أثارت صورة لكتاب ظهر إلى جانب شيخ الأزهر، أحمد الطيب، أثناء استقلاله الطائرة، عائدا من رحلة علاجية في دولة أوروبية، عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأ الطبيب والإعلامي، خالد منتصر، معركة لم تزل تتردد أصداؤها، حينما نشر الصورة التي أظهرت شيخ الأزهر إلى جانب كتاب، حمل عنوان “أفول الغرب”، على تويتر وأرفقها بالقول: “الكتاب الذي يقرأه فضيلة الإمام في الطائرة الأميركية عنوانه أفول الغرب!!… اللي هو الغرب الكافر اللي لو أفل وغابت شمس حضارته مش حنلاقي قرص دواء ولا كمان طياره نرجع فيها”.
وانهالت ردود الفعل والتغريدات، التي اشتبكت مع تغريدة منتصر، وتحدث بعضها عن الكتاب وكاتبه المغربي، حسن أوريد.
ورد رئيس تحرير صحيفة صوت الأزهر التابعة للمشيخة، الصحافي أحمد الصاوي، على منتصر، دون تسميته، بالقول إن “قراءة الطيب لكتاب (أفول الغرب) أثارت حفيظة أدعياء العلم والتنوير الذين لم يقرأوا في الصورة غير أنفسهم وعقولهم الغارقة في السطحية والشكلانية”. واعتبر الصاوي أن اهتمام شيخ الأزهر بالقراءة في موضوع الكتاب “يتواكب مع اهتمام كبير لمفكرين وكتاب ومراكز أبحاث غربية كبرى، اهتمت طوال العقد الأخير على الأقل وبكثافة بصك هذا المصطلح وترويجه رسمياً، حتى بات من لا يقرأ تصورات المفكرين والباحثين والفلاسفة عن الأفول أو التراجع الغربي حضارياً هو الرجعى الذي يعيش في غيبوبته الفكرية، ومن يقرأ ويتعمق في هذا الشأن هو التقدمي المواكب للعالم وما ينتجه من أفكار”.
واللافت أن عددا كبيرا من العلمانيين انتقد ما جاء في تغريدة منتصر، ومنهم من ذهب حدّ اتهامه بأنه لم يقرأ من الكتاب سوى عنوانه واستغله ليوجّه نقدا في غير محله إلى ما يبدو أنه صورة نمطية يتبناها منتصر عن رجال الدين وموقفهم من الغرب.
وغرّد الخبير في العلوم السياسية والنائب السابق بالبرلمان المصري، عمر الشوبكي، قائلا إن “الكتاب ليس سطحياً، ولا يتعامل مع الغرب باعتباره (كافراً)، بل إنه يحمل رؤية عملية نقدية لجوانب سلبية في الحضارة والمنظومة السياسية الغربية يقولها مثقفون هناك.. وهي جزء من حيوية الغرب الذي يعرف النقد الذاتي، والقادر على المراجعة وتصحيح الأخطاء، وهو (ما) يفترض أن يسعد أي تنويري حقيقي”. وتطرق الشوبكي إلى مفهوم التنوير بالقول إن “التنوير المطلوب لا يسطح الأمور ولا يتصيد ويدعو للإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي، وإذا كان بعض التنويريين قرروا ألا ينقدوا أي سلبيات أخرى فعلى الأقل لا يعتبرون أن الأزهر وشيخه هما المسؤولان عن كل مشاكلنا”.
Social embed from facebook
ودافع منتصر عن نفسه في مواجهة سيل الانتقادات بتغريدة أخري قال فيها: “معقول إحنا من السذاجة إننا نحكم على فكر من عنوان كتاب؟! ومعقول أننا زعلانين من انتقاد الغرب! كل العلمانيين بينتقدوا الرأسمالية الغربية وما فيش مشكلة، لكن المشكلة أن هجوم قادة فكر إسلامي كبار هو هجوم على أهم ثلاث ركائز للحداثة الغربية وهم، مرجعية العقل، ونسبية الحقيقة، وحرية الفرد”.