة اقترب من السجان من خلف قضبان الزنزانة وأوضح له أنه متعب جداً ونام.
الصحيفة قالت إن السجّان أصر على التحدث إلى نفيعات لكن دون جدوى، حيث قام العارضة بإلهائه وإقناعه بأن زميله نائم بالفعل، وأنه هو من سيسلمه الرسالة، وأضافت الصحيفة أن ما حدث كان بسبب تهاون السجّان، ولو أصر حينها على مقابلة نفيعات أو فتح باب الزنزانة لجنَّب تل أبيب الحادثة التي أربكتها لأيام.
الصحيفة كشفت كذلك أن عملية الحفر كانت تتم بشكل رئيسي في وضح النهار من قبل الأسير الفلسطيني نفيعات، مؤكدة ما صرح به الزبيدي في وقت سابق بأن العملية تمت باستخدام مقابض أواني الطهي القديمة، كما ساعدت ساق سرير حديدي تم تفكيكه في الحفر.
عملية “نفق الحرية”
وفي وقت سابق، كشف الأسير الفلسطيني محمد العارضة كواليس فراره رفقة 5 أسرى آخرين من سجن جلبوع الإسرائيلي، إضافة إلى تفاصيل إعادة اعتقاله إلى جانب 3 أسرى آخرين، وفق ما نقلته وسائل إعلام فلسطينية عن محامي الأسير العارضة؛ إذ قال الأسير محمد العارضة لمحاميه خلال زيارة الأخير له في مركز تحقيق الجلمة إنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48 حتى لا يتعرض أي شخص للمساءلة.
أضاف العارضة: “لم تكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2020”.
كما تابع قائلاً: “سرنا مع بعضنا حتى وصلنا الناعورة ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين على حدة، وحاولنا الدخول لمناطق الضفة، ولكن كانت هناك تعزيزات كبيرة”.
ثم أوضح الأسير الفلسطيني محمد العارضة أنه “تم اعتقالنا صدفة، ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال، واستمر التحقيق منذ لحظة اعتقالنا حتى الآن 7 ساعات يومياً”.
كما أشار المحامي خالد محاجنة إلى أن “محمد العارضة وزكريا زبيدي لم يشربا نقطة ماء واحدة بعد خروجهما من سجن جلبوع، ما تسبب بإنهاكهما وعدم قدرتهما على مواصلة السير”.
رسائل محمود العارضة لأهله وللفلسطينيين
نقل المحامي رسلان محاجنة تفاصيل مثيرة عن العارضة، الذي قال: “تأثرت كثيراً عندما شاهدت الحشود أمام الناصرة، وأوجه التحية لأهل الناصرة، لقد رفعوا معنوياتي عالياً”.
أضاف: “أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأهلنا في غزة، وأحيي كل جماهير شعبنا على وقفتهم، كان لدينا راديو صغير وكنا نتابع ما يحصل في الخارج”.
ختم الأسير العارضة رسالته التي وجهها من خلال محاميه: “ما حدث إنجاز كبير، وأنا قلق على وضع الأسرى وما تم سحبه من إنجازات للأسرى”.
محمد العارضة، هو ابن بلدة عرّابة إلى الشمال من مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية)، وأحد قيادات حركة “الجهاد الإسلامي”، وتُصنّفه مصلحة السجون، والمخابرات الإسرائيلية، كأحد أكثر الأسرى “خطورة”.
قضى العارضة في السجون الإسرائيلية نحو 28 عاماً، منها 25 عاماً بشكل متواصل، منذ العام 1996 وحتى الآن.
تعذيب قاسٍ على أيدي الإسرائيليين
في تصريحه عقب خروجه من مركز تحقيق الجلمة، قال المحامي خالد محاجنة إن الأسير محمد العارضة “مر برحلة تعذيب قاسية جداً، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وكذلك رطم رأسه بالأرض ولم يتلقَّ علاجاً حتى الآن”.
كما أكد المحامي أن الأسير العارضة لم ينَم إلا 10 ساعات منذ إعادة اعتقاله فجر السبت الماضي، وأنه يتعرض لتحقيق على مدار الساعة، حيث لا يسمح له بالنوم ولا بالصلاة ولم يقدم له الطّعام سوى الجمعة.
