رغم مرور أكثر من 12 ساعة على الحادث، يلتزم كل من المسؤولون الروس ومجموعة فاغنر الصمت حول مصير يفغيني بريغوجين، فحتى كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي بيان رسمي يوضح تفاصيل تحطم طائرة زعيم فاغنر بروسيا، وما إذا كان بريغوجين على قيد الحياة أم لا، على الرغم من وجود مؤشرات ترجح مقتله بالحادث.

ما صدر رسمياً من الجانب الروسي هو البيان الذي نشرته وكالة الطوارئ، والذي قالت فيه إن طائرة خاصة كانت متجهة من مطار شيريميتيفو الدولي بموسكو إلى سان بطرسبرغ قد تحطمت، وبحسب قائمة الركاب التي لديها، كان على متنها زعيم فاغنر بريغوجين والرجل الثاني في المجموعة ديمتري أوتكين، إضافة إلى 8 أشخاص من ضمنهم 3 من طاقم الطائرة.

أحدث المعلومات عن الواقعة

على الرغم من الغموض الذي أحدثه الصمت الرسمي، إلا أن صحيفة The Washington Post الأمريكية قد نقلت عن شهود عيان قولهم لوسائل إعلام روسية إنهم سمعوا دوي انفجارين قويين قبل أن تسقط الطائرة من السماء في أحد الحقول وتشتعل فيها النيران، وهو ما من شأنه أن يفتح باب التكهنات عن أن الحادث مدبر وكان يهدف لاغتيال قادة فاغنر.

ما عزز هذه التكهنات ما ورد على قناة (جراي زون) المقربة من مجموعة فاغنر على تليغرام قولهم: “رئيس مجموعة فاغنر.. بطل من روسيا.. وطني حقيقي لوطنه الأم.. يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين قُتل نتيجة أفعال خونة لروسيا”، كما زعمت قنوات على منصة تليغرام مقربة من “فاغنر”، أن الطائرة أسقطتها أنظمة الدفاع التابعة للجيش الروسي.

في الوقت ذاته أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أنصاباً تذكارية انتشرت في مسقط رأس بريغوجين في سانت بطرسبرغ، حيث حمل الناس الزهور وأضاؤوا الشموع مع انتشار أخبار الحادث المميت.

إلى جانب هذه الشهادات، أشارت بيانات تتبع الرحلات الجوية إلى أن الطائرة الخاصة التي يعتقد أنها أقلت مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين، أمس الأربعاء، لم تظهر أية إشارة على وجود مشكلة حتى هبوطها الحاد في آخر 30 ثانية من رحلتها.

وقال إيان بيتشينيك، من موقع (فلايت رادار 24)، عند الساعة 3:19 مساءً بتوقيت غرينتش حدث “هبوط عمودي مفاجئ” للطائرة.

وخلال نحو 30 ثانية هبطت الطائرة أكثر من 8 آلاف قدم من مسارها الذي كانت عليه بارتفاع 28 ألف قدم.

ماذا يعني هبوط الطائرة بهذا الشكل؟

حول هذا التساؤل، قال الكابتن روس أيمر، وهو طيار متقاعد في خطوط “يونايتد إيرلاينز” الأمريكية والرئيس التنفيذي لشركة Aero Consulting Experts، لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في مقابلة مساء الأربعاء، إن هذه البيانات يمكن أن تخبرنا ببعض ما حدث.

قال أيمر: “تقلب الطائرة في الهواء قبل تحطمها يخبرنا في المقام الأول أن الطيار ربما فقد السيطرة على طائرته لسببٍ ما، فلنفترض أنها ضربة صاروخية أو تفكك جزء من الطائرة”.

وأضاف: “إن الطيار الذي يسيطر على طائرته لن يطير لارتفاع يصل إلى نحو 9100 متر ثم يهبط بسرعة، لكن بيانات الرحلة تشير إلى أن الطائرة المحطمة قد فعلت ذلك”.

كما أوضح أيمر للصحيفة الأمريكية: “هذا الارتفاع، ثم الهبوط بهذه السرعة، يخبرانني أن الطيار فقد السيطرة على طائرته لسببٍ ما”.

يذكر أن هيئة الطيران الروسية لم تقدم أي تعليق على سبب الحادث، وقالت إنها شكلت لجنة خاصة للتحقيق في “ظروف وأسباب الحادث”، وذلك في وقت أعلنت خدمات الطوارئ الروسية، أنه تم انتشال رفات جميع الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة، بحسب وكالة أنباء إنترفاكس الروسية.