أفاد تقرير نشرته صحيفة فورين بوليسي، بأنه من المتوقع أن يواجه الاقتصاد السوري المنهار ضربة جديدة الأربعاء المقبل، عندما تدخل العقوبات الأميركية الجديدة حيّز التنفيذ، ضد أي فاعل دولي تربطه علاقات تجارية مع نظام بشار الأسد.
وبهذا السياق، دعا كبار الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إدارة الرئيس دونالد ترامب، الاثنين، إلى تطبيق التدابير الجديدة بحزم بعد سريانها. وقال المشرعون في بيان “على النظام ومن يرعاه وقف ذبح الأبرياء وتوفير مسار نحو المصالحة والاستقرار والحرية للشعب السوري”.
اقرأ المزيد: بوادر تمرّد على الأوامر الروسية في سوريا..ماهر الأسد يرفضها
ويخشى منتقدو القانون من أن يؤدي إلى جعل حياة المدنيين السوريين أكثر صعوبة، وأن يكون له على الأرجح أثر غير مباشر على الاقتصاد اللبناني الهش.
حيث يعاني أكثر من نصف المواطنين السوريين من أجل الوصول إلى المواد الغذائية، في حين تراجعت قيمة الليرة بأكثر من 70 في المئة منذ نيسان/ أبريل الماضي.
بينما يبدو الأسد وكأنه خرج من الحرب الطاحنة منتصراً ويتحدث عن إعادة إعمار، إلا أن تدهوراً اقتصادياً يهدد قبضته على السلطة. فقد تفاقمت الأزمة الاقتصادية في لبنان المجاور، والذي يعد القناة الرئيسة لسوريا إلى العالم الخارجي، جراء حصيلة سنوات الحرب والفساد.
وكان الأسد قد أعفى رئيس وزراء نظامه عماد خميس من منصبه، وكلف وزير الموارد المائية حسين عرنوس بمهام رئيس الوزراء حتى إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في 19 يوليو. وشغل خميس منصبه منذ عام 2016، بينما تولى عرنوس حقيبته في حكومة خميس الثانية عام 2018.
ولم تقدم السلطات أي توضيح رسمي للقرار، لكن المراقبين قالوا إنه محاولة لنزع فيتيل الغضب المتصاعد إزاء الأزمة الاقتصادية ومؤشر على أن الانهيار الاقتصادي والمعارضة الصريحة الجديدة يشكّلان تحديا حقيقيا لشرعية الأسد.
وبحسب المجلة، تتوفر لأميركا الآن فرصة، يجب أن تستغلها رفقة حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط في جهد دبلوماسي للبدء في تغييرات حقيقية وإلا فإن البلد قد يشتعل من جديد.
في سياق متصل، رجحت مصادر في دمشق لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن يكون النظام قد لجأ إلى شن حملة مشددة لملاحقة المتعاملين بالدولار، لتخفيف الضغط الروسي الذي يطالبه بلجم الفساد والحدّ من الهدر في مواجهة تداعيات قانون “قيصر”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد كشف عن أن روسيا أعطت أوامرها بسحب جميع حواجز “الفرقة الرابعة” المنتشرة على كامل مناطق سيطرة النظام. غير أن ماهر الأسد شقيق الرئيس وقائد “الفرقة الرابعة” في “الحرس الجمهوري”، رفض الأوامر رفضاً قاطعاً، ولم يتم سحب الحواجز حتى اللحظة.
جدير بالذكر أن هذه الإجراءات اتّخذت، بعد أيام على تصريح مدير العمليات المصرفية في مصرف سوريا المركزي، فؤاد علي، بأنه تم “ضرب معاقل السوق السوداء، والأشخاص وشركات الحوالة التي تلاعبت بسعر الصرف وخالفت أنظمة القطع”. بدأ سعر صرف الدولار الأميركي ينخفض بسرعة توازي تقريباً السرعة التي صعد بها، وبعد أن بلغ ذروته متجاوزاً عتبة الـ3500 ليرة سورية.
الى ذلك
تصعيد جديد..اعتقالات في السويداء
- يونيو 15, 2020
- 12:42 م
ما زال النظام السوري يسير باتجاه التصعيد في محافظة السويداء، ووصل به الأمر غلى حدّ الاعتداء على من يقوم بتصوير المظاهرات، وشنّ حملة اعتقالات في السويداء، فيما يعمل بالتزامن على محاربة هذه المظاهرات إعلامياً، من خلال التبليغ على مقاطع الفيديو ومصادرة ملكيّتها الفكرية، بغية حذفها من التداول. اعتقالات في السويداء
و علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها، عمدت إلى اعتقال أكثر من 10 متظاهرين، جراء خروجهم بمظاهرة مناوئة للنظام السوري في مدينة السويداء، وسط استمرار التوتر والاستنفار، عقب مهاجمة المظاهرة أيضاً من قبل موالين للنظام.
كما رصد المرصد السوري قبل قليل، مظاهرة خرج بها العشرات من أبناء السويداء أمام ساحة السير بالمدينة، مطالبين برحيل رئيس النظام السوري “بشار الأسد” وإسقاط نظامه، بالإضافة لمطالبتهم بإخراج المعتقلين من أفرع النظام الأمنية، تزامناً مع ذلك تجمّع العشرات من الموالين للنظام بالقرب من المظاهرة المناهضة، وخرجوا بمسيرة موالية للنظام.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فقد عمد الموالون إلى مهاجمة المتظاهرين وضربهم بأدوات صلبة، ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين، تزامن ذلك مع انتشار أمني كثيف تشهده مدينة السويداء منذ الصباح.