المحامي خالد محاجنة كشف أيضاً أن “الأسير محمد العارضة يرفض التهم الموجهة إليه، ويلتزم الصمت، رغم كل التعذيب ومحاولات الضغط”. وقال إن الأسير العارضة رد على محققي الاحتلال “بأنه لم يرتكب جريمة، وأنه تجول في فلسطين المحتلة”.
الأسير قال للمحامي: “كنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي، ولقد ذقت فاكهة الصبر من أحد بساتين مرج ابن عامر لأول مرة منذ 22 عاماً”. كما أكَّد الأسير العارضة للمحامي أنّ عودته إلى المعتقل لا شيء مقابل الحريّة التي ذاقها في بساتين مرج ابن عامر.
كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت اعتقال 4 أسرى من بين 6 تمكنوا من التحرر من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، بعد عملية فرار أثارت الكثير من الجدل في إسرائيل، كما أن هناك مخاوف على حياة الأسرى المعتقلين، خاصة مع ورود أنباء عن تعرضهم للتعذيب.
هآرتس: هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع قد يكون عود الثقاب الذي يشعل انتفاضة جديدة
وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية هروب 6 أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام العالية من سجن جلبوع صباح الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، بـ”النبأ الذي لا يُصدّق”، مضيفة أن الفلسطينيين استقبلوه بنوع من “الفخر والابتهاج العجيب” مع الكثير من الحديث عن تشابه تفاصيل ما حصل بقصة فيلم The Shawshank Redemption الشهير، وذلك على عكس الإسرائيليين الذين استقبلوا نبأ هروب الأسرى بنوع من “الخزي والصدمة”.
وتضيف الصحيفة أن عملية الهروب هذه بطريقتها “الهوليوودية”، كشفت عن حجم الإخفاقات الهائل من مصلحة السجون الإسرائيلية، وأن ما حصل ينطوي أيضاً على العديد من المخاطر الأمنية بالضفة الغربية وقطاع غزة. كيف ذلك؟
“هروب الأسرى من سجن جلبوع سيشجّع الفلسطينيين على المقاومة”
تحوّل الأسرى الستة إلى “أبطالٍ مغاوير” في الأراضي الفلسطينية بحسب وصف الصحيفة العبرية، ومن المتوقع أن يضخ نجاحهم قوة جديدة في فصائل المقاومة بالضفة الغربية وقطاع غزة -وربما تؤدي إلى موجةٍ جديدة من الهجمات في حال انتهت عملية مطاردتهم إلى اشتباكات مع قوات الاحتلال.
ويدور الحديث عن عملية الهروب من سجن جلبوع في الأوساط الفلسطينية الآن باعتبارها الإهانة الثانية لإسرائيل، بعد الإهانة الأولى حين انتشرت صور ومقاطع فيديو واقعة مقتل ضابط حرس الحدود الإسرائيلي باريل شمولي برصاصة من المسافة صفر على حدود قطاع غزة.
ولا شكّ أنّ الهروب سوف يُعزز صورة حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها غالبية الأسرى الفارين. كما انضم إلى أعضاء الجهاد الإسلامي في العملية شخصيةٌ تُعتبر أسطورةً قائمة بذاتها وهو زكريا زبيدي، الذي كان أحد قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في مخيم جنين أثناء الانتفاضة الثانية.
وتقول الصحيفة، إن بعض التحقيقات تشير إلى أنّ “الأسرى الستة ربما سلكوا المسار الواضح باتجاه شمالي الضفة الغربية. ولكن ليست هناك معلومات استخباراتية كافية تدعم هذا الافتراض على حد علمنا. كما أن احتمالية عبورهم الحدود باتجاه الأردن ليست مستبعدة، لذا زادت أعداد قوات الأمن بطول الحدود وارتفعت مستويات التنسيق الأمني مع الأردنيين”.
كذلك تُعتبر منطقة شمالي الضفة الغربية من المناطق المضطربة، وخاصة مخيم جنين حيث كان يعيش زبيدي قبل اعتقاله آخر مرة. حيث زادت مؤخراً هيمنة الفصائل المسلحة داخل المخيم، لتمنع بشكلٍ شبه كامل عمليات قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية هناك. وفي الوقت ذاته، باتت كل محاولة من جيش الاحتلال لاقتحام المخيم واعتقال أحد أبنائه تُقابَل بوابلٍ من النيران.
