أحد حقول القمح في أوكرانيا (Getty image)
تتبادل روسيا وأمريكا الاتهامات بشأن المسؤولية عن أزمة الغذاء التي يعاني منها العالم وتهدد الملايين بالجوع، فمن منهما يتحمل المسؤولية فعلاً؟ وهل الحرب في أوكرانيا السبب الوحيد للكارثة؟
وقبل الدخول إلى تفاصيل الاتهامات التي يوجهها كل طرف للآخر، من المهم التأكيد على أن أسعار الحبوب، وبصفة خاصة القمح، قد بدأت رحلة صعود مطردة عالمياً منذ عام 2012، فيما أرجعه الخبراء بالأساس إلى تأثير التغير المناخي السلبي على الإنتاج الزراعي.
لكن المؤكد هو أن الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة” ويصفه الغرب بأنه غزو، قد أدى إلى ارتفاعات قياسية في أسعار الغذاء عالمياً وبات شبح المجاعة يتهدد مئات الملايين من الناس حول العالم. ونشرت مجلة Foreign Policy الأمريكية تقريراً عنوانه “على من يقع اللوم في أزمة الجوع العالمية؟”، رصد تداعيات الحرب الأوكرانية وألقى بطبيعة الحال بالجانب الأكبر من “اللوم” على الجانب الروسي.
أمريكا تتهم روسيا.. وهذا ما تقوله
نبدأ القصة من أحدث فصولها، حيث اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن روسيا، الخميس 19 مايو/أيار، باستخدام الغذاء سلاحاً، ليس فقط ضد الملايين من سكان أوكرانيا، ولكن أيضاً ضد الملايين حول العالم الذين يعتمدون على الصادرات الأوكرانية، وذلك من خلال احتجاز إمدادات الغذاء “رهينة”، بحسب تقرير لرويترز.
وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، ناشد بلينكن روسيا الكف عن محاصرة الموانئ الأوكرانية، وقال: “يبدو أن الحكومة الروسية تعتقد أن استخدام الغذاء سلاحاً سيساعد في تحقيق ما لم يفعله غزوها، وهو تحطيم معنويات الشعب الأوكراني. إن الإمدادات الغذائية لملايين الأوكرانيين وملايين آخرين حول العالم يحتجزها الجيش الروسي حرفياً رهينة”.
وأراد بلينكن أن يحسم الأمور تماماً وأن يصدر القرار الأخير في القضية، فقال: “قرار استخدام الغذاء سلاحاً هو قرار موسكو، وموسكو وحدها. نتيجة لإجراءات الحكومة الروسية، هناك حوالي 20 مليون طن من الحبوب غير مستخدمة في الصوامع الأوكرانية مع تراجع الإمدادات الغذائية العالمية، وارتفاع الأسعار ارتفاعاً كبيراً”.
ماذا عن وجهة نظر روسيا إذاً؟
لكن روسيا ترفض بشكل قاطع الاتهامات الأمريكية، وتلقي بالكرة في ملعب واشنطن؛ إذ رفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أي تلميح إلى أن روسيا مسؤولة عن أزمة غذاء عالمية كانت تختمر منذ عدة سنوات، ووصف ذلك بأنه “خاطئ تماماً”. كما اتهم أوكرانيا باحتجاز سفن أجنبية في موانئها وتلغيم المياه.
وترى روسيا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هي المسؤولة عن أزمة الغذاء العالمية بسبب طبيعة العقوبات التي تم فرضها على روسيا منذ بداية الهجوم على أوكرانيا.
كان ديفيد بيزلي، مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قد ناشد، الأربعاء 18 مايو/أيار، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلاً: “إذا كان لديك قلب، فرجاء افتح هذه الموانئ”. في إشارة إلى الموانئ الأوكرانية على بحر آزوف والبحر الأسود، وجميعها تخضع لحصار بحري روسي صارم.
وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو قوله: “ليس عليكم فقط مناشدة روسيا الاتحادية لكن أيضاً النظر بتمعن في مجموعة الأسباب الكاملة التي تسببت في أزمة الغذاء الحالية، وفي المقام الأول هذه العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا والتي تصطدم بالتجارة الحرة العادية بما يشمل المنتجات الغذائية مثل القمح والأسمدة وغيرهما”.
