قالت صحيفة الفورين بوليسي، أنّ موسكو عملت على الترويج لفكرة أن أكثر من 6 ملايين لاجئ في البلاد لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، إلا إذا كان الغرب على استعداد لدفع الأموال لإعادة بناء سوريا.
حيث سعت روسيا الأسبوع الماضي، إلى تحقيق رؤيتها لسوريا ما بعد الحرب من خلال المساعدة في تنظيم المؤتمر الدولي الأول لعودة اللاجئين في دمشق. لقد فشلت فشلاً ذريعاً.
وأشارة فورين بوليسي إلى وجود رؤيتين دبلوماسيتين لإعادة البناء السوري، حيث يصرّ الغرب على ربط أموال إعادة الإعمار بعملية سياسية محلية تعتبر شرعية على نطاق واسع، والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين، وضمان السلامة لجميع السوريين، أما الرؤية الثانية هي الرؤية الروسية التي تريد أن تجعل إعادة الإعمار شرطاً مسبقاً لعودة اللاجئين السوريين.
ورغم مشاركة نحو 20 دولة من بينها الصين والهند والإمارات، لكن سرعان ما اتضح أنهم كانوا هناك فقط إما لأنهم كانوا يرغبون في الاستفادة من طفرة إعادة الإعمار في سوريا، أو لم يدفعوا ثمنها، أو لمجرد إظهار الدعم السياسي للأسد.
فيما ورفض الاتحاد الأوروبي الحضور، وقال ممثل السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “الاتحاد الأوروبي يرى أن الأولوية في الوقت الحاضر هي اتخاذ إجراءات حقيقية لتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة للاجئين والمشردين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية، بما يتماشى مع القانون الدولي ومعايير عودة اللاجئين إلى سوريا، كما أقرتها الأمم المتحدة في فبراير 2018”.
من جهتها، أعربت الخارجية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، عن أسفها من سعي النظام بدعم روسي إلى استخدام ملايين اللاجئين المستضعفين كبيادق سياسية ليزعم انتهاء الصراع الدائر في سوريا، محمّلة إيّاه مسؤولية مقتل أكثر من 500 ألف مواطناَ، فضلاً عن قصف العديد من المستشفيات، ومنع الدعم الإنساني لملايين السوريين، مؤكّدةً “نحن نقف مع الدول التي تواصل استضافة ملايين اللاجئين، ولا نزال أكبر مانح إنساني منفرد للأزمة السورية”، لافتةً إلى أنّه “على مدار العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة حوالي 1.6 مليار دولار أميركي من المساعدات الإنسانية، نصفها يدعم احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم.
إلى ذلك، فقد أغضبت المشاركة الضعيفة في المؤتمر الروس، وكان المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، غاضبًا عندما سأل الصحفيون لماذا كان الحضور أقل بكثير من التوقعات. قال للصحفي الروسي في الحدث: “ضغوط، ضغط من الولايات المتحدة”، بحسب الصحيفة الأمريكية.
إذ أنّه ليس بمقدور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السعي للحصول على أي تنازلات من الأسد يمكن أن تقنع الغرب بدعم مؤتمر دولي لعودة اللاجئين، مثل إلغاء التجنيد الإجباري، وإطلاق سراح السجناء، وإتاحة الوصول دون عوائق للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
تجدر الإشارة إلى أنّه، وبحسب المجلة الأميركية فالسبب الآخر المهم الذي لا يرغب الكثير من السوريين في العودة إليه هو الأزمة الاقتصادية في سوريا، مشيرة أن الناس ليس لديهم ما يكفي من الطعام، ومدنهم دمرت، ومنازلهم مجرد أنقاض في أرض قاحلة شاسعة.