تصريحات دونالد ترامب في حال خسارته الانتخابات الرئاسية الأمريكية، علاوة على، أثر وباء كورونا على تطور المدن.
تناولت صحف بريطانية، في نسخها الصادرة صباح الجمعة، مواضيع هامة للقارئ العربي، منها تصريحات دونالد ترامب في حال خسارته الانتخابات الرئاسية الأمريكية، علاوة على، أثر وباء كورونا على تطور المدن.
مفاجأة أكتوبر

صدر الصورة،GETTY IMAGES
جدل في أميركا بعد «رفض» ترمب تسليم السلطة

تنصل قادة في الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة، ضمنياً، من تصريحات للرئيس دونالد ترمب، أشار فيها إلى رفضه تسليم السلطة سلمياً بسبب «التزوير والاحتيال» الذي يتوقع حصوله في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) .
وكان ترمب قد رفض في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء التزام نقل سلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات. وعندما سُئل ما إذا كان سيلتزم النتائج قال «يجب أن نرى ما سيحدث. أنت تعلم أنني كنت أشتكي بشدة من بطاقات الاقتراع، والبطاقات هي الكارثة». ثم سئل بأن ذلك قد يؤدي إلى أعمال شغب، فأجاب ترمب «لنتخلص من بطاقات الاقتراع وستكون الانتخابات سلمية للغاية، وبصراحة لن يكون هناك انتقال، سيكون هناك استمرار».
وعلق زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في تغريدة: «الفائز في انتخابات الثالث من نوفمبر سيتم تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني)، سيكون هناك انتقال منظم كما كان الحال كل أربع سنوات منذ 1792».
كما أعلن السيناتور النافذ ليندسي غراهام المقرب من ترمب: «إذا خسر الجمهوريون فسوف نقبل النتيجة. إذا حكمت المحكمة العليا لصالح جو بايدن، فسأقبل هذه النتيجة».
كذلك، رفض كل من السيناتور الجمهوري ماركو روبيو والسيناتور ميت رومني والنائبة ليز تشيني، وهي أعلى مسؤولة جمهورية في مجلس النواب وكذلك النائب ستيف ستيفرس، تصريحات ترمب وأكدوا تمسكهم «بالقيم الأميركية» في الانتقال السلمي للسلطة.
وننتقل إلى مقال رأي لمدير مكتب الاندبندنت أونلاين في واشنطن جون بينيت بعنوان “مفاجأة أكتوبر قادمة. ترامب متأكد من ذلك”.
ويقول الكاتب “لم تكن وفاة روث بادر غينسبورغ مفاجأة أكتوبر لدورة الانتخابات الرئاسية. صحيح أن وفاة القاضية الراحلة، وإزالة الصوت الليبرالي من المنصة الذي سيحل محله قريبا لعقود من الزمن بديل محافظ، قد غيّر الحديث بالفعل.. لكن المفاجأة تكمن في هذا المناخ المتمحور حول دونالد ترامب، كل شيء يتعلق بالرئيس”.
ويضيف الكاتب “يهاجم رئيس الولايات المتحدة الحالي نزاهة الانتخابات، وتشير جميع الأدلة إلى أنه يستعد للطعن بشكل قانوني في بطاقات الاقتراع البريدية في الولايات المتأرجحة الرئيسية نتيجة لوباء كورونا الذي كان بإمكانه فعل المزيد لخنقه وهزيمته”.
ويردف الكاتب “الديناميكية بين ترامب وأنصاره تشبه العلاقة السيئة في أفضل أيامها والعلاقة السامة في أسوأ حالاتها. ويتعين عليه اتخاذ المواقف الأكثر تطرفا، بما في ذلك رفع الاحتمال بأن الأمر الأول للرئيس جو بايدن يمكن أن يكون طرد المواطن المتعدي دونالد ترامب من القصر التنفيذي. أو اعتقاله إذا لم يغادر”.
لكن المفاجأة التي قالها ترامب في أكتوبر/ تشرين الأول قد تكون من صنعه، وهي زلة كبيرة تثير مرة أخرى أسئلة حول لياقته لأعلى منصب في البلاد. بحسب الكاتب، في إشارة إلى رده مساء الثلاثاء على سؤال مراسل مجلة بلاي بوي وكاتب العمود في البيت الأبيض بريان كارم، إذا كان سيقبل نتائج انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني ويضمن الانتقال السلمي إلى الرئيس 46، في حال الخسارة أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وقال ترامب “حسنا، سيكون علينا أن نرى ما سيحدث.. كنت أشتكي بشدة من بطاقات الاقتراع، والبطاقات كارثة”.
ويعلّق الكاتب “اعترف بأنه قد يخسر. هذا ليس من عمل دونالد، إنه يظهر ضعف قاعدته. وإذا كان لدى ترامب قوة عظمى أو موهبة حقيقية، فهي هذه العقلية التي رعاها بين مؤيديه فبالنسبة لهم، يعد ترامب أقوى زعيم أمريكي وأكثرهم صلاحا منذ الرئيس السابق رونالد ريغان”.
“المدن هي المستقبل”

