يُتيح شراء الملابس عبر الإنترنت للمستهلكين الوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات وشرائها من منازلهم، دون الذهاب إلى المتاجر الفعلية، ومع ذلك، فإن هناك مشكلة تتمثل في أن المشترين لا يتمكنون من تجربة الملابس جسدياً، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الصرف بسبب عدم ملاءمة الملابس، وهي المشكلة التي نجح فريق بحثي هندي في حلها عبر تقنية تتنبأ بشكل الملابس على الأشخاص المختلفين.
وتتيح تقنية التعلم العميق التي ابتكرها باحثان من شركة تاتا للخدمات الاستشارية (TCS)، وهي شركة تكنولوجيا معلومات هندية متعددة الجنسيات، التنبؤ بكيفية تكيف الملابس مع شكل جسم معين، وبالتالي يستطيع المستهلك رؤية كيف ستبدو عليه الملابس عند ارتدائها، وتم تقديم عرض عن هذه التقنية في ورشة عمل عقدت أول من أمس ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية بأميركا.وتسمح التقنية للمشترين بتصور أي ثوب على صورة رمزية ثلاثية الأبعاد لهم، كما لو كانوا يرتدونها، ويتم مراعاة عاملين مهمين يضعهما المشتري في الاعتبار عند اتخاذ قراره بشراء ملابس معينة وهما الملاءمة والمظهر. وفي الإعداد الافتراضي للتجربة، يمكن لأي شخص أن يستنتج كيف يتناسب معه ثوب معين من خلال النظر إلى الطيات والتجاعيد في أوضاع مختلفة والفجوة بين الجسم والملابس في الصورة أو الفيديو المقدم.
ويقول بروجيشوار بوميك، أحد الباحثين المشاركين في إعداد التقنية لشبكة «تيك إكسبلور» أول من أمس: «العمل السابق في هذا المجال، مثل تطوير تقنية (تايلور نت)، لا يأخذ في الحسبان قياسات جسم الإنسان الأساسية، وبالتالي، فإن تنبؤاته المرئية ليست دقيقة للغاية، بالإضافة إلى ذلك فإن مساحة ذاكرة هذه التقنية ضخمة، مما يحد من استخدامها في تطبيقات الوقت الفعلي مع طاقة حسابية أقل».
ويضيف: «نظامنا يأخذ في الاعتبار قياسات جسم الإنسان ويقوم بتغطية الملابس ثلاثية الأبعاد على الصورة الرمزية التي تتطابق مع قياسات الجسم، ولهذا النظام ذاكرة منخفضة وقوة حسابية، بحيث يمكن تشغيله في الوقت الفعلي، على سبيل المثال على مواقع الملابس عبر الإنترنت».
وفي البداية، يقوم البرنامج بتحليل الصور أو مقاطع الفيديو الخاصة بالمستخدم لتقدير شكل جسمه ثم إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد يتضمن قياسات جسمه، ثم بعد ذلك يتم تغذية شبكة عصبية بهذه القياسات، لتتنبأ كيف سيبدو الثوب على جسم المستخدم، من خلال تطبيقه على صورة رمزية افتراضية.
فنلندا تبتكر تقنية لصنع القهوة في مختبرات
طوّر علماء فنلنديون تقنية جديدة لصنع القهوة، أحد أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم، بطريقة يأملون أن تكون أكثر استدامة من المزارع الاستوائية. وقال الباحث هيكو ريشر لوكالة الصحافة الفرنسية «إنها حقاً قهوة؛ إذ لا يوجد شيء في المنتج سوى مادة القهوة». ويحظى المشروع بأهمية خاصة في فنلندا المصنّفة بحسب خبراء «ستاتيستا» الإحصائيين من بين أكبر الدول المستهلكة للقهوة في العالم؛ إذ يستهلك الفرد الفنلندي في المتوسط عشرة كيلوغرامات في السنة.
ويذكر، أن هذا الذهب الأسود الجديد ليس مطحوناً، لكنه ناتج من مجموعة خلايا من نبات البن، مع التحكم بدرجة الحرارة وظروف الضوء والأكسجين بواسطة مفاعل حيوي. وبمجرد التحميص، يمكن تحضير المسحوق باعتماد طريقة تحضير القهوة العادية نفسها تماماً.
وبالنسبة لفريق ريشر من معهد البحوث التقنية الفنلندي «في تي تي»، فإن هذه التقنية تتيح تجنب المشكلات البيئية المرتبطة بالقهوة التي يبلغ إنتاجها العالمي نحو 10 ملايين طن من الحبوب.
ويقول الباحث الفنلندي «القهوة بالطبع منتج إشكالي»، خصوصاً بسبب التغير المناخي الذي يجعل المَزارع الموجودة أقل إنتاجية، وبالتالي يدفع المزارعين إلى إزالة المزيد من الغابات المطيرة من أجل تحسين محاصيلهم. ويوضح الباحث «هناك أيضاً مسألة النقل واستخدام الوقود الأحفوري (…)؛ لذلك من المنطقي تماماً البحث عن بدائل».
تستخدم القهوة التي طورها الباحثون مبادئ الزراعة الخلوية نفسها المستخدمة بشكل متزايد لإنتاج اللحوم المصنوعة في المختبر، والتي لا تنطوي على ذبح للمواشي.
ووافقت سلطات سنغافورة العام الماضي على بيع اللحوم المصنوعة مخبريا، في سابقة عالمية. ويجري الفريق الفنلندي حالياً تحليلاً أكثر تعمقاً لاستدامة منتجه في حال إنتاجه على نطاق واسع.
ويقول ريشر «بتنا نعلم أن بصمتنا المائية، على سبيل المثال، أصغر بكثير من الحد الأدنى المطلوب لنمو الحقول». كما تتطلب هذه التقنية الاستعانة بعمّال أقل مقارنة مع الإنتاج التقليدي للقهوة.
ولعشاق القهوة، يشكل المذاق مفتاح النجاح. حتى الآن، لا يُسمح إلا لفريق من «خبراء الحواس» المدربين تدريباً خاصاً بتذوق هذا المشروب الجديد؛ نظراً لكونه «منتجاً غذائياً جديداً». إلا أن دراسات أجريت في الولايات المتحدة وكندا أظهرت انعداماً في ثقة الجمهور، خصوصاً كبار السن، في بدائل الأغذية المزروعة في المختبر.