“تحديات أمنية خطيرة ستواجهها إسرائيل خلال الفترة القادمة”
تقول هآرتس: المنطقي افتراض أن السلطة الفلسطينية سوف تنأى بنفسها قدر الإمكان عن هذه الأحداث الساخنة. لذا في حال عثرت إسرائيل على الأسرى الستة قريباً، فسوف تضطر لاعتقالهم باستخدام قواتها. وستشهد الأيام القليلة المقبلة الكثير من التوترات الأمنية المتعلقة بمحاولات تحديد موقعهم. وفي حال وقوع خطأ ما، أو تنفيذ الهاربين لعملية اختطاف مثلاً؛ فسوف تُواجه حكومة وجيش الاحتلال تحديات خطيرة.
وحتى الآن، يبدو أنّ الواقعة صارت الأزمة الأمنية الأهم على طاولة الحكومة الجديدة، لأنّها أذهلت الرأي العام ووسائل الإعلام داخل إسرائيل، وأثارت في الوقت ذاته المخاوف من محاولة تكرار العملية وتقليدها على الجانب الفلسطيني.
ومن المتوقع أن تركز لجنة التحقيق (التي سيتم تشكيلها) على الإخفاقات المباشرة التي سهّلت عملية الهروب. إذ قالت مفوضة مصلحة السجون صباح الإثنين بدهشةٍ كبيرة إنّ الزنزانة كانت مبنيةً على أعمدة فوق مساحةٍ فارغة. فضلاً عن أنّ طبقة التصفيح المعدنية الملحومة أسفل مرحاض الزنزانة كانت العقبة الوحيدة في الطريق بين السجناء وبين طريق الحرية. ولكن يبدو أنّ القصة أكبر من ذلك.
فوفقاً لمسؤولين بارزين في مصلحة السجون، كانت هناك مسافة تصل إلى 20 متراً على الأقل تفصل بين طبقة التصفيح المعدنية وطريق الهروب، مما يعني أنّهم اضطروا لحفر كل هذا التراب من أجل المرور أسفل جدار السجن. أي أنّهم من المحتمل أن يكونوا قد بدأوا الحفر قبل أشهرٍ طويلة دون أن تنتبه لهم أجهزة الاستخبارات داخل أو خارج السجن.
ولنا أن نتساءل بالطبع إن كان الأسرى الهاربين قد تلقوا مساعدات من الخارج. وسنجد أنّ حقيقة اختفائهم من المكان بسرعةٍ كبيرة نسبياً تُشير إلى أن شخصاً ما قد اصطحبهم بسيارة من أمام السجن. فضلاً عن العثور على ملابس السجن في الأرض بموقع الهروب، على مقربةٍ من فتحة النفق. فهل كانوا على تواصل مع أشخاصٍ يُساعدونهم من خارج السجن؟
وتتمتّع مصلحة السجون بتاريخٍ طويل من التفاوض مع السجناء الأمنيين مقابل الحفاظ على الهدوء العام، مثل إيقاف عمل أجهزة التشويش التي تمنع وصول شبكة الهواتف إلى داخل السجن.
وقبل أشهرٍ قليلة، كان زبيدي وزملاؤه الخمسة من الفلسطينيين محتجزين داخل عنبر خاص يُعرف باسم “الخزنة” في سجن هداريم حيث تُوجد أبراج تشويش قوية على شبكة الهواتف المحمولة. لكنهم نُقِلوا لسببٍ ما إلى سجن جلبوع. ولم تُتبع معهم عادة نقل السجناء بين العنابر بعد بضعة أشهر لإحباط محاولات الهروب. علاوةً على الشكوك في أنّ إدارة السجن لم تُشغّل أجهزة التشويش بالكثافة الكافية.
“هروب الأسرى الفلسطينيين قد يبشر بانتفاضة”
وفي كتابهما “انتفاضة”، تحدّث زئيف شيف وإيهود يعاري عن إحدى الوقائع التي بشّرت باندلاع الانتفاضة الأولى.