خلاصة وجهة النظر الروسية إذاً هي أن أزمة الغذاء العالمية ترجع لأسباب متعددة أغلبها يسبق الهجوم الروسي، وأن أوكرانيا والغرب يتحملون المسؤولية عن تفاقم الأزمة ووصولها إلى حد شبح الجوع الذي يتهدد الملايين، وأن روسيا لن ترفع الحصار عن الموانئ الأوكرانية إلا إذا أعيد النظر في العقوبات الغربية.
ما الحجم الحقيقي لأزمة الحبوب عالمياً؟
إنتاج روسيا وأوكرانيا معاً يمثل ما يقرب من ثُلث إمدادات القمح العالمية، كما تعتبر أوكرانيا من الدول الرئيسية المصدرة للذرة والشعير وزيت عباد الشمس وزيت بذور اللفت (زيت السلجم)، بينما تمثل روسيا وروسيا البيضاء، التي دعمت موسكو في تدخلها في أوكرانيا وتخضع أيضاً لعقوبات، أكثر من 40 بالمئة من الصادرات العالمية من البوتاس الذي يستخدم كسماد.
المعلومة الثانية الهامة أيضاً في هذا السياق تتعلق ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة؛ إذ يوفر البرنامج مساعدات غذائية لنحو 125 مليون شخص في العالم، ويشتري 50 في المئة من الحبوب من أوكرانيا. وتفسر هذه الأرقام الدافع وراء مناشدة مدير البرنامج للرئيس الروسي.
وفي هذا السياق، يسعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتوسط في “صفقة شاملة” تسمح لأوكرانيا باستئناف صادراتها الغذائية عبر البحر الأسود وزيادة الأغذية والأسمدة الروسية في الأسواق العالمية، بحسب رويترز.
حجم أزمة الحبوب يعتبر خطيراً للغاية إذاً، لأنه من الصعب على بقية مزارعي العالم تعويض الفجوة التي سببتها حرمان السوق من ربع صادرات القمح العالمية، التي توفرها روسيا وأوكرانيا معاً. وقلَّصت وزارة الزراعة الأمريكية منذ بدء الحرب، توقعاتها لتجارة القمح العالمية في الموسم الحالي بأكثر من 6 ملايين طن، أي أكثر من 3% من حجم التجارة عالمياً.
لكن تلك الأرقام تتعلق بموسم الزراعة الماضي، أما موسم الزراعة في روسيا وأوكرانيا للعام الحالي فمن المتوقع أن يزيد الطين بلة؛ لأن الموسم يبدأ في النصف الثاني من العام، وهو ما يعني تقلصاً ضخماً في الإنتاج في أوكرانيا بصفة خاصة.
وعلى الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة وموثوق بها بشأن مساحة الأراضي الزراعية التي تم تدميرها بفعل العمليات العسكرية أو تلك التي أصبحت ساحات معارك أو في مرمى نيران المدفعية، فإن جميع التقارير تشير إلى أن موسم الزراعة هذا العام في أوكرانيا قد تعرض لضربة قاصمة، ومع استمرار الحرب وعدم وجود مؤشرات على قرب نهايتها، تزداد الصورة القاتمة بالفعل قتامة وتشاؤما بالنسبة للعام القادم أيضاً وليس فقط العام الحالي.
ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، بلغت أسعار الغذاء العالمية بالفعل مستويات قياسية عالية، ويمكن أن تقفز الأسعار بمقدار 22% أخرى خلال العام الحالي، ويقول تشو دونغ يو، المدير العام لـ”الفاو”، يُعَد القمح غذاءً أساسياً لأكثر من 35% من سكان العالم.
هل يمكن أن تجبر أمريكا روسيا على فك الحصار البحري؟
تفرض روسيا حالياً حصاراً بحرياً كاملاً على الشواطئ والموانئ الأوكرانية على البحر الأسود وبحر آزوف، وهو ما حرم كييف من استخدام موانئها الرئيسية وأدى إلى تراجع صادراتها من الحبوب هذا الشهر بأكثر من النصف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأجبر ذلك الحصار أوكرانيا على اللجوء للتصدير عن طريق القطارات أو عبر موانئها الصغيرة المطلة على نهر الدانوب، لكن قطارات الشحن تواجه عقبات لوجستية، كما أن الشاحنات في وضع حرج؛ لأن معظم سائقي الشاحنات هم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً ولا يُسمح لهم بمغادرة البلاد ولا يمكنهم دفع الصادرات الزراعية عبر الحدود.
