……… يبدو أن أيام الفرنسي إيريك أبيدال، المدير الرياضي لفريق برشلونة الإسباني، قاربت على الانتهاء، بعد تصريحاته التي تسببت في إغضاب نجم نجوم الفريق، الأرجنتيني ليو ميسي، حيث ذكرت وكالات الأنباء أن جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس نادي برشلونة، قطع رحلة عمل كان يقوم بها خارج إسبانيا، ليعود إلى برشلونة لعقد اجتماع يتوقع أن يكون عاصفاً مع أبيدال.
وكان أبيدال قد صرح للصحف المحلية بأن الكثير من اللاعبين لم يكونوا راضين أو يعملون بجد مع فالفيردي، (المدرب الذي تمت إقالته الشهر الماضي)، صحيح أن العلاقة كانت جيدة بين المدرب وغرفة الملابس، لكن هناك أشياء يمكنني أن أدركها بصفتي لاعباً سابقاً.
لكن تصريحات أبيدال لم تعجب ميسي فيما يبدو، حيث سارع بالرد على زميله السابق في الملاعب، في تدوينة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، فكتب: «ينبغي ذكر أسماء؛ لأنه إن لم يحدث ذلك، فإن القلق سيتسلل إلى جميع اللاعبين ويغذي هذا الأمر شائعات غير مؤكدة».
وتابع: «أنا بصراحة لا أحب هذا النوع من الأشياء، لكن أعتقد أن الجميع يجب أن يكون مسؤولاً عن مهامه ويتحمل مسؤوليات قراراته. ونحن أول مَن يتحمل المسؤولية عندما لا نكون جيدين. والمديرون أيضاً يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم».
وأتمّ حديثه قائلاً: «أخيراً.. أعتقد أنه عندما نتحدث عن لاعبين يجب أن نحدد أسماء، لأننا إذا لم نقم بذلك فإن الاتهامات ستوجه إلى الجميع، وسيدعم ذلك الأشياء غير الصحيحة التي تشاع».
وذكرت صحيفة Marca الاسبانية أن الاجتماع الذي ينوي بارتوميو عقده واستدعى إليه أبيدال يمكن أن ينتهي بإقالة المدير الرياضي، رغم أنه أعرب عن دعمه لأبيدال في خضم الإعصار الناجم عن الإدارة السيئة للجهاز الرياضي للبارسا في سوق الانتقالات الشتوية، وذلك في اجتماع عُقد قبل مباراة برشلونة وليفانتي الأحد الماضي.
كذلك هاجم أبيدال في تصريحاته المثيرة للجدل تشافي هيرنانديز، مدرب السد، الذي كان مرشحاً لخلافة فالفيردي، خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، قائلاً: «بخصوص الاجتماع مع تشافي لم يكن هناك أي عرض. إذا كان لديه عرض فعليه إظهاره، في الجلسة الأولى مع تشافي استمع لنا، وفي الثانية كان عليه أن يحدثنا عن خطته للعمل».
وتابع: «ما خرج في الصحافة كانت أشياء سياسية لا تخص الرياضة، وأنا لا أمارس السياسة، لكني أتحدث عن كرة القدم فقط، لست منزعجاً، لقد قمت بعملي ومكثت مع اثنين من المدربين ولم يسرّب أي شيء، وإذا تم التسريب كان عليّ أن أفعل الشيء نفسه؛ لأن هذه وظيفتي، ومن المستحيل التوقيع مع مدرب دون التحدث معه».
واختتم حديثه في هذه الجزئية مضيفاً: «تشافي ليس لديه الكثير من الخبرة. صحيح أنه من أبناء النادي، ولكن كان ضرورياً معرفة طريقة عمله وشعوره، والخطة التي يجب القيام بها، النادي اختار كيكي سيتين لمدة عامين، ونحن واثقون فيه للغاية، ولكن الباب سيكون مفتوحاً دائماً لتشافي، ولا أعرف وقتها هل سأكون هنا أم لا، إلا أن برشلونة دائماً ما يفتح بابه لهيرنانديز».
في صباح العاشر من يوليو/تموز، كان الصباح مبهجاً والهواء عليلاً، أنا مع الأصدقاء في مدينة أخرى، فجأة أعطاني أحد أصدقائي ذلك الهاتف اللعين الذي أظهر لي إشعاراً بأن كريستيانو رونالدو رحل، بالكاد شعرت بأنني أتنفس، ذلك النادي اللعين سرق مني حياتي.
اعتدت أن أراه أسبوعياً يرتدي شعار فريقي، يُدافع عنه، وأنا أدافع عنه أسبوعياً بأقصى طاقة لديّ ولو طال الأمر لأنهيت علاقتي مع البعض من أجله، شعرت بحرب داخلي مع ذاتي.