ففي الـ18 من مايو/أيار عام 1987، فرّ 6 سجناء تابعين لحركة الجهاد الإسلامي من سجنٍ في مدينة غزة، التي كانت ما تزال تحت الإدارة الإسرائيلية آنذاك. إذ ذكر الكتاب: “إنّ عملية الهروب الجريئة تلك كانت بداية قصة الأسطورة البطولية، والهالة التي نُسِجَت سريعاً حول المنظمة الصغيرة… وكانت قصص الهاربين بمثابة عود الثقاب الذي أشعل النيران في مشاعر المحنة والإذلال التي انتابت الفلسطينيين”. واستمرت المطاردة لشهورٍ طويلة حتى الاشتباك معهم واغتيالهم. وبعد شهرين من استشهادهم، اندلعت الانتفاضة الأولى في الأراضي المحتلة.
تقول الصحيفة الإسرائيلية في النهاية، إن “التاريخ لا يُكرّر نفسه بشكلٍ كامل، لكن من المحتمل للغاية أن تكون الفصائل الفلسطينية قد عثرت على عود الثقاب الذي كانت تبحث عنه لإشعال النيران -إذا لم تُسيطر إسرائيل على الوضع بسرعة”، حسب تعبير الصحيفة.
الأعلى في تاريخ إسرائيل.. البحث عن الأسرى الفلسطينيين الفارين يكلف تل أبيب 31 مليون دولار
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021، أن تكلفة البحث عن الأسرى الفلسطينيين الستة الفارين من سجن جلبوع، بلغت نحو 31 مليون دولار أمريكي، بحسب ما ذكره مصدر في الشرطة الإسرائيلية.
كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت اعتقال 4 أسرى من بين 6 تمكَّنوا من التحرر من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، بعد عملية فرار أثارت الكثير من الجدل في إسرائيل، كما أن هناك مخاوف على حياة الأسرى المعتقلين، خاصة مع ورود أنباء عن تعرضهم للتعذيب.
بحسب موقع “Mako” الإسرائيلي، فإن عملية البحث عن الأسرى الفلسطينيين التي شارك فيها آلاف الجنود وعناصر الشرطة، بلغت تكلفتها مئة مليون شيكل (نحو 31 مليون دولار أمريكي).
أضاف الموقع، نقلاً عن مصدر شرطي، أن تكلفة كل يوم من البحث عن الأسيرين الطليقين تبلغ ما بين 10 إلى 20 مليون شيكل.
كما نقلت إذاعة “كان” الإسرائيلية عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية أن تكلفة البحث عن الأسرى الفلسطينيين “هي الأعلى في تاريخ إسرائيل”.
تفاصيل جديدة عن “نفق الحرية”
كشف موقع “والا” الإسرائيلي في وقت سابق الجمعة تفاصيل جديدة عن عملية “نفق الحرية” التي تمكن من خلالها 6 أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، في حين تمت إعادة اعتقال 4 منهم.
الموقع الإسرائيلي قال، نقلاً عن مسؤول مطلع على تفاصيل التحقيقات في حادثة الهروب، إن سجّاناً جاء إلى زنزانة الأسرى الفلسطينيين الذين هربوا من سجن جلبوع ونادى على نفيعات لتسليمه رسالة، بينما كان وقتها تحت الأرض يقوم بحفر النفق.
إلا أن زميله في الزنزانة محمود العارضة اقترب من السجان من خلف قضبان الزنزانة وأوضح له أنه متعب جداً ونام.
الصحيفة قالت إن السجّان أصر على التحدث إلى نفيعات لكن دون جدوى، حيث قام العارضة بإلهائه وإقناعه بأن زميله نائم بالفعل، وأنه هو من سيسلمه الرسالة، وأضافت الصحيفة أن ما حدث كان بسبب تهاون السجّان، ولو أصر حينها على مقابلة نفيعات أو فتح باب الزنزانة لجنَّب تل أبيب الحادثة التي أربكتها لأيام.
كما كشفت الصحيفة أن عملية الحفر كانت تتم بشكل رئيسي في وضح النهار من قبل الأسير الفلسطيني نفيعات، مؤكدة ما صرح به الزبيدي في وقت سابق بأن العملية تمت باستخدام مقابض أواني الطهي القديمة، كما ساعدت ساق سرير حديدي تم تفكيكه في الحفر.
