هذه الحكومة غير مسيسة وستواجه التحديات بخطة ومنهجية وصلابة
رد رئيس مجلس الوزراء حسان دياب من مجلس النواب على مداخلات النواب وقال: “هذه الحكومة هي السلطة التنفيذية لكنها حكومة غير مسيسة وان كان لوزارائها هوى سياسيا، إلا انهم يسنجمون مع الاطار العام الذي وضعته من اليوم الأول لتكليف، هي حكومة اختصاصيين غير حزبيين، ولأننا كذلك فقد أخضعنا أنفسنا لمعمودية صعبة لنتمكن من حل معادلة معقدة”.
اضاف: “لولا انتفاضة اللبنانيين لما كانت هذه الحكومة وهي محكومة بحمل مطالب اللبنانيين واطلاق مسار الانقاذ، فالتحديات تكاد تكون كارثية والقدرة على تجاوزها هشة”.
اضاف: “ستعمل الحكومة على ادارة تشاركية مع مكونات المجتمع البناني كافة من اجل الانقاذ، وكرة النار تتدحرج بسرعة والحكومة تحاول وضع عوائق امامها لوقفها وتخفيف اندفاعتها”.
اضاف: “خطر السقوط ليس وهما ونحن نريد انتشال البلد ولا نستطيع القيام بذلك اذا كان الواقفون خلفنا يتهيبون الفرصة لدفعنا الى الهاوية”.
وتابع: “لبنان يمر بمرحلة عصيبة غير مسبوقة والعبور بأمان امر اقرب الى المستحيل من دون قوة دفع خارجية بالاضافة الى القوة الداخلية”.
وختم: “الحكومة ستواجه التحديات بخطة ومنهجية وصلابة ولا أحد من الوزراء يريد منافسة أي نائب أو زعيم بل نريد الانقاذ وخدمة الناس وسنعمل لكل اللبنانيين. همنا الآن كيف نحمي أموال الناس في المصارف ونحافظ على الاستقرار النقدي”.
غداً عندما يكتبونَ التاريخَ ستَمُرُّ حكومةُ حسّان دياب ممهورةً بثقةٍ حاصلةٍ على وثيقةٍ أمنية ثقةٍ أَسمَنتيّةِ العبور, تَحُدُّها دموعٌ سالت وقنابلُ غازٍ تحجُبُ الرؤية وقبلَها عيونُ شبابٍ نَزَفَت لتهديَ الأرضَ نورَها وبلا ثقةٍ مدويةٍ في الشارع أنقذتِ العنايةُ الحزبيةُ حكومةَ دياب فنجحَت عمليةُ منحِ الثقةِ النيابيةِ بصعوبة وحصَلت على ثلاثةٍ وستينَ صوتاً مِن أصلِ أربعةٍ وثمانين نائباً كانوا في عِدادِ الحاضرينَ لدى بَدءِ التصويت وحكومةُ الثلاثةِ والستينَ لم تكُن معركتُها مقتَصَرةً على شارعٍ غاضب بل على كُتلٍ نيابيةٍ تفسّخت وتشقّقت وزايدت وكلٌ يدّعي أنه “أُمّة” نيابيةٌ قائمةٌ بحدِّ ذاتِها انتظر بعضُهم بعضًا أرادوا تأمينَ الحضورَ مِن دونِ صوتِ ثقة لكنّهم تنازعوا في الحضورِ نفسِه فالمستقبل “هون ومش هون” القواتُ تلعبُ “الغميضة” فتختبئُ في مكاتبِها حتى ظهورِ غيرِها الاشتراكيُّ في موقفِ السياراتِ نافياً عنه تُهمةَ توفيرِ النِّصاب والكتائبُ خارجَ اللُّعبةِ النيابية لكنّها تترصّدُ وتتعقّبُ الحضورَ مِن سطوحِ الصيفي وتسجّلُ على رئيسِ المجلسِ مخالفةً دُستورية وهذا المشهدُ اَصابَ وليد جنبلاط بغضبٍ توتيريٍ عبّر خلاله عن امتعاضِه مِن قُوىً سياسيةٍ تدّعي معارضتَها الحكومة وتترُكُ اللقاءَ الديمقراطيَّ وحيدًا بتُهمةِ تأمينِ النصاب وقال يا لها من مصادفةٍ أن تلتقيَ تلك القُوى معَ كلِّ مَن يريدُ تصفيةَ حساباتِه معنا من اَجلِ أن تبقى هي برئيةً مِن دمِ الصِّدّيق سِجالُ النصابينَ على النصابِ مرّ قطوعُه وانتهت جلسةُ اليوم في أقلَّ مِن نهارٍ واحد ولم تخرّج الجلسةُ أيَّ بطلٍ نيابيٍ ما خلا النائبَ سليم سعادة الذي حَلّ نجمًا لجلستين متتاليتن ففي جلسةِ الموازنة كان نائب الكورة يسجّل خرقًا بلا دنس لكنه في جلسةِ الثقة كاد يذهبُ فَرقَ عُملةٍ نيابية وفي الطريق الى ساحةِ النجمة اعترضه شبانٌ غاضبون كانوا قد قرّورا اصطيادَ كلِّ سيارةٍ داكنةٍ ذاتِ عَلامةٍ زرقاء فحلّ الأزرقُ الداكنُ على عيون نائبٍ كان يعرفُ كلَّ شيءٍ إلا مصيرَه لم يخرجْ سعادة سليماً بل نُقل الى المستشفى صريعَ الشغَب لكنّه وما إن ضَمّد جراحَه حتى التحقَ بالجلسةِ بعدَ ثلاثِ ساعاتٍ معتذراً عن التأخيرِ لدواعٍ صِحية وميّزةُ سعادة أنه لم يستثمرُ في جروحِه ولم يتناولْ حادثَ الاعتداءِ عليه بل تابع كلمتَه في جلسةِ الثقة وكأنّ جرحاً لم يكن وعلى غرارِ نائبِ القومي كان الرئيس حسّان دياب يلملمُ انتقاداتٍ لاذعةً في الداخلِ والخارج ويعلنُ أنه لن يدخُلَ في سجالاتٍ سياسيةٍ بل يريدُ العملَ فقط والهمُّ الأولُ هو حمايةُ أموالِ الناسِ في المصارفِ قائلاً للحاضرين والمتغبيين من دونِ عُذر: إنّ هذه الحكومةَ ليَست مَن أوصلَ البلادَ الى هذا الوضعِ الخطِر وبمعنى اوضح فهو قال لكل من حجب الثقة: نحن ننّظف وراءكم فهذا ما جنته اياديكم.