تتكشف المزيد من الآثار المدمرة التي خلفها الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، والذي وصلت آثاره إلى بلدان مجاورة، خصوصاً سوريا التي سجلت عدداً كبيراً من الضحايا والمصابين، في حصيلة لا تزال أولية، وتتزايد مع مرور الساعات.
تُشير آخر إحصائية رسمية لتركيا إلى أن عدد ضحايا الزلزال في البلاد وصل إلى 77 شخصاً، فيما أصيب 440، في حين تُشير أحدث إحصائية لوزارة الصحة في سوريا إلى وفاة 237 شخصاً، وإصابة 639 شخصاً، وذلك حتى الساعة 10:00 بالتوقيتين المحليين لسوريا وتركيا.
نوضح لكم عبر الخرائط، الأماكن التي حدثت فيها الزلازل بكل من تركيا وسوريا، والمناطق التي تضررت، إضافة إلى البلدان التي طالتها آثار الزلزال.
مركز الزلزال
ضرب الزلزال في البداية قضاء بازارجيق في ولاية كهرمان مرعش الواقعة في جنوب تركيا، وبلغت شدة الزلزال 7.4 درجة على مقياس ريختر، وبلغ عمق الزلزال 7 كيلومترات تحت سطح الأرض.
آخر تحديث عن الأضرار في كهرمان مرعش حتى الساعة 1:00 مساءً ظهراً بالتوقيت المحلي:
– فؤاد أوقطاي: حصيلة قتلى الزلزال في كهرمان مرعش 70 شخصاً.
– وزير الداخلية التركي سليمان صويلو: وقعت 6 هزات في كهرمان مرعش.
– هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية: بلغت قوة الزلزال 7.4 درجة قرب كهرمان مرعش وغازي عنتاب القريبة من الحدود السورية.
آثار الزلزال في تركيا
امتدت آثار الزلزال في الأراضي التركية لتضرب عدة مناطق وتخلف عشرات الضحايا، وبحسب تصريحات المسؤولين الأتراك، فإن 14 شخصاً قتلوا في مدينة ديار بكر التي تبعد عن مركز الزلزال جنوب تركيا بنحو 262 كيلومتراً.
الزلزال ألحق أيضاً أضراراً في مدن “عثمانية” (20 قتيلاً)، و”شانلي أورفا” (18 قتيلاً)، و”أديامان” (13 قتيلاً)، و”هاتاي” (4 قتلى)، إضافة إلى مدينة غازي عنتاب، وأضنة، وملاطيا.
مئات القتلى في سوريا
وصلت آثار الزلزال المُدمر في تركيا إلى مناطق شمال وشمال غرب، وغرب سوريا، وتركزت الأضرار في سلقين، وحارم بمحافظة إدلب، كما تأثرت مناطق حلب واللاذقية وحماه.
الدفاع المدني في مناطق المعارضة شمال سوريا قال إن عدد الضحايا في المنطقة ارتفع إلى 120 شخصاً، فيما أصيب 230 آخرون، مضيفاً أن الزلزال أدى إلى تقطع السبل بالناس في برد الشتاء.
ووصلت آثار الزلزال في تركيا إلى كل من مصر؛ حيث شعر سكان القاهرة به، وتبعد القاهرة عن مركز الزلزال نحو ألف كيلومتر، كذلك شعر به سكان في لبنان، والعراق، وقبرص، والأردن، والضفة الغربية.
قدمت دول عربية وغربية تعازيها إلى تركيا وسوريا في ضحايا الزلزال، وعزّت كل من مصر، وفلسطين، وسلطنة عمان، وليبيا، بضحايا الزلزال في البلدين.
دولياً، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن بلاده مستعدة لتقديم “كل المساعدة اللازمة” لتركيا بشأن الزلزال، لافتاً إلى صدور توجيه من الرئيس جو بايدن في هذا الصدد.
بدوره، أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، عبر تويتر، أن الاتحاد الأوروبي الذي تترأسه ستوكهولم في 2023 “سيمد يد العون لتركيا وسوريا لتنسيق جهود مساعدة البلدين بعد الزلزال”، معرباً عن أسفه الشديد تجاه آثاره “المروعة”.
وفي باكستان، أعرب رئيس الوزراء شهباز شريف في تغريدة عن “حزنه العميق” جراء تلقيه خبر الزلزال جنوبي شرقي تركيا، مقدماً التعازي للرئيس رجب طيب أردوغان وللشعب التركي.
يُشار إلى أن رئيس مرصد قنديلي للزلازل التركي، قال الإثنين، 6 فبراير/شباط 2023، إن زلزال تركيا اليوم الإثنين يُعد الأكبر منذ عام 1999 الذي شهد أسوأ زلزال مدمر في تاريخ البلاد.
خبراء جيولوجيا يكشفون لـ”عربي بوست” احتمالية حدوث زلازل جديدة في تركيا.. حذَّروا من “تحفيز” الزلزال لأماكن أخرى
حذَّر خبراء جيولوجيا ومختصون في الثروات الطبيعية والزلازل، في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست”، من أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا صباح الإثنين 6 فبراير/شباط 2023 وتسبب في مقتل المئات وإصابة الآلاف، فضلاً عن تدمير مئات المنازل، من الممكن أن يحفز أماكن أخرى؛ ما يؤدي إلى حدوث زلازل شديدة خلال الأيام المقبلة.