“زي ما طلعوا الأسرى”.. فيديو لطفل فلسطيني يحاكي عملية “نفق الحرية” ويحفر الأرض بملعقة
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فيديو لطفل فلسطيني يحاول حفر الأرض بملعقة طعام، في محاولة منه لمحاكاة عملية “نفق الحرية” التي تمكن خلالها ستة أسرى فلسطينيين من التحرر من سجن جلبوع الإسرائيلي الذي يخضع لحراسة مشددة.
في الفيديو اذي نشرته وكالة “صفا” الفلسطينية، الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021، ظهر الطفل وهو يبذل قصارى جهده لحفر الأرض بالملعقة، إيماناً بقدرته على تحرير الأسرى الفلسطينيين بهذه الطريقة.
قال الطفل وهو يحاول الحفر: “بدي أطلع المساجين، هم جوا”، ورداً على سؤال مصورة الفيديو كيف بدك تطلعهم بالملعقة؟ رد قائلاً: “زي ما طلعوا الأسرى من السجن”.
في 6 سبتمبر/أيلول الجاري، فرّ ستة أسرى من سجن “جلبوع” (شمال) الشديد الحراسة، عبر نفق حفروه من زنزانتهم، وأعيد اعتقال 4 منهم الجمعة والسبت الماضيين، فيما تبحث إسرائيل عن مناضل يعقوب نفيعات، وأيهم فؤاد كمامجي.
بينما كشف الأسير المُعاد اعتقاله محمود العارضة، الأربعاء، أنه المسؤول عن تخطيط وتنفيذ عملية الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي، بحسب محامي هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية رسلان محاجنة.
جاء حديث محاجنة في تصريح لتلفزيون “فلسطين” (رسمي)، بعد السماح له بمقابلة العارضة، في مركز تحقيق “الجلمة” الإسرائيلي (شمال).
قال العارضة، بحسب محاجنة، إنه شرع بعملية حفر النفق مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، حتى وقت تنفيذ عملية الهروب مطلع سبتمبر/أيلول الجاري.
نفى العارضة وجود أي مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وقال: “أنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية”.
عن عملية الفرار نقل محاجنة عن العارضة قوله: “سرنا مع بعضنا (الأسرى الستة) حتى وصلنا بلدة الناعورة ودخلنا مسجدها، ومن هناك تفرقنا كل اثنين معاً، وحاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات كبيرة من قبل القوات الإسرائيلية”.
كما لفت إلى أنه “حاول قدر الإمكان الابتعاد عن البلدات العربية في الداخل المحتل، خشية تعرض أي مواطن للمساءلة في حال حصولهم على مساعدته”.
الزبيدي أصيب بكسور بعد تعذيبه من قوات الاحتلال.. ومحامي الأسير الفلسطيني يكشف تفاصيل فراره
كشف هيئة شؤون الأسرى، الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021، أن الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي الذي أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله بعد نجاحه في الفرار من سجن جلبوع، تعرض للتعذيب والضرب بعد اعتقاله، بينما كشف محاميه تفاصيل جديدة عن علاقة الزبيدي بخطة الفرار رفقة 5 أسرى آخرين.
في 6 سبتمبر/أيلول الجاري، فر الأسرى الستة من سجن “جلبوع” شديد الحراسة شمالي إسرائيل، عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن، وأعيد اعتقال 4 منهم الجمعة والسبت الماضيين، فيما تبحث قوات الأمن الإسرائيلية عن مناضل يعقوب نفيعات، وأيهم فؤاد كممجي.
تعذيب زكريا الزبيدي
قالت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الأسير زكريا الزبيدي، الذي أعادت إسرائيل اعتقاله، السبت الماضي، تعرض للضرب والتنكيل خلال عملية اعتقاله، وأُصيب بكسور في فكه وعظام قفصه الصدري.
ذكرت في بيان صحفي أنه عقب زيارة المحامي الإسرائيلي أفيغدور فيلدمان (تم تكليفه من قبل هيئة الأسرى)، للزبيدي، في معتقل الجلمة الإسرائيلي، أن الزبيدي “مصاب بكسر في الفك وكسرين في الأضلاع (عظام القفص الصدري)”.
