تقول دراسة إن طيور النحام الوردي (الفلامنغو) هي أكثر الطيور عدوانية عندما يتعلق الأمر بالشجار على الطعام وفقاً لما خلص إليه العلماء مؤخراً. وتشير الأبحاث الجديدة التي أجريت في جامعة إكستر إلى أن لون الريش الوردي الزاهي يدل على الصحة الجيدة لدى بعض فئات طيور النحام الوردي. وقال الدكتور بول روز، عالم الحيوان في جامعة إكستر والمؤلف الرئيسي للدراسة البحثية الأخيرة، «تعيش طيور النحام الوردي في أسراب كبيرة العدد وذات هياكل وأنماط اجتماعية معقدة. ويلعب لون الريش دوراً مهماً للغاية في ذلك. ويأتي اللون من الكاروتينات المتواجدة في طعامهم، وهي نوع من الطحالب الذي تتغذى عليه طيور النحام الوردي وتستخلصه من المياه»، حسب صحيفة «مترو» اللندنية.
وعكف فريق من الباحثين، لدى مركز سليمبريدج ويتلاند في غلوسيسترشاير، على دراسة الأنواع الأدنى لوناً من طيور النحام الوردي وخلصوا إلى أنه طيور النحام ذات الصحة الجيدة هي تلك التي تتغذى بصورة ممتازة – ويظهر ذلك جلياً من ريشها الملون – وبالتالي فإنها تملك قدراً من الطاقة والصحة والوقت لكي تكون عدائية ومهيمنة على الطعام أثناء تناوله.
وبحث العلماء في ثلاثة أنواع من الترتيبات الغذائية لتلك الطيور: وعاء التغذية الداخلي، ومسبح التغذية الداخلي المتسع، ومسبح التغذية الخارجي الأكبر حجماً. وخلص الباحثون إلى أن طيور النحام الوردي تدفع بعضها بعضاً بقوة أثناء محاولة الوصول إلى الطعام، حيث تبدو الطيور ذات الريش الملون الزاهي الأكثر إشراقاً أكثر عدائية من منافسيها الأدنى بريقاً. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتغذية في المسبح الخارجي الأكبر حجماً، تبدو طيور النحام الوردي وهي تقضي أقل من نصف الوقت المعتاد في التعبير عن العدوان أثناء تناول الطعام. وقال الباحثون إنهم لم يلاحظوا فرقاً في معدلات التغذية أو مستويات العدوان بين الذكور والإناث.
ووفقاً لما خلص إليه فريق الباحثين، فإن نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة «إيثولوجي» المعنية بعلم سلوك الحيوان، تشير إلى أنه ينبغي تغذية الطيور الأسيرة على مساحة واسعة من الأرض قدر الإمكان. وقال الدكتور بول روز «عندما يتعين على الطيور التجمع سوياً بغية الحصول على الطعام، فإنها تتشاجر فيما بينها بدرجة أكبر، وبالتالي تقضي وقتاً أقل في التغذية. وليس من الممكن دائماً إطعام هذه الطيور في الهواء الطلق. لأن بعض طيور النحام الوردي يبلغ وزنها نحو كيلوين غرام وتعيش في أفريقيا، وبالتالي فإن الطيور الأسيرة في بلدان مثل المملكة المتحدة تتعرض لموجات شديدة البرودة إذا ما خرجت لتناول الطعام في الهواء الطلق».
القرش الأبيض الكبير يفاجئ العلماء بحميته الغذائية
كشفت أول دراسة تفصيلية لحمية أسماك القرش البيضاء الكبيرة، أجراها باحثون من معهد علوم البحار بجامعة سيدني الأسترالية، أن هذا المفترس يقضي وقتاً أطول في التغذية بالقرب من قاع البحر أكثر من المتوقع. والصورة العالقة في الأذهان عن سمكة القرش البيضاء هي زعنفة الظهر التي تطفو فوق سطح المياه أثناء صيدها للفريسة، غير أن نتائج الدراسة التي نشرت أمس في دورية «فورنتيرز إن مارين ساينس»، بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات، تشير إلى أنها ربما لا تكون دقيقة للغاية.
ويقول ريتشارد غرينغر، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة سيدني بالتزامن مع نشر الدراسة، «داخل معدة أسماك القرش وجدنا بقايا من مجموعة متنوعة من أنواع الأسماك التي تعيش عادة في قاع البحر، أو مدفونة في الرمال، وهذا يشير إلى أن أسماك القرش يجب أن تقضي جزءاً كبيراً من وقتها تبحث عن الطعام في قاع البحر».
وفحصت الدراسة محتويات المعدة لـ40 سمكة قرش بيضاء، تم اصطيادها ضمن برنامج «شبكة القرش» التابع لولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا، وقارن العلماء ما وجدوه ضمن محتويات المعدة بالبيانات المنشورة في أماكن أخرى من العالم، خصوصاً جنوب أفريقيا، لإنشاء إطار غذائي لأنواع سمك القرش. ويضيف غرينغر: «كان لدى أسماك القرش الأبيض نظام غذائي متنوع، فإضافة إلى سمك السلمون، وهو المكون الشائع، وجدنا أدلة على أسماك عظمية أخرى، بما في ذلك ثعابين السمك والبياض، والبوري، ووجدنا أن أسماك الراي اللاسع كانت أيضاً مكوناً غذائياً مهماً، كما تم العثور أيضاً على سمكة الشفانين العقابية أو ما يعرف بـ(إيجل راي)، على الرغم من أن اصطيادها قد يكون صعباً على أسماك القرش، نظراً لسرعتها في السباحة». وعن أهمية اكتشاف المكونات الغذائية لحمية سمكة القرش البيضاء الكبيرة، يقول الدكتور غابرييل ماتشوفسكي، الباحث المشارك بالدراسة، «فهم الأهداف الغذائية لهذه الحيوانات المفترسة الخفية، وكيفية ارتباطها بأنماط الهجرة، سيعطي نظرة ثاقبة على ما يدفع صراع القرش مع البشر، وكيف يمكننا حماية هذا النوع بشكل أفضل».
تفاصيل رأس ديناصور بنموذج ثلاثي الأبعاد للمرة الأولى
نجح علماء الحفريات في جامعة سان بطرسبرغ الروسية في إنتاج أول نموذج ثلاثي الأبعاد يوضح بالتفصيل بنية الدماغ والأوعية الدموية في جمجمة الديناصور (بيسيكبيلتا أرشيبالدي)، الذي ينتمي إلى «الأنكيلوصورات»، وهي نوعية من الديناصورات آكلة العشب، التي تشبه في مظهرها حيوان (أرماديلوس) الذي يعيش إلى الآن في جنوب الولايات المتحدة وأميركا الوسطى والجنوبية حتى أوروغواي.
وظهرت «الأنكيلوصورات» على الأرض في منتصف العصر الجوراسي، قبل نحو 160 مليون سنة، وكانت موجودة حتى نهاية عصر الديناصورات، التي انتهت قبل 65 مليون سنة، وعلى الرغم من أن حفرياتها معروفة منذ 20 عاماً، ومحفوظة بشكل فريد في أوزبكستان، فإن العلماء في جامعة سان بطرسبرغ، نجحوا في إنتاج أول بناء ثلاثي الأبعاد لتفاصيل بنية الدماغ في أحد أنواعها، وهو ما جعل من الممكن تحديد أن هذه النوعية من الديناصورات كانت قادرة على تبريد أدمغتها، ولديها حاسة شم متطورة للغاية، وسمعت أصواتاً منخفضة التردد، ومع ذلك، كانت أدمغتها أصغر بمرتين ونصف المرة من أدمغة الحيوانات الحديثة من الحجم نفسه.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «بيولوجيكال كومينيكيشن»، فحص علماء الحفريات ثلاث شظايا من الجماجم الأحفورية من الديناصور (بيسيكبيلتا أرشيبالدي)، التي تم العثور عليها خلال سلسلة من الحملات الدولية للكشف عن الحفريات والتي شملت بعثات أوزبكية وروسية وبريطانية وأميركية وكندية في أواخر التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في صحراء «كيزيل كوم» بأوزبكستان.