وفي هذا السياق من الصعب الفصل بين الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي لروسيا في مجلس الأمن بشأن “تجويع أوكرانيا والعالم”، وبين التقارير عن سعي واشنطن لتزويد كييف بصواريخ متطورة مضادة للسفن للمساعدة في كسر الحصار البحري الروسي. ونقل عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين ومصدرين بالكونغرس قولهم إن نوعين من الصواريخ القوية المضادة للسفن، هاربون من صنع بوينج، ونافال سترايك الذي تصنعه كونجسبرج وريثيون تكنولوجيز، قيد البحث فعلياً إما للشحن المباشر إلى أوكرانيا، أو من خلال النقل من حليف أوروبي لديه تلك الصواريخ.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البرتغال تزويد الجيش الأوكراني بصواريخ هاربون التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر تقريباً. لكن هناك العديد من المشكلات التي تمنع حصول أوكرانيا على الصواريخ. على سبيل المثال، فإن منصات إطلاق هاربون من الشاطئ محدودة، وهو حل صعب تقنياً وفقاً للعديد من المسؤولين؛ لأنه في الغالب صاروخ يُطلق من البحر.
وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حلول محتملة تشمل سحب قاذف من سفينة أمريكية. ويتكلف كل صاروخ حوالي 1.5 مليون دولار، وفقاً لخبراء ومسؤولين تنفيذيين في الصناعة. وقال برايان كلارك، الخبير البحري في معهد هادسون، إن 12 إلى 24 صاروخاً مضاداً للسفن مثل هاربون بمدى يزيد على 100 كيلومتر ستكون كافية لتهديد السفن الروسية ويمكن أن تقنع موسكو برفع الحصار. وقال كلارك لرويترز: “إذا أصر بوتين، يمكن لأوكرانيا أن تقضي على أكبر السفن الروسية، حيث لا يوجد مكان تختبئ فيه في البحر الأسود”.
كانت القوات الأوكرانية، في 14 أبريل/نيسان وباستخدام صاروخين جوالين من طراز نبتون أُطلقا من البر وكلاهما بتقنية منخفضة نسبياً، قد نجحت في إحداث ثقبين كبيرين في جانب طراد الصواريخ الروسي الثقيل موسكفا، وهي السفينة الرئيسية لأسطول البحر الأسود الخاص بموسكو.
لكن وصول تلك الصواريخ المتطورة إلى أوكرانيا مخاطرة كبيرة ربما تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الناتو أو استخدام روسيا لأسلحة نووية أو اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين موسكو وواشنطن وهي العراقيل التي أشار إليها مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون ومصادر في الكونغرس.
وهناك أيضاً عقبات عملياتية في طريق إرسال أسلحة أطول مدى وأكثر قوة إلى أوكرانيا، تشمل الحاجة إلى فترات تدريب طويلة، وصعوبات في صيانة المعدات، أو مخاوف من إمكانية استيلاء القوات الروسية على الأسلحة الأمريكية، وليس فقط الخوف من التصعيد.
وقال مسؤولون أمريكيون ومصادر في الكونغرس لرويترز إن عدداً قليلاً من الدول ستكون على استعداد لإرسال صواريخ هاربون إلى أوكرانيا. لكن لا أحد يريد أن يكون الدولة الأولى أو الوحيدة التي تفعل ذلك، خوفاً من انتقام روسيا إذا غرقت سفينة بصاروخ هاربون من مخزونها، حسبما قال مسؤول أمريكي.
وقال المسؤول الأمريكي إن دولة واحدة تفكر في أن تكون أول من يزود أوكرانيا بالصواريخ. وأضاف أنه بمجرد أن تلتزم تلك الدولة “التي تملك مخزوناً جيداً” بإرسال هاربون، قد يتبعها آخرون. ولم يذكر المسؤول اسم الدولة، لكن يبدو أنها البرتغال.
ويمكن إطلاق الصاروخ نافال سترايك من الساحل الأوكراني، ويبلغ مداه 250 كيلومتراً. كما يستغرق التدريب على إطلاقه أقل من 14 يوماً. وقالت المصادر إن تلك الصواريخ تعتبر أقل صعوبة من الناحية اللوجيستية من هاربون.
وقال مسؤولان أمريكيان ومصادر في الكونغرس إن الولايات المتحدة تحاول إيجاد طريقة تتيح لأوكرانيا الحصول على الصواريخ نافال سترايك وقواذف من الحلفاء الأوروبيين.
الخلاصة هنا هي أزمة الحبوب العالمية تبدو في طريقها للازدياد سوءاً، في ظل تمسك روسيا والولايات المتحدة بموقفهما ولا أحد يمكنه التكهن بما قد تنتهي عليه الأمور في الميدان، لكن المؤكد هو أن الجوع يلتهم الملايين بالفعل وهو على وشك أن يزداد توحشاً.
آخر الأخبار
روسيا تعلن إنشاء قواعد عسكرية جديدة رداً على توسع «الناتو»
دوريات روسية على الحدود السورية ـ الأردنية
كثّفت القوات الروسية دورياتها في جنوب سوريا قرب الحدود الأردنية.
فقد سيرت الشرطة العسكرية الروسية دوريات في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا أمس (الخميس)، ووفق ما أوضح مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط».
وقال إن «القوات الروسية أجرت أيام الخميس والأربعاء والثلاثاء، جولات استطلاعية عدة في مناطق معظمها حدودي في درعا والسويداء مثل مناطق حوض اليرموك القريبة من الحدود مع الجولان المحتل والشرقية القريبة من الحدود الأردنية وقرى وبلدات أقصى جنوب السويداء على الحدود الأردنية أيضاً، وزارت الشرطة الروسية خلال الأيام القليلة الماضية عدة نقاط في محافظة درعا أبرزها مدينة بصرى الشام معقل القوات الحليفة لها، ومرت بعدة قرى في ريف درعا الشرقي، كما زارت معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وسيرت دوريات على الشريط الحدودي مع الأردن المعروف محلياً باسم (الطريق الحربي) الذي تنتشر عليه المخافر الحدودية السورية ويقابلها حرس الحدود الأردني، كما توقفت الشرطة الروسية عند بعض المغافر السورية وألقوا تعليمات بضرورة مكافحة عمليات التهريب والمهربين، وسط مطالب بمعدات لوجستية من عناصر المغافر السورية، وأجرت اجتماعا سريعا في مدينة بصرى الشام مع قيادة القوات الموالية لها التي كانت تتبع للفيلق الخامس».
ووفقاً للمصدر، توجهت القوات الروسية عقب انتهاء جولتها في محافظة درعا إلى محافظة السويداء وقصدت المناطق القريبة من الحدود السورية الأردنية، ووصلت إلى بلدة ذيبين، التي كانت قد أجرت فيها جولة استطلاعية الثلاثاء، ووزعت بعض المساعدات الإنسانية على السكان فيها، وتمثلت بقارورة مياه وكيلوغرامين من الطحين، وغطاء واحد، لكل عائلة.
وأضاف المصدر أن الشرطة العسكرية الروسية قدمت هذه المرة برتل عسكري أكثر عددا من الدوريات الروتينية التي كانت تسيرها سابقاً في مناطق التسويات بمحافظة درعا، وكان يرافقها مصورون ومراسلون من وكالات أنباء روسية وسورية، وأجروا مقابلات مع بعض السكان، أثناء توزيع المساعدات عليهم، وخضوع بعض السكان لفحوص في عيادة طبية متنقلة.
وفسر ناشطون في المنطقة الزيارات التي قامت الشرطة الروسية مؤخراً في المنطقة بأنها تحمل عدة رسائل لدول المنطقة والدول المنافسة لها في سوريا مثل إيران، بأن قواتها لا تزال تدير المنطقة وتشرف على اتفاق التسوية فيها، بعد أن انتشرت عدة تقارير وأنباء تتحدث عن الغياب الروسي في الساحة السورية وانشغالها بالحرب في أوكرانيا، وسحب قوات لها من سوريا إلى جبهات القتال هناك. وترك الساحة الجنوبية في سوريا للأطماع الإيرانية.
في سياق متصل، أكد ناشطون مقتل 5 وجرح 8 آخرين من قوات النظام السوري بهجوم لتنظيم «داعش» شرق حمص، مضيفين أن قوات النظام باشرت عملية تمشيط جديدة ضد فلول التنظيم في البادية السورية. واستهدف الهجوم سيارات نقل عسكرية لقوات النظام، على الطريق الواصلة بين منطقة البيارات ومدينة تدمر (70 كيلومتراً شرق حمص).