كما أوضحت الهيئة نقلاً عن فيلدمان، قوله إن الزبيدي تم نقله الى أحد المشافي الإسرائيلية، وتمت معالجته بالمسكنات فقط. وأضافت: “يعاني المعتقل من كدمات وخدوش في مختلف أنحاء جسده بفعل الضرب والتنكيل”.
قبل ذلك أعلن رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، عن دخول الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي العناية المكثفة في مسشفى “شعاري تسيديك”، بعد تعرضه للتعذيب الشديد من قبل قوات الاحتلال.
كما طالب جبريل الزبيدي، شقيق زكريا، الفلسطينيين في أراضي الداخل المحتل إلى التحرك مباشرة للمستشفى المذكور من أجل الاطمئنان على حياته.
تفاصيل عملية الفرار
بينما كشف محامي الأسير زكريا الزبيدي جانباً من تفاصيل لقائه معه في توقيف الجلمة بعد أن تمت إعادة اعتقاله، وقال الأسير زكريا الزبيدي لمحاميه: “لم أعلم بخطة النفق إلا بالأيام الأخيرة، وخرجت للحرية ولم أطلب من أحد المساعدة خارج السجن”.
أضاف محامي الأسير الزبيدي: “وضعه الصحي جيد، وتعرض للضرب على يد القوات الخاصة عند اعتقاله”.
كما قال محاميه فلدمان: “إن زكريا الزبيدي لم يشارك في أعمال الحفر، وانضم إلى غرفة الأسرى الستة قبل يوم واحد من خروجهم من النفق، الذي استغرق حفره قرابة العام”.
بين الزبيدي للمحامي فيلدمان خلال الزيارة “أنهم وعلى مدار الأيام الأربعة التي تحرروا فيها لم يطلبوا المساعدة من أحد، حرصاً على أهلنا بالداخل المحتل من أي تبعات أو عقوبات إسرائيلية بحقهم، ولم يتناولوا الماء طوال فترة تحررهم، وكانوا يأكلون ما يجدون من ثمار في البساتين كالصبر والتين وغيره”.
“انتصار للأسرى”.. المعتقلون الفلسطينيون بسجون الاحتلال يعلقون إضرابهم بعد الاستجابة لمطالبهم
أعلن نادي الأسير أنه تم تعليق الإضراب عن الطعام الذي كان ينوي الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه ابتداء من يوم الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021، بعد الاستجابة لمطالبهم، وهو ما اعتبره النادي “انتصاراً للأسرى”.
كانت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية التابعة لمنظمة تحرير فلسطين كشفت الإثنين 13 سبتمبر/أيلول، أن 1380 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية يشرعون في الإضراب المفتوح عن الطعام بداية من الجمعة المقبل، احتجاجاً على عمليات القمع بحقهم.
تعليق إضراب الأسرى الفلسطينيين
قال نادي الأسير في بيان إنه “قررت الحركة الأسيرة وبشكل موحد ومتناغم تعليق خطوة الإضراب الجماعي عن الطعام، بعد الاستجابة لمطالبها، وأبرزها إلغاء العقوبات الجماعية المضاعفة التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى بعد العملية التي نفذها الأسرى أبطال نفق الحرية، ووقف استهداف أسرى الجهاد الإسلامي، وبنيته التنظيمية”.
كما أوضح البيان أنه “حين استشعر الأسرى خطورة المرحلة، توحدوا جميعاً في التخطيط والتفكير حتى وصلوا إلى قرار المواجهة المفتوحة بالإضراب عن الطعام، وبشكل جماعي وفي كافة السجون، وبمشاركة كافة الفصائل”.
أضاف أن ذلك قرأته إسرائيل ومؤسساتها الأمنية بعمق وقلق، بأنه ومنذ سنوات طويلة لم يخلق المناخ الذي ساد خلال هذه الفترة منذ عملية نفق الحرية.
تابع البيان: “برزت بشكل واضح تعبيرات عن حالة من الوحدة الوطنية (اللقاء في أرض المعركة)، الأمر الذي كان من شأنه أن يخلق ثورة شعبية عارمة بقيادة الحركة الأسيرة”.