كان زلزال قد ضرب تركيا وسوريا، فجر الإثنين، بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، أعقبه آخر بقوة 7.6 درجة، مخلّفَين خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين. وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ارتفاع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد إلى 1498 شخصاً.
حيث أفاد رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية، يونس سيزر، في تصريح صحفي، الإثنين، بأن 1498 شخصاً لقوا مصرعهم جراء الزلزال الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش وبلغت قوته 7.7 درجة. وأضاف أن عدد المصابين ارتفع إلى 8 آلاف و533 شخصاً، فيما بلغ عدد المباني التي تدمرت بفعل الزلزال 2834. في حين بلغت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق النظام والمعارضة) 783 قتيلاً و2284 مصاباً، جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين ومركزه جنوب تركيا. ونقلت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” عن الوزارة قولها إن معظم الإحصائية الجديدة جرى رصدها في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس.
خبراء جيولوجيا يحذرون من زلازل جديدة
الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية بمصر، قال في معرض حديثه مع “عربي بوست”، عن الزلزال الذي حدث في تركيا وسوريا، وما إذا كانت هناك احتمالية لحدوث زلازل أخرى ناتجة عن تحفيز أرضي وليس توابع ضعيفة نتيجة للزلزال الأصلي، إنه حدث بالفعل تحفيز للزلازل في أماكن أخرى، وهو ما حدث بمدينة إسطنبول ظهر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وكان بقوة 7.3 درجة ريختر.
“القاضي” وفي تصريحات خاصة لـ”عربي بوست “، قال إن المواطنين ظنوا أن الزلزال الذي حدث في إسطنبول هو أحد توابع الزلزال القوي الذي ضرب جنوب تركيا وسوريا، لكن ذلك ليس صحيحاً، على حد قوله.
وأشار إلى أن المنطقة التي حدث فيها الزلزال الجديد منطقة جديدة وبعيدة عن محيط مكان الزلزال القديم؛ ومن ثم فهذا تحفيز لأماكن أخرى وليس توابع، مشدداً على أن توابع الزلازل دائماً ما تكون ضعيفة من حيث القوة، وتكون في مكان الزلزال الأصلي نفسه أو قريبة منه.
في حين قال جاد القاضي كذلك، إن المنطقة التي حدث فيها الزلزال وما حولها منطقة زلازل نشيطة منذ آلاف السنين، مشيراً إلى أن المنطقة شهدت زلزالاً قوياً للغاية في عام 1990، تسبب في وفاة المئات وإصابة الآلاف، مطالباً حكومات الشرق الأوسط بالتكاتف من أجل مواجهة هذه الزلازل المحتملة التي سوف تغير شكل المنطقة.
من جانبه قال الدكتور محمد الجزار، الخبير المصري في الثروات الطبيعية والزلازل، في تصريحات خاصة لـ”عربي بوست”، إن الزلزال حدث في هذه المنطقة، في إشارة إلى سوريا وتركيا، لأنها منطقة زلازل تكونت منذ آلاف السنوات بعد تكوين كوكب الأرض وانفلاق المنطقة وتكوُّن البحر المتوسط، ما خلق قلاقل كثيرة في المنطقة وجعلها عرضة لزلازل مستمرة.
أشار إلى أن فرنسا كانت لها تجارب في البحث حول الزلازل بهذه المنطقة منذ سنوات، وأنها ترى أن هناك ما يُعرف بالقارة المفقودة في البحر المتوسط والتي اختفت تحت المياه بعد ظهور البحر المتوسط، وهي كلها عوامل جيولوجية توفر مناخاً جيداً للزلازل.
وشدد على أن المهم الآن هو ما بعد حدوث الزلازل، مطالباً تركيا والأوروبيين ودول الشرق الأوسط بالتكاتف من أجل مواجهة احتمالية حدوث زلازل مدمرة في المستقبل القريب.
جسر جوي لنقل فرق الأنقاذ لمتابعة الزلزال
يذكر أن بيانات ملاحية كشفت توجُّه 7 طائرات شحن عسكري تابعة للقوات الجوية التركية، منذ صباح الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، إلى قاعدة أنجرليك الجوية بمدينة أضنة، وإلى غازي عنتاب جنوبي البلاد، لنقل فرق الإنقاذ لمتابعة تطورات الأوضاع الناجمة عن الزلزال الذي ضرب البلاد.
كما أظهرت البيانات توجه طائرة تابعة لوزارة الصحة التركية إلى مطار مدينة أضنة، وذلك حسبما نشر موقع “الجزيرة نت”. فيما وصل عدد الضحايا إلى 1498 قتيلاً وإلى 8 آلاف و533 مصاباً.
كانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت إطلاق “ممر المساعدة الجوية” لنقل فرق البحث والإنقاذ إلى منطقة الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد فجر الإثنين. وبدأت طائرات نقل تابعة للجيش التركي بنقل فرق البحث والإنقاذ ومعداتهم إلى الأماكن المنكوبة، كما تقوم طائرات إسعاف بتنفيذ مهام في إطار “ممر المساعدة الجوية”، وفق ما قالته وكالة الأناضول، الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.