آزوفستال: المقاتلون الأوكرانيون في ماريوبول يعلنون انتهاء عملية الإجلاء
أعلن قال قائد كتيبة آزوف الأوكرانية إن إجلاء المدنيين والجنود الجرحى من مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول قد اكتمل.
وقال دينيس بروكوبينكو في رسالة بالفيديو إن عملية نقل جثث قتلى المواجهات العسكرية لا تزال جارية.
ورجحت المخابرات العسكرية البريطانية أن يكون 1700 جندي قد استسلموا في مصنع آزوفستال. وقدر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو عدد الذين ألقوا أسلحتهم بنحو ألفي مقاتل.
وشهد الأسبوع الماضي فوز روسيا في ماريوبول ، حيث أمرت حكومة كييف المدافعين عن مصانع الصلب في آزوفستال بإلقاء السلاح.
سمير صبري الفنان المصري الذي أسعد القلوب يرحل بعد مرض في قلبه
توفي الفنان المصري سمير صبري عن عمر تجاوز 85 عاما بعد أزمة صحية مر بها خلال الأشهر الأخيرة.
سمير صبري هو أحد أبرز الوجوه الفنية والتلفزيونية منذ سبعينات القرن الماضي. من أشهر برامجه، هذا المساء والنادي الدولي، اللذان كانا يعرضان على التلفزيون المصري، فضلا عن برنامج ما يطلبه المستمعون الذي أذيع عبر إذاعة الشرق الأوسط.
من أبرز أعماله الفنية، فيلم البحث عن فضيحة الذي شارك في بطولته الفنان عادل إمام، كما عمل مع عدد من كبار النجوم وشارك في بطولة عدد من الأفلام، أبرزهم عبدالحليم حافظ وسعاد حسني.
وتعرض صبري لأزمة صحية في فبراير/ شباط الماضي، ودخل المستشفى لإجراء جراحة في القلب، وتحسنت صحته وعاد لعمله في الإذاعة المصرية قبل أن توافيه المنية صباح اليوم الجمعة.
الحرب في أوكرانيا: روسيا تعلن اقتراب الانتهاء من عملية لوهانسك العسكرية وزيلينسكي يقول إن دونباس تحولت إلى جحيم
شارفت العملية العسكرية في لوهانسك بحسب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الجمعة على الانتهاء.
وقال شويغو إن القوات الروسية، مع وحدات من الشرطة الشعبية من “جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين” تواصل توسيع رقعة سيطرتها على أراضي دونباس.
واتهم شويغو أوكرانيا باستخدام المدنيين دروعا بشرية لتأخير تقدم القوات الروسية.
وقال إن حصار مصنع “آزوفستال” مستمر، وأنه تم إجلاء المدنيين من أراضي المصنع، وتم إنقاذ 177 شخصا بينهم 85 امرأة و47 طفلا.
وأضاف أن “القوميين المحاصرين” في المصنع بدأوا بالاستسلام، وحتى الآن ألقى 1908 أشخاص أسلحتهم، هذا بالإضافة إلى استسلام 1387 فردا من مشاة البحرية الأوكرانية في ماريوبول في وقت سابق.
وفي أوكرانيا أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة أن القوات الروسية ترفع من حدة المواجهات في منطقة دونباس وحولتها إلى “جحيم”، وقال إن المساعدات الضخمة التي أعلنت عن تقديمها واشنطن ودول مجموعة السبع لكييف تشكل “استثماراً في أمن الغرب”.
عاجل مظفر النواب الشاعر المشاكس يصمت بعد معاناة مع المرض لكن شعره يظل في الذاكرة
توفي اليوم الجمعة الشاعر العراقي الكبير مظفر النّواب في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات عن عمر ناهز 88 عاما.
ونعى مدير عام دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة العراقية عارف الساعدي النَّواب على صفحته في الفيسبوك.
ولد مظفر عبد المجيد النواب في جانب الكرخ من بغداد، وهو سليل عائلة أدبية ثرية تنتمي إلى البيت الهاشمي، وكان جده لوالده يقرض الشعر بالعربية والفارسية.
وتعرض الشاعر للملاحقة والسجن في العراق منذ الحكم الملكي، عاش بعدها في عواصم عربية عدة منها بيروت ودمشق، إضافة لمدن أوربية أخرى.