إذ شعر الاحتلال بجدية الموقف الوحدوي من المعتقلين، الأمر الذي دفعها إلى التراجع عن كافة الإجراءات التي اتخذت وفي زمن قياسي وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تاريخ عملية نفق الحرية، “بما يعني أن المعركة حققت كامل أهدافها قبل أن تبدأ”.
بناء على ذلك قررت الحركة الأسيرة وبشكل موحد ومتناغم تعليق خطوة الإضراب.
اعتداءات وتعذيب الأسرى
يأتي ذلك بعد أن كشف نادي الأسير الفلسطيني، الإثنين الماضي، عن تعرض عشرات المعتقلين الفلسطينيين، الأربعاء الماضي، للضرب المبرح خلال نقلهم من سجن، لآخر.
قال في بيان مقتضب: “الأسرى الذين تم نقلهم من قسم 3 في سجن جلبوع (شمال) إلى سجن شطّة (بجوار سجن جلبوع) والبالغ عددهم نحو 90 أسيراً، تعرضوا للضرب المبرح والتنكيل بهم خلال عملية نقلهم”.
أضاف: “استمر الاعتداء عليهم بعد عملية نقلهم، لساعات، في سجن شطّة”.
كما ذكر أن إدارة سجن “جلبوع” نقلت يوم 8 سبتمبر/أيلول الجاري، الأسرى المتواجدين في قسم “3” بعد مواجهة جرت بين الأسير مالك حامد وأحد السجانين، وفق نادي الأسير.
فيما قالت هيئة شؤون الأسرى، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان إن “وحدات القمع” التابعة لمصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية نفّذت “أعمال قمع وحشية بحق الأسرى في قسم رقم “3” في سجن “جلبوع” عقب هروب ستة أسرى منه.
في 6 سبتمبر/أيلول الجاري، فرّ ستة أسرى فلسطينيين من سجن “جلبوع” شديد الحراسة شمالي إسرائيل، عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن.
أُعيد اعتقال أربعة منهم الجمعة والسبت الماضيين، فيما تبحث قوات الأمن الإسرائيلية عن مناضل يعقوب نفيعات، وأيهم فؤاد كممجي.
بينما يتجاوز عدد المعتقلين في سجن “جلبوع” 360 أسيراً يتوزعون على أربعة أقسام يتكون كل منها من 15 غرفة، وبه نحو 90 أسيراً.
يرتبط باسم “القسام” وتسميه إسرائيل “عش الدبابير”.. من داخل مخيم جنين الذي ينتمي إليه الأسرى الفارين
تسير في جنين، لا تجد حديثاً لأهلها على المقاهي وفي الطرقات سوى مصير أبنائهم الناجين من سجن جلبوع، صحيحٌ أنهم ساروا حديث العالم كله، لا جنين وحدها، لكن وأن يكون جميعهم أبناء المدينة والمخيم، فهذا حديث خاص.
تمكن الاحتلال من إعادة اعتقال 4 ممن انتزعوا حريتهم من أسرى “جلبوع”، لايزال اثنان طليقين، لكن المخيم يعيش حالة تأهب ينتظر إذا فكرت إسرائيل في الانتقام.
هنا، مَن فرَّقتهم السياسة، جمعهم القرار، والقرار هذا كان بالتأهب وسد مداخل المدينة والمخيم؛ تأهباً لأي عدوان احتلالي، عادت أجواء معارك المخيم التي كانت في 2002، وقت أن كان المخيم يحتضن كل من أراد أن يقاتل ضد الاجتياح الإسرائيلي، وحين تتبنى السلطة الخيار السلمي يقف مخيم جنين شوكة في حلق من لا يرى السلاح سبيلاً للمقاومة.
يقع مخيم جنين في الجانب الغربي لمدينة جنين شمال الضفة الغربية، على مساحة 0.42 كيلومتر مربع. يسكن المخيم أكثر من 25 ألف لاجيء منهم 16 ألف لاجيء مسجل في الأمم المتحدة.
وينحدر أصل سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل. وبسبب قرب المخيم من القرى الأصلية لسكانه، فإن العديدين من سكانه لا يزالون يحافظون على روابط وثيقة بأقاربهم داخل الخط الأخضر.