اتهمت الشابة التي تقف وراء تسريب وثائق داخلية لفيسبوك أثارت قلق الجمهور ومسؤولين أمريكيين، شركة التواصل الاجتماعي العملاقة بأنها تفضل “الربح المادي عن السلامة”.

جاء ذلك خلال كشف الشابة فرانسيس هوغن عن هويتها، الأحد 3 أكتوبر/تشرين الأول 2021، خلال برنامج “60 دقيقة” التلفزيوني الشهير الذي يُبث على محطة “سي بي إس”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

هوغن وهي مهندسة البيانات السابقة في فيسبوك، اتهمت الشركة بتفضيل الأموال على سلامة مستخدميها، ويفترض أن تمثل الشابة الثلاثينية أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء المقبل.

انضمت هوغن إلى فيسبوك في عام 2019 وتم تعيينها، بناء على طلبها، إلى قسم النزاهة المدنية المعني بالأخطار التي قد يشكلها بعض المستخدمين أو محتوى معين، على حسن سير الانتخابات.

قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أدخلت فيسبوك تعديلات على خوارزمياتها للحد من انتشار المعلومات المضللة.

لكن وفقاً لهوغن “بمجرد انتهاء الانتخابات” أعادت المجموعة الخوارزميات كما كانت عليه “بهدف إعطاء الأولوية للنمو على السلامة”.

أضافت المُهندسة: “كان هناك تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو مفيد لفيسبوك”، مشيرة إلى أنه “مرة تلو الأخرى، وضعت المجموعة مصالحها أولاً، أي كسب المزيد من المال”.

انتقدت هوغن فيسبوك وقالت: “عملت في الكثير من الشبكات الاجتماعية، وكان الوضع في فيسبوك أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل”، مضيفةً: “لا أحد في فيسبوك شرير. لكن المصالح ليست متوافقة”.

بالنسبة إلى هوغن، بعد إعادة الخوارزميات القديمة، استخدم الكثير من مشتركي فيسبوك المنصة للحشد لأحداث 6 يناير/كانون الثاني التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.

رد من فيسبوك 

من جانبه، أجرى نائب رئيس المجموعة نِك كليغ مقابلة مع محطة “سي إن إن” وحاول الحد من الضرر المحتمل الذي قد تسببه المقابلة مع هوغن.

رد كليغ أن مسؤولية “التمرد” الذي حدث في مقر الكونغرس “تقع على الأشخاص الذين تسببوا في العنف وعلى من شجعوا عليه بمن فيهم الرئيس (دونالد) ترامب”.

أشار أيضاً إلى أنه “من السهل جدا البحث عن تفسير تكنولوجي للاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة”، لكنه أقر بأن فيسبوك يجب أن يحاول “فهم كيف يساهم في المحتويات السلبية والمتطرفة وخطابات الكراهية والمعلومات المضللة”.

كانت هوغن قبل مغادرتها الشركة في مايو/أيار 2021، قد أخذت معها مستندات داخلية للشركة، وأرسلتها خصوصاً إلى صحيفة “وول ستريت جورنال”.

في مقال نُشر منتصف سبتمبر/أيلول 2021، كشفت الصحيفة اليومية استناداً إلى هذه المعلومات، أن الشركة كانت تجري بحوثاً حول شبكة إنستغرام التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين.

أظهرت البحوث أيضاً أن 32% من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام إنستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن أجسادهن فيما لم يكنّ راضيات أصلاً عنه.

لكن كليغ الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني بين 2010 و2015، قال: “بحوثنا أو بحوث أي طرف آخر لا تدعم حقيقة أن إنستغرام (شبكة) سيّئة أو مضرة لجميع المراهقين”.

أضاف: “لا أجد أنه من المفاجئ أنه إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، سيجعلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بسوء أكبر”.

يُشار إلى أن هوغن حظيت بإشادة من السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، عضو اللجنة، وأبدى إعجابه بشجاعتها.