اشتهر النَّواب بقصائده الثورية القوية والنداءات اللاذعة ضد الحكام العرب، وقضى معظم حياته منفيا، في بلدان مختلفة، بما في ذلك سوريا ومصر ولبنان وإريتريا.
مظفر النواب، من أكثر الشعراء العرب المعاصرين تأثيراً، حكمت عليه محكمة عراقية بالإعدام بسبب إحدى قصائده السياسية النارية. تم تخفيفه لاحقا إلى عقوبة بالسجن مدى الحياة، لكنه هرب من السجن. وعاش في المنفى منذ عام 1970 حتى عام 2011 عندما عاد إلى بغداد.
ألف بعض القصائد التي لا تنسى في الأدب العربي الحديث. كانوا هجاء للحكام العرب الذين منعوا معظم قصائده.
وستتوجه بناء على طلب رئاسي طائرة رئاسية خاصة لقل جثمان الشاعر العراقي الكبير مظفر النوّاب ليوارى الثرى في أرض الوطن.
ونعى الكاظمي في تغريدة رحيل النواب، قائلاً، “الراحل الكبير مظفر النواب.. العراق الذي طالما تغنّيت باسمه أينما حللت، وأفنيت عمرك لإعلاء مكانته، يكتسيه الحزن وهو يودّعك الى مثواك الأخير مثقلاً بأسى خسارة أبن بار ومبدع لا يتكرر”.
الروبل الروسي يصعد إلى أعلى مستوياته مقابل اليورو والدولار
صعد الروبل الروسي إلى أقوى مستوياته مقابل اليورو والدولار منذ يونيو/حزيران 2015 ومارس/ذار 2018.
وعزى المحللون هذا الارتفاع إلى استعداد دول الاتحاد الأوروبي للدفع بالروبل مقابل الغاز.
وقالت روسيا يوم الخميس إن نصف عملاء غازبروم شركة النفط الروسية ويبلغ عددهم 54 عميلا، قد فتحوا حسابات في غازبروم بنك، في وقت تقترب فيه الشركات الأوروبية من موعد دفع تكاليف إمدادات الغاز.
وفتح هذه الحسابات أصبح ممكنا بعد أن سمح الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء بمواصلة شراء الغاز الروسي دون أن يعتبر هذا انتهاكا لمجموعة العقوبات التي فرضوها جماعيا على روسيا، عقب ما تسميه موسكو “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، التي بدأت في 24 فبراير/شباط.
ورغم صعود الروبل يظل السؤال كم ستكلف الحرب روسيا؟
بريكست: رئيسة مجلس النواب الأمريكي تحذَر لندن من مغبة التخلي عن الاتفاق الخاص بشأن إيرلندا
حذرت نانسي بيلوسي، التي تعدُ من بين الشخصيات الأكثر نفوذا في واشنطن، من أن الكونغرس الأمريكي لن يدعم اتفاقية التجارة الحرة مع بريطانيا إن ألغت اتفاق التجارة الخاص مع أيرلندا الشمالية بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وأعربت بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، في بيان شديد اللهجة عن قلقها العميق من أن الخطط البريطانية لتجاوز بروتوكول أيرلندا الشمالية يمكن أن تقوَض عملية السلام.
ووصفت بيلوسي اتفاقية الجمعة العظيمة بأنها حجر الأساس للسلام في أيرلندا الشمالية ، وحثت لندن والاتحاد الأوروبي على مواصلة المفاوضات.
وأنهت اتفاقية الجمعة العظيمة لعام 1998 معظم أعمال العنف في نزاع أيرلندا الشمالية، الذي بدأ في أواخر الستينيات.
وأكد جو بايدن أيضا خلال حملته الانتخابية حرصه على أن تكون أي صفقة تجارية بين بريطانيا والولايات المتحدة “مشروطة” باحترام اتفاقية السلام في أيرلندا الشمالية، المعروفة باسم الجمعة العظيمة.
وكانت وسائل إعلام بريطانية قد أشارت في عام 2020 إلى أن وزراء في الحكومة البريطانية يخططون لسن قوانين جديدة قد تشكل انسحابا من بعض أجزاء اتفاق السلام المعروف باتفاق الجمعة العظيمة.
وقالت الحكومة البريطانية إن القوانين المرتقبة “إجراء احتياطي” إذا فشلت المحادثات التجارية مع الاتحاد، وهو الأمر الذي رفضته الكتلة الأوروبية.