صدر الصورة،GETTY IMAGES
ونختم مع مقال لنورمان فوستر في الغارديان تحت عنوان “الوباء سيؤدي إلى تسريع تطور مدننا”.
ويقول الكاتب إن التنبؤ بمستقبل المدن أمر محفوف بالمخاطر، خاصة إذا استمع المرء إلى كلمات أسطورة البيسبول الأمريكية، يوغي بيرا، أن “المستقبل ليس كما كان عليه من قبل”.
ويضيف “في الفترة التي تلت ظهور وباء كورونا، قد يبدو الأمر كما لو كان كل شيء مختلفا، لكن على المدى الطويل، أود أن أقترح أنه بدلا من تغيير أي شيء، فقد أدى الوباء فقط إلى تسريع وتضخيم الاتجاهات التي كانت واضحة بالفعل قبل أن يضرب الفيروس”.
ويلفت إلى أن “المدن هي المستقبل، إحصائيا اليوم أكثر من أي وقت مضى. ففي عام 1920، كانت نيويورك ولندن أكبر مدن العالم. أما اليوم فليستا حتى في المراكز العشرة الأولى. لأن المدن في حال تطور مستمر، تغيرت إلى الأبد بتكنولوجيا عصرها”.
ويوضح “ما هي السمات المميزة التي قد تكون مكافئة لعصرنا القادم، بعد كوفيد-19؟ لقد شهدنا بالفعل زيادات كبيرة في تنقل الأشخاص والسلع والمعلومات بينما نواجه في الوقت نفسه حقائق تغير المناخ. نحن نشهد الآن اتجاهات بعيدة عن الوقود الأحفوري إلى الدفع الكهربائي الأنظف، والمركبات التي يمكن شحنها عن طريق الحث، تحول ضد ملكية السيارات من قبل الشباب الذين لديهم شهية لمشاركة الركوب والخدمات عند الطلب مثل Uber؛ ظهور الدراجات البخارية والدراجات الإلكترونية وآفاق تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لنقل الأشخاص والبضائع”.
“إلى هذه الاتجاهات في التنقل، أضف أنماطا جديدة للعمل. وسوف يستمر مكان العمل التقليدي، ولكن سيتم استخدامه بشكل أكثر مرونة ومتوازنة مع الوقت الذي تقضيه في العمل خارج المنزل”.
ويخلص الكاتب “سيؤدي التأثير التراكمي حتى لعدد قليل من هذه الاتجاهات إلى تغيير البنية التحتية لمدننا حيث نحتاج إلى مساحة أقل بشكل تدريجي للسيارات ويمكننا بالفعل رؤية الآثار في وسط لندن، مع مقترحات لتوسيع الرصيف وتحويل ممرات المرور إلى ممرات للدراجات، وفي أماكن أخرى، تم تخصيص شوارع بأكملها كشرفات لتناول الطعام. كما ستعمل التدفئة والتبريد بالإشعاع على إطالة الاستخدام الموسمي للمساحات الخارجية”.
ويضيف أن مراكز المدن ستتمتع بالقدرة على أن تكون أكثر هدوءا ونظافة وأكثر أمانا وصحة وأكثر حميمية ويمكن السير فيها وركوب الدراجة الهوائية، إذا ما اغتنمت الفرصة.