الجيش الإسرائيلي يشن أكثر من 300 غارة على جنوب وشرق لبنان وحصيلة الشهداء ترتفع لـ 274 واكثر من الف اصابة.. و”حزب الله” يقصف مجمع صناعات عسكرية بحيفا للمرة الثانية منذ أكتوبر وإصابة 5 مستوطنين.. واستعدادٌ إسرائيليٌّ لاجتياحٍ كبير للبنان
بيروت ـ وسيم سيف الدين / الأناضول:
سقط عدد من المصابين، الاثنين، بغارات إسرائيلية على عدة بلدات في قضاء بعلبك بمنطقة البقاع شرقي لبنان، عقب تهديدات تل أبيب بقصف المنطقة بزعم استهداف “مخازن أسلحة لحزب الله”.
وأفاد مراسل الأناضول بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات استهدفت بلدات بريتال وطليا وحورتعلا والنبي شيت وبيت شاما في قضاء بعلبك.
وذكر شهود عيان للأناضول أن عدداً من المصابين نقلوا إلى المستشفيات في قضاء بعلبك، دون ذكر حصيلة أولية للإصابات أو خطورتها.
وفي وقت سابق الاثنين، نشر متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي منشورا عبر منصة “إكس”، دعا فيه سكان قرى البقاع إلى الابتعاد عن “المنازل” التي زعم وجود أسلحة لـ”حزب الله” فيها.
وقال: “عليكم الخروج منه (المنزل) والابتعاد عنه خلال ساعتين لمسافة لا تقل عن 1000 متر خارج القرية أو التوجه إلى المدرسة المركزية القريبة منكم، وعدم العودة إليه حتى إشعار آخر”.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما هو “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، بينما أعلن متحدث الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي أن تل أبيب سوف تستهدف عمق البقاع شرقي لبنان.
وخلفت الغارات الإسرائيلية الاثنين، 274 شهيدا بينهم 24 طفلا وعدد من النساء وإصابة ألف و24 شخصا، في حصيلة أولية، وفق بيان وزارة الصحة اللبنانية.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق “حزب الله” عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
وأوضح البيان أن “من بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون”، فيما لم يوضح البيان أين كانت غالبية الضحايا.
تأتي هذه التطورات بعد تصعيد عسكري غير مسبوق بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، إذ نفذ الأخير منذ الصباح أكثر من 350 غارة على مناطق متفرقة جنوب وشرق لبنان، هي الأعنف منذ اندلاع المواجهات مع “حزب الله” في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق مراسل الأناضول.
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة في بيانات متفرقة، استشهاد 100 شخص وإصابة أكثر من 400 آخرين، جراء غارات إسرائيلية استهدفت شرق وجنوب البلاد في حصيلة أولية.
ووفق مراسل الأناضول، فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت أكثر من 300 غارة على مناطق متفرقة جنوب وشرق البلاد.
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، الاثنين، أنه قصف أكثر من 300 هدف لـ”حزب الله” في لبنان، وأن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي صادق على مهاجمة أهداف جديدة للحزب.
كما ألمح المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، إلى احتمال استهداف عشرات القرى اللبنانية بعمق 80 كيلومترا من الحدود.
هاغاري لم ينف ولم يؤكد الإعداد لعملية برية في لبنان، فردا على سؤال بهذا الشأن أجاب: “سنفعل كل ما هو ضروري لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بسلام”.
شرقا، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزارة الصحة أن “غارات إسرائيلية على جرود الهرمل بمحافظة بعلبك (شرق)، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة 6 أشخاص بجروح، بينهم اثنان في العناية المركزة”.
وجنوبا، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن “الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على منزل في قرية جبال البطم (قضاء صور جنوب شرق)”.
كما أغار الطيران على أطراف بلدة زبقين (محافظة الجنوب) ونهر الليطاني والساحل البحري، ويشن سلسلة غارات على مناطق عدة في القطاع الغربي وسط تحرك سيارات الإسعاف نحو الاماكن المستهدفة، وفق الوكالة.
واستهدفت غارات إسرائيلية أخرى مبنى في بلدة طيردبا ومنزلا في وادي جيلو جنوب لبنان، دون الكشف عن إصابات أو شهداء.
وتسببت غارات إسرائيلية جديدة لاحقة على الطريق بين بلدتي حبوش وعربصاليم (بالنبطية) في احتراق سيارة وإلحاق أضرار في مباني ومحال تجارية، كما أغار الجيش على المجادل الشعيتية، وبلدة العباسية بقضاء صور، وفق الوكالة.
وأصيبت سيارة إسعاف تابعة لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية في بلدة حاريص بالنبطية، ونجا طاقمها، بحسب ذات المصدر.
ومن جهته أعلن حزب الله الاثنين قصف قاعدة اسرائيلية غرب طبريا ومقر عسكري “بعشرات الصواريخ”، ردا على غارات إسرائيلية كثيفة استهدفت جنوب وشرق لبنان منذ الصباح.
وقال حزب الله في بيانين إنه قصف “المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا” و”مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف” بـ”عشرات الصواريخ”، وذلك “ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع”.
“حزب الله”، الاثنين، بالصواريخ مجمع صناعات عسكرية إسرائيلي في مدينة حيفا (شمال)، للمرة الثانية منذ بدء المواجهات الراهنة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال “حزب الله”، في بيان، إن عناصره أطلقوا عشرات الصواريخ على “مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا”.
كما استهدفت الصواريخ “المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد (شمال)”.
ويأتي هذا القصف “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع (شرق)”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه رصد إطلاق 35 صاروخا من لبنان على مدينة صفد ومنطقة الجليل الأسفل.
والاثنين، أفادت القناة “13” الإسرائيلية (خاصة) بإصابة 5 مستوطنين بـ”جروح طفيفة” جراء شظايا صواريخ أُطلقت من لبنان على شمال إسرائيل.
ويعد قصف مواقع عسكرية في حيفا الاثنين هو الثاني من نوعه منذ بدء المواجهات، إذ استهدفها “حزب الله” الأحد بصواريخ “فادي1″ و”فادي2”.
ووفق تصريحات مسؤولين إسرائيليين، تعد تل أبيب على ما يبدو لهجوم عسكري واسع على لبنان، الاثنين، ولا تستبعد أن يرد عليه “حزب الله” بتوسيع نطاق إطلاق الصواريخ.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين