بإسقاطِ النِقاطِ عن الحروفِ والحروب كان الامينُ العامُّ لحزبِ الله يُجري هندساتٍ عسكريةً وسياسيةً لفائضِ القوة فيخفضُ تأثيرَها في الهيمنة ..من جبالِ لبنان الى جبالِ صَعْدةَ في اليمن
ففي مِهرجانِ يومِ الشهيد اجرى السيد حسن نصرالله عرضاً غيرَ قتاليٍّ لحزبٍ ” نصره بيهز الدني” لكنّه في المعادلةِ الداخلية ” ما بيمون ” على البلد وعَجَزَ عن تَحقيقِ أهدافٍ أعطى عليها بعضَ الشواهد هو كلامٌ معمّمٌ للسُّعودية وربما يَبلُغُ مرحلةَ تطمينِها إلى أنّ حزبَ اللهِ اكبرُ حزبٍ في لبنان لكنّه لا يسيطرُ عليه وأنّ ادّعاءَ الهيمنةِ على الدولةِ اللبنانيةِ كَذِبٌ وافتراء وبإشارتِه إلى السُّعوديةِ وضرورةِ حصرِ نزاعِها في حزبِ الله من دونِ بقيةِ الشعبِ اللبنانيّ توجّه نصرالله بدعوةِ اللبنانيين إلى الصبرِ والحِفاظ ِعلى السيادةِ الوطنية والهدوء قائلاً: لا نريدُ معركةً معَ السّعودية ولا معَ أيِّ دولةٍ خليجية ولعلّ التوضيحَ الأبرزَ جاءَ على جبهةِ اليمن إذ أعلن نصرالله أنّ السعوديةَ تتصوّرُ أنّ مَن يقودُ الجبَهاتِ العسكريةَ في اليمن هو حزبُ الله وهذا كلُّه أوهام ولا أساسَ له منَ الصِّحة .. فمن حقّقَ الانتصاراتِ هناك هُم عقولُ ومعجزاتُ أهلِ اليمن ورفضَ نصرالله أن يكونَ هذا المِلفُّ ذريعةً لمعاقبةِ لبنان .. فإذا أردتُم معاقبةَ أحدٍ فعاقبونا نحنُ الحزب لا الدولةَ اللبنانية نافياً في الوقتِ نفسِه أن يكونَ قد ذُكرَ حزبُ لله أو لبنان في جولاتِ المفاضاتِ الأربعِ بينَ السُّعوديينَ والايرانيينَ في بغداد وبخِطابٍ واحدٍ مهّد نصرالله لهدوءٍ على جبهةِ الخليج لكنّه في الوقتِ نفسِه ترك النِقاطَ لحروفِها السياديةِ فأكّد أنّ الأزْمةَ “افتعلتها” السُّعودية وأوضح أنّ المطالبَ السعوديةَ لن تنتهيَ في لبنان ومَن طالبَ وزيرَ الإعلامِ بتقديمِ المصلحةِ الوطنية نسألُ ما هيَ المصلحةُ الوطنية؟ هل هي إذلالٌ وانتقاصُ سيادة ورأى أنّ ما حدث هو جُزءٌ مِن الحربِ على المقاومةِ منذُ عامِ ألفين وستة وإذ جاء كلامُ نصرالله منزوعاً من كلِّ سلاحِ التّصعيدِ خليجيًا فإنّه حَطَّ بعديدِه وقُواهُ العسكريةِ الدقيقةِ معَ العدوِّ الإسرائيليِّ فوضعَ إصبعَه على الجليل وأبقى إسرائيلَ على قلقِها مِن فرضيةِ الدخولِ إليها سَواءٌ عبرَ قوةِ مُشاةٍ أو عبرَ غِطاءٍ صاروخيّ
وهذه هي الهيمنةُ الادقُّ التي تبنّاها نصرالله من دونِ خفضِ مستوى ” هلعِها ” على ضفةِ العدو أما هيمنةُ الداخل فتلك مسألةٌ أصبحت للاستهلاكِ السياسيِّ في التصريحاتِ مِن هنا إلى زياراتِ المرشحّين نحوَ بلادِ الاغتراب .
والعبارةُ استساغها سياسيون وقادةٌ ومعارضون وموالونَ على حدٍّ سَواء لأنها تدرُ نتائجَ وحواصل .. هذا يخوّفُنا من الاستيلاءِ على البلد ..وآخرُ يَدُسُّ الهيمنةَ في عسلِ التصريح لكنْ ماذا عن انتزاعِ الهيمنةِ في الصناديق ؟
غدًا إذا وافقتكم وسهّلتم إجراءَ انتخاباتٍ نيابيةٍ وفي مواعيدِها .. اذهبوا الى معاركَ عبرَ الاقتراع وحصّلوا أصواتَكم التفضيلية .. فإذا ربحتُم ” هيمنوا على البلد ” وبكلِّ ديمقراطية وحدّدوا من خسائرِ استيلاءِ حزبِ الله على لبنان .. اما اذا كان الحزبُ لا يزالُ في الصناديق حزبًا ممثلاً لجمهورِه فعليكم ايضاً الاحتكامَ الى النتائج لكن أن تخسروا معاركَكم ثم يتحدّثُ الرئيسُ فؤاد السنيورة عن حزبٍ خطفَ الدولة ولا يمكنُ استعادتُها الا مِن خلالِ مِنصةٍ وطنية.. فذلك تهريجٌ يشبهُ مِنصات ِالتداولِ بالدولار
وفي انتظارِ انتخاباتٍ صعبةِ الظروف .. فإن البلادَ الى مزيدٍ مِن الاغلاقِ السياسي ..
الحكومةُ متجمدة ..ورئيسُها نجيب ميقاتي آثرَ اليوم
اطلاق فرحة بيروت .. فيما خمسة من الوزراء المعطلين جالوا على مرفأ المدينة .. المكانِ الذي فرّق جمعتهم داخل مجلس الوزراء
ولأن جلسات الحكومة ما عادت تعير انتباه احد .. فقد طارت ايضا اليوم عن كلمة الامين العام لحزب الله .. بقرار قصدي .