ماذا لو سجل رونالدو في ريال مدريد؟ ماذا لو انتصر رونالدو على فريقك؟ هل ستكرهه كما تفعل مع البقية أم لأنه رونالدو ستحاول أن تنسى وتغفر الخطأ.
بكيت من أجله بعد أن اعتدت أن أفرح بسببه، لم يكن رونالدو بالنسبة لي مجرد نجم في فريقي بل هو السهم الذي شكل باقي مسار حياتي.
دهشة طفل
كطفل صغير اعتدت أن أشاهد بعض المباريات الإفريقية، إحدى تلك المباريات كانت مملة كالموت، لم أتمالك نفسي إلا وأنا أبحث عن قناة أخرى لمشاهدة مباراة أخرى بحثاً عن بعض المتعة.
حينها شاهدت مباراة لمانشستر يونايتد، لم يلفت نظري إلا صاحب الرقم 7 الذي ينقل الكرة كما يشاء، يركض كالسحاب لا أحد يستطيع اللحاق به، يراوغ ثم يراوغ ثم يراوغ باحثاً عن بعض من اللذة.
شعرت كأن هذا اللاعب أبداً لم يكن أرضياً مثلنا لم أرَ مثله من قبل، إحساس يشبه إحساس ذلك من لم يتابع كرة السلة، من ثم يشاهد ستيفن كوري يلقي بثلاثيته المعتادة.
من تلك الليلة، قليلاً ما فوّت مباراة لصاحب الرقم 7، قليلاً ما يمر يوم من دون الحديث عنه مع الجميع.
شكراً جون أوشيه
جاء أحدهم إلى السير أليكس فيرغسون قائلاً إن هناك لاعباً في سبورتينغ لشبونة يذهل من يراه، سأله السير: من هو؟ أنا أعرف 2 أو 3 من لاعبي سبورتينغ. ليرد مساعده كيروش سريعاً: إنه رونالدو، حينها أرسل فيرغسون كشافه إلى لشبونة وحينما عاد أخبره بأنه رأى لاعباً في الـ 17 من عمره يلعب كمهاجم صريح لكنه جناح لو سألتني عنه سأقول لك إن أحدهم سيخطفه قريباً!
من ثم بدأت محادثات مانشستر يونايتد ولشبونة حتى جاءت مباراة خيرية جمعت الفريقين، طلب السير من جون أوشيه مراقبة رونالدو، كل تمريرة إلى رونالدو تصل إليه يمر من أوشيه بسهولة، صبّ السير غضبه على أوشيه: لا تترك له أي متنفس ليشن الهجمات. حينها أظهر جون تعبيراً مليئاً باليأس والعجز، والصدمة من رغبة السير في كبت حرية ذلك الولد الصغير الذي يحارب من أجل مستقبله، حينها كان جميع مَن في دكة مانشستر يونايتد وأولهم القائد ريو فيرديناند يناظر فيرغسون بتعبيره الشهير أحضر له العقد، اجعله يوقع الآن.
جلب السير أحد أعضاء الإدارة، طلب منه التوقيع مع رونالدو فوراً.
سأله الإداري بغرابة: هل هو بتلك الجودة؟
ليجيبه السير بإحدى أجمل المقولات في حق رونالدو: «بهذه الجودة؟ جون أوشيه يعاني من الصداع النصفي بالداخل بسببه».
ليصل رونالدو إلى الأولد ترافورد ويتوج نفسه ملكاً للأولد ترافورد، حتى أن السير بتاريخه المجيد وصفه بأنه أفضل موهبة درّبها في مسيرته.
النرجسي الذي لم يكن أبداً نرجسياً
يعتاد صديقي عمر موفق، أحد عاشقي برشلونة، أن يصف رونالدو بالنرجسي؛ لأنه دائماً ما يصف نفسه بالأفضل.
يقول كريستيانو رونالدو إن مفتاح نجاحه المذهل هو الاعتقاد بأن لا أحد أفضل منه، الجميع ينتقد عندما يصف نفسه بالأفضل، ولكن هو يعتقد أن ذلك الإيمان هو سر نجاحه، الإيمان بأنه الأفضل، الإيمان بالحتمية الدائمة لإثبات أنه الأفضل، هذا هو المحرك، هذا ما يُدعى بالشغف.
لو لم يصف نفسه بالأفضل، سيؤمن بذلك، وحينها سيختفي ذلك الجوع الذي يصل به إلى حد مبالغ فيه.
في يوم ميلاده، وجب التذكير بأن رونالدو جزء لا يتجزأ من تاريخ كرة القدم.