في سياق متصل، أفادت شبكة محلية في السويداء باختطاف ثلاثة مدنيين، بالإضافة إلى عرقلة استلام ما تبقى من محصول القمح، بعد نجاته من الحرائق قبيل حصاده.
بهذا الخصوص، قالت شبكة السويداء 24 في وقت سابق، أن مسلحين مجهولين، أقدموا على اختطاف ثلاثة مواطنين خلال 24 ساعة، كما شهد طريق دمشق السويداء، اعتداء عصابات سلب على شخصين من أبناء المحافظة، في ظل تكرر الحوادث الأمنية. اعتقالات في السويداء
قبيل قيصر…القبضة الأمنية للنظام تنعش الليرة السورية
رجحت مصادر في دمشق لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن يكون النظام قد لجأ إلى شن حملة مشددة لملاحقة المتعاملين بالدولار، لتخفيف الضغط الروسي الذي يطالبه بلجم الفساد والحدّ من الهدر في مواجهة تداعيات قانون “قيصر”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد كشف عن أن روسيا أعطت أوامرها بسحب جميع حواجز “الفرقة الرابعة” المنتشرة على كامل مناطق سيطرة النظام. غير أن ماهر الأسد شقيق الرئيس وقائد “الفرقة الرابعة” في “الحرس الجمهوري”، رفض الأوامر رفضاً قاطعاً، ولم يتم سحب الحواجز حتى اللحظة.
لجم تدهور سعر صرف الليرة لا يكون بخسارة مزيد من الدولارات من المصرف المركزي، والتي أغلب الظن ستذهب إلى سوريا. 1/2
يجري ذلك، بعد أيام على تصريح مدير العمليات المصرفية في مصرف سوريا المركزي، فؤاد علي، بأنه تم “ضرب معاقل السوق السوداء، والأشخاص وشركات الحوالة التي تلاعبت بسعر الصرف وخالفت أنظمة القطع”. بدأ سعر صرف الدولار الأميركي ينخفض بسرعة توازي تقريباً السرعة التي صعد بها، وبعد أن بلغ ذروته متجاوزاً عتبة الـ3500 ليرة سورية.
إلى ذلك، أقرّ رئيس وزراء النظام السوري عماد خميس، قبيل إقالته من منصبه بساعات قليلة، إجراءات جديدة لضبط الحدود، تتضمن في المرحلة الأولى “التشدد بضبط المعابر والمناطق الحدودية لمنع دخول المهربات”، والمرحلة الثانية “التشدد بمحاربة التهريب على الطرق الدولية ومداخل المدن الرئيسة”.
وطالب خميس وقتها الوزارات المعنية بتبسيط إجراءات الاستيراد والتصدير، ومنح إجازات الاستيراد وتوسيع قائمة المستوردات، بهدف تأمين المستلزمات الأساسية وإعداد قائمة بالمواد الأكثر تهريباً من وإلى سوريا، في دراسة لقائمة المواد الأولية اللازمة للإنتاج التي يتم إدخالها بشكل غير شرعي ليتم اتخاذ القرارات التي تضمن استيرادها بطرق نظامية.
كما تضمنت الإجراءات إلغاء حصرية تنظيم بيان التصدير في أمانة جمارك حدودية، وإلغاء حصر التصدير إلى بلد معين عبر معبر واحد. ولا يعلم بعد عما إذا كان رئيس الحكومة الجديد حسين عرنوس سيعمل على تطبيق هذه الإجراءات التي ستصطدم بنشاط الفرقة الرابعة المتحكم بمفاصل اقتصاد الظل في سوريا.
كما سبق واصطدمت إجراءات التقشف الحكومية بنشاط رجال أعمال داعمين للنظام، حيث كان لافتاً تصريح وزير الصناعة السوري محمد معن زين العابدين جذبة، الأخير، بأنّ صناعة تجميع السيارات كانت تستنزف من الخزينة مبلغ 80 مليون دولار شهرياً، وإنّ دعم هذه الصناعات لم يقدم أي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
تجدر الإشارة إلى أنّ حواجز الفرقة الرابعة تحوّلت، خلال الحرب، إلى مراكز لفرض الإتاوات على شاحنات البضائع القادمة إلى البلاد عبر الموانئ والحدود البرية، الشرعية منها وغير الشرعية. وتسيطر الفرقة الرابعة على عمل الجمارك العامة وتتقاسم معها جباية الأموال من المستوردين وعصابات التهريب. وهي مبالغ تضاف على قيمة البضائع التي تختلف أسعارها بين منطقة وأخرى بحسب عدد الحواجز التي اجتازتها.
في سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن النظام استخدم “قبضته الأمنية” في تحسين قيمة الليرة السورية، فقد شن “حملة كبيرة على الصرافين الذين يعملون ضمن السوق السوداء، وصادر كميات ضخمة من العملات الأجنبية، مما أثر إيجابياً على قيمة الليرة السورية”.
فيما أشارت تقارير إلى أن “حزب الله” يسيطر على سوق الصرف في المناطق الحدودية مع سوريا (شتورا وعنجر ورياق وبعلبك)، وأن هناك من قام بشراء كميات من الدولار تفوق حجم السيولة المتوفر لدى الصرافين، ولفتت التقارير إلى أن تهريب الدولار إلى سوريا يتم عبر طرق غير شرعية. ولمح إلى ذلك زعيم (القوات اللبنانية) سمير جعجع، عبر تغريدة له في (تويتر) قال فيها: “لجم تدهور سعر صرف الليرة لا يكون بخسارة مزيد من الدولارات من المصرف المركزي، والتي أغلب الظن ستذهب إلى سوريا”.