وتم إجراء إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لتجويف الدماغ في هذه الجماجم الأحفورية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، بما مكنهم من فهم حجم الدماغ الفعلي، وأين كانت الأوعية الدموية والأعصاب. ووفق تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة سان بطرسبرغ، فإن الباحثين وجدوا بعد عمل استمر لمدة ثلاث سنوات، أن جزءاً كبيراً من دماغ الديناصور (بيسيكبيلتا أرشيبالدي) كان مزوداً باللمبة الشمية، وهي بنية عصبية من الدماغ تشارك في حاسة الشم (شكلت نحو 60 في المائة من حجم نصفي الكرة المخية)، ومن المرجح أن الديناصور كانت لديه حاسة شم متطورة للغاية، ما ساعده على الأرجح في البحث عن الطعام، والجنس الآخر، والشعور بنهج الحيوانات المفترسة في الوقت المناسب.
ويقول إيفان كوزمين الباحث المشارك بالدراسة خلال التقرير: «مهارة أخرى وجدناها؛ وهي قدرة هذا الديناصور على تبريد أدمغته، حيث اتضح أن شبكة الأوردة والشرايين في دماغها معقدة للغاية، ولم تسِرْ في اتجاه واحد، لكنها تواصلت باستمرار مع بعضها، مثل نظام خطوط السكك الحديدية، وكان يمكن أن يتدفق الدم في اتجاهات مختلفة».
بِركة زرقاء لم يلمسها البشر داخل كهف عميق في أميركا
اكتشف الباحثون شبكة كهوف عميقة تحوي بِركة بأحد الكهوف العميقة في حديقة وطنية بالولايات المتحدة. أظهرت الصور المذهلة بِركة زرقاء «عجيبة» لم يسبق أن رأتها عين إنسان من قبل في أعماق «متنزه كارلسباد كافيرنز الوطني» ولاية نيو مكسيكو الأميركية.
فحسب صحيفة «كانساس سيتي ستار»، تحتوي البِركة قريب الشبه بالصور الفضائية على سائل زمردي حليبي اللون والقوام محاط بصخور بيضاء متجمدة. ويعتقد أن الكهف تطور على مدى آلاف السنين ولم تقع عليه عين بشر من قبل، حسب صحيفة (ميرور) البريطانية.
وأوضح رودني هوروكس، مدير إدارة الموارد الطبيعية والثقافية في متنزه كارلسباد كافيرنز الوطني، أن «البِركة قد عُزلت منذ مئات آلاف السنين ولم ترَ الضوء من قبل».
وقد اكتُشفت البِركة على عمق 700 قدم أسفل مدخل كهف «لاتشغيلا» الذي يعد أحد أطول الكهوف في العالم. وعلى الرغم من اكتشافه عام 1993 فإن المستكشفين دخلوا ممراته «البكر» للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول).
وفي تعليق على صفحته بموقع التواصل «فيسبوك»، ذكر عالم الجيولوجيا ماكس ويشاك، أن «الاستكشافات في الكهوف تؤدي أحياناً إلى مشاهد عجيبة وأن الحوض الذي عُثر عليه بكهف لاتشغيلا يبدو نقياً تماماً». وأضاف أن «الحواف أسفل هذه البِركة هي ما يطلق عليه أصابع البِركة، والتي يمكن أن تكون مستعمرات بكتيرية تطورت بالكامل دون وجود بشري». تضمنت خطة الاستكشاف، بقيادة ويشاك، رسم خرائط لمسافة 1.3 ميل من الممرات التي تخللتها ما تُعرف بـ«الحبال المتدلية». تاريخ تشكيل شبكة الكهوف لا يزال غير معلوم.