اللجوء إلى بريطانيا: لندن تبلغ المزيد من المهاجرين بعزمها على إرسالهم إلى رواندا
تقول الحكومة البريطانية إنها أبلغت المزيد من المهاجرين، هذا الأسبوع، بعزمها على إرسالهم إلى رواندا.
وتسعى بريطانيا من خلال هذا الإجراء إلى ردع المزيد من المهاجرين عن عبور القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة باتت تعرف بقوارب الموت.
وكانت بريطانيا قد وقعت اتفاقا بملايين الدولارات مع رواندا، لاستضافة طالبي اللجوء والمهاجرين إلى بريطانيا، في إطار محاولة الحكومة القضاء على الهجرة غير القانونية في البلاد.
ونجح 8500 شخص، بالفعل، في العبور إلى بريطانيا هذا العام، لكن التحديات القانونية، التي تعترض طريق الاتفاق، حالت دون تحديد موعد لمغادرة أي رحلات جوية إلى رواندا.
وأبلغت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن خطتها ستردع العصابات الإجرامية والاستغلال، وتدعم المعاملة الإنسانية للاجئين.
لكن المفوض الأممي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قال إن إلقاء مسؤوليات اللجوء على عاتق دولة أخرى ليس حلا.
وانتقدت المنظمات المعنية بشؤون اللاجئين خطة الحكومة البريطانية، وشككت في تكلفتها ومدى فعاليتها، كما أعربت عن مخاوفها إزاء سجل رواندا في مجال حقوق الإنسان.
السكان الأصليون في الأرجنتين: لاول مرة المحكمة تدين الدولة بارتكاب مذبحة راح ضحيتها 400 مواطن
أدانت محكمة في الأرجنتين الدولة بارتكاب مذبحة راح ضحيتها أكثر من 400 شخص من السكان الأصليين منذ ما يقرب من قرن، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وأمر قاضٍ بمنح تعويضات تاريخية لمجموعتين من شعوب لكنها معنوية ولا تشمل تعويضات مالية.
ويلزم الحكم الدولة بإدراج المذبحة في المناهج الدراسية، وبذل جهود الطب الشرعي للعثور على رفات الضحايا.
وكان السكان الأصليون يعيشون أشبه بالعبيد في مزرعة قطن استوطنها مزارعون مهاجرون من أوروبا، وبعد احتجاجهم في عام 1924 على ظروف العيش و العمل غير الإنسانية في منطقة تشاكو الشمالية أطلقت السلطات الرصاص عليهم وقتلتهم.
ويقول مراسل بي بي سي في أمريكا الجنوبية إن الحكم من شأنه أن يمهد الطريق لمزيد من القضايا التي تعترف بالجرائم المرتكبة ضد مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية.
فيروس كورونا: كوريا الشمالية تسجل 263 ألف إصابة جديدة بالحمى
أعلنت كوريا الشمالية عن تسجيل 263 ألف إصابة جديدة بالحمَى، ووفاة شخصين، وبذلك يرتفع عدد الحالات إلى أكثر من مليوني إصابة، خلال أسبوع واحد فقط من الإبلاغ عن أول إصابة.
ويتزامن هذا مع الإعلان ولأول مرة عن تفشي وباء كورورنا في البلاد. لكن السلطات لم تحدد بعد عدد الإصابات المؤكدة. وتوفي حتى الآن 65 شخصا.
وأدى نقص الموارد الطبية في البلاد إلى إصدار الوكالة الأممية لحقوق الإنسان تحذيرا من احتمال مواجهة السكان عواقب صحية وخيمة.
جو بايدن يزور كوريا الجنوبية اليوم وسط مخاوف بشأن تجارب كوريا الشمالية النووية
من المقرر أن يصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى كوريا الجنوبية، في مستهل زيارته الأولى لآسيا منذ توليه الحكم.
وتتصدر جدول أعمال الزيارة المخاوف من طموحات كوريا الشمالية النووية.
سيلتقي بايدن بالرئيس الكوري الجنوبي الجديد، يون سوك يول، الذي يتبنى موقفا أكثر صرامة من سلفه.
يأتي ذلك في الوقت الذي تخلت فيه بيونغ يانغ عن تجميد تجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ووسط مخاوف من أنها قد تجري تجربة نووية خلال رحلة بايدن.
