.. مُتسابقة تطلب من الرئيس اللبناني القادم “زواجا مدنيا لإنقاذ الميزانيّة المصرفيّة” وأخرى “سمراء” تتعرّض للتنمّر.. التاج الماسي و100 ألف دولار تُقلّب مواجع اللبنانيين وفساتين نانسي عجرم موضع جدل!
كتب خالد الجيوسي:
يُعرَف اللبنانيّون بأنهم شعبٌ مُحِبٌّ للحياة، ويستطيع العيش تحت أيّ ظُروف سياسيّة، واقتصاديّة، وحربيّة، لكن هذه الظروف الاقتصاديّة الضّاغطة على اللبنانيين هذه المرّة، مع تدهور الليرة اللبنانيّة أمام الدولار، وارتفاع الأسعار، قسّمت الشارع اللبناني حول إقامة سهرة انتخاب ملكة جمال لبنان، وفي ظل تلك الظروف العصيبة التي تمر بها بلاد الأرْز.
حاول بعض اللبنانيين إيجاد بعض الثغرات الإيجابيّة في ذلك الحفل الذي عدّوه مُبهجاً وسط الشّقاء، وخاصَّةً أنه أُقيم بعد ثلاث سنوات من الغياب، لأسباب تظاهرات شعبيّة خرجت للشارع (ثورة 17 تشرين)، وتفشّي فيروس كورونا، الأمر الذي أبقى ملكة جمال لبنان مايا رعيدي مُتربّعة على عرش جمال بلادها ثلاث سنوات مُنذ العام 2018.
في المُقابل، الانتقادات توالت للحفل ليس فقط حول فكرة إقامته من عدمها وفي ظل التّهديدات المُتبادلة حول حقل غاز كاريش بين لبنان (حزب الله، وإسرائيل)، أو حالة التفاوض الرسميّة القائمة، وحال اللبنانيين الاقتصادي البائس، بل ما تضمّنه الحفل من مواضع مُثيرة للجدل، وصل بعضها للسّخرية والتندّر.
جرى طرح أسئلة عديدة على المُتسابقات المُشاركات، وكانت أجوبتهن الضّعيفة موضع انتقاد، فمن ضمن الأسئلة كانت ماذا تطلبين أو تقولي لرئيس الجمهوريّة اللبنانيّة الجديد حيث سيكون للبنان رئيس جديد في الفترة المُقبلة، فما كان من المُتسابقة إلا أن طلبت من الرئيس الجديد الزواج المدني الاختياري الذي يُعزّر وفق ما قالت “الميزانيّة المصرفيّة” ويُقرّب الناس من بعضهم وهي إجابة عرّضتها للتهكّم والسّخرية، وسُؤالٌ آخر كان هدفه الترويج للسياحة في لبنان، فأيّ مدينة ستقومي بدعوة السيّاح والمُغتربين لزيارتها، وهو السّؤال التي كانت إجابته بدعوة المُتسابقة السيّاح لزيارة مدينتها التي تنحدر منها، وهي إجابات شخصيّة لا تخدم لبنان بأكمله وفق مُعلّقين.
وتعرّضت إحدى المُتسابقات المُشتركات (17 مُشتركة) وتُدعى دلال حبّ الله، إلى تنمّرٍ عُنصريّ بسبب لون بشرتها الأسمر، حيث قال بعض اللبنانيين إن شكلها إفريقي، ولا يُمثّل لبنان، فيما انتقد نشطاء انتشار مثل تلك الثقافة العنصريّة فبلدهم مُتنوّع الثقافات، والأجناس، ولا يجوز حصره بتوجّه، ولون بشرة، كما أن الجمال لا ينحصر بأصحاب البشرة البيضاء كملكة جمال لبنان السّابقة مايا رعيدي التي بالأصل أمها أوروبيّة، واعتبر البعض أن دلال هي الملكة وإن لم تُتوّج، وهي الآتية من مدينة صور اللبنانيّة.
وفي حين لا يجد بعض اللبنانيين قُوت يومه، كانت أنظار المنصّات اللبنانيّة على التاج الماسي الذي تزيّنت به ملكة الجمال الفائزة الجديدة باللقب 2022 ياسمينا زيتون، وهو مُصمّم من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً، وزيّن بأحجار الألماس مع عشر حبّات من اللؤلؤ، هذا عدا عن 100 ألف دولار التي فازت بها الملكة، وهي طالبة جامعيّة في السنة الثالثة تخصّص الصحافة والإعلام، وهو رقم جائزة كبير وجد نشطاء بأنه يُمكن أن يُنقذ لبنان من بعض مشاكله المُتراكمة، وفي توقيتٍ تُقام به المُسابقة في الأزمة الاقتصاديّة.
وأحيت حفل ملكة جمال لبنان، الفنانة اللبنانيّة نانسي عجرم، والتي أثارت تفاعلاً مع قيمة فساتينها الثلاثة التي أطلت فيهم، حيث وصل أحد تلك الفساتين إلى 5061 دولارًا.
وقالت ناشطات لبنانيّات إسلاميّات، بأن لبنان لا يحتاج ملكة للجمال، بل يحتاج ملكة للأخلاق، وملكة الفضائل، والقيم، والمبادئ، وهُناك العديد من القامات النسائيّة التي يحتاجها لبنان في مِثل تلك الأزمات الصّعبة.