وتسعى الولايات المتحدة، من خلال تلك الزيارة، إلى إرسال رسالة إلى الصين، مفادها أن الحرب في أوكرانيا لم تنسِها حلفاءها في آسيا.
ومن المقرر أن تكون اليابان محطة بايدن الثانية خلال زيارته إلى آسيا؛ حيث يُنتظر أن يلتقي الرئيس الياباني، الأحد المقبل.
جدري القرود يظهر في أستراليا ومخاوف من انتشاره بين المثليين
قالت السلطات الأسترالية إنها اكتشفت إصابة محتملة لمرض جدري القرود لدى مسافر عاد مؤخرا من أوروبا، إذ أصيب رجل في الأربعينيات بأعراض خفيفة بعد عدة أيام من وصوله إلى سيدني.
كما أكدت الهيئات الصحية في كندا ظهور أول حالتين بجدري القرود، وتفحص 17 حالة أخرى مشتبه بها.
وهناك العشرات من الحالات المشتبه بها أو المؤكدة في أوروبا وأمريكا الشمالية منذ بداية هذا الشهر.
فلماذا تنتشر حالات جدري القرود في أوروبا والولايات المتحدة؟
يثير تفشي المرض القلق لأن المرض فيروسي، وينتشر عن طريق الاتصال الوثيق. تم اكتشافه لأول مرة في القرود، ويظهر غالبا في غرب ووسط إفريقيا، ولا ينتشر في أمكنة أخرى إلا في ظروف معينة. فما الذي يعرفه العلماء حتى الآن؟
جدري القرود مرض غير عادي، وهو فيروس من أعراضه الحمى والطفح الجلدي، يأتي عادة خفيفا وليس بالضرورة مميتا يوجد منه سلالتان رئيسيتان: سلالة الكونغو، وهي أكثر شدة – مع نسبة وفيات تصل إلى 10 في المئة – وسلالة غرب إفريقيا، حيث تقل النسبة إلى 1 في المئة. وترجع الإصابات التي ظهرت في بريطانيا إلى سلالة غرب إفريقيا.
وكان انتشار المرض تاريخيا، محدودا، بحسب جيمي ويتوورث، أستاذ الصحة العامة في كلية الطب الاستوائي في لندن الذي قال إن انتشار المرض غير معتاد أبدا.
فقد سجلت البرتغال خمس حالات مؤكدة، وفي إسبانيا 23 حالة محتملة، والولايات المتحدة سجلت حالة مؤكدة، وليس للمرض تاريخ ظهور في تلك البلدان.
وما يقلق العلماء هو أن الحالات التي ظهرت في بريطانيا لا يعرف مصدرها.
وازدادت المخاوف بعد ارتباط بعض الحالات ببعض المثليين من الرجال. وقالت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع إن العلماء يبحثون في التسلسل الجيني لمعرفة إن كانت الفيروسات فعلا لها صلة بهذا.
لكن لماذا انتشر المرض الآن ؟
أحد السيناريوهات المحتملة وراء الارتفاع في عدد الحالات هو زيادة السفر خاصة بعد رفع قيود كوفيد وأعلن علماء الفيروسات حالة تأهب لأن مرض جدري القرود ينتمي إلى عائلة الجدري، على الرغم من أنه أقل خطورة.
تم القضاء على الجدري عن طريق التطعيم في عام 1980، ومنذ ذلك الحين تم التخلص التدريجي من اللقاح. لكن اللقاح يحمي أيضا من جدري القرود.
جو بايدن و محمد بن سلمان قد يلتقيان قريبا وفق تقارير إعلامية
ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية مساء الخميس نقلاً عن عدة مصادر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد يجتمعان لأول مرة في أقرب وقت في الشهر المقبل.
وأضافت المصدر أن مسؤولي إدارة بايدن يجرون محادثات مع السعوديين بشأن ترتيب لقاء شخصي محتمل خلال وجود بايدن خارج البلاد في الشهر المقبل.
ولم يؤكد البيت الأبيض تلك المعلومات لكنه لم ينفها.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب قرارات بايدن في العام الماضي بتقليص الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، ونشر معلومات استخباراتية أمريكية تفيد بضلوع ولي العهد وهو الحاكم الفعلي للمملكة، في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا في عام 2018.
وقالت الشبكة الأمريكية إن موضوع المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري قد يكون على أجندة مباحثات الوفدين.