أصبح ارتداء القناع في هذه الأوقات التي تشهد تفشي جائحة «كورونا» عالمياً أسلوب حياة لمنع التعرض للبكتيريا والفيروسات الضارة والتلوث، لذلك ليس من المستغرب أن نرى التكنولوجيا قد شقت طريقها إلى أغطية الوجه أيضاً.
في مؤتمر «معرض الإلكترونيات الاستهلاكية»، «أو سي إي إس كونفرنس»، الذي أقيم الشهر الماضي عبر الإنترنت، عرضت شركة «بيناتون» للاتصالات السلكية واللاسلكية؛ ومقرها المملكة المتحدة، ما قالت إنها أول سماعة رأس لاسلكية وقناع في جهاز واحد في العالم، مشيرة إلى أنها تجمع بين عناصر الأمان والأزياء والتكنولوجيا.
إلى جانب القناع، الذي يتضمن مرشح الهواء «إن95» الطبي، يوجد ميكروفون مدمج (وقابل للإزالة)، وسماعات أذن لاسلكية، وذلك لكيلا يضطر المستخدم إلى إزالة القناع لإجراء مكالمة واستخدام اليدين، وكذلك يمكن الاستماع إلى الموسيقى من خلال القناع نفسه.
القناع مصنوع من نسيج قطني متين قابل للغسل في الغسالة، ويمكن أن يتخذ بسهولة ملامح الوجه وشكله. أضف إلى ذلك أن فلتر الهواء «إن95» قابل للاستبدال لضمان مستوى عالٍ من الحماية لترشيح الفيروسات بنسبة 95 في المائة، وأن المرشحات الطبية تستمر لمدة تصل إلى 200 ساعة قبل أن يلزم استبدالها.
ولكن ما يجعل قناع وسماعة «ماسك فون» عنصراً حديثاً هو التكنولوجيا الإلكترونية القابلة لإعادة الشحن، حيث يخرج عن سماعات الأذن اللاسلكية صوت واضح عن طريق خاصية بلوتوث يستمر 12 ساعة من وقت التشغيل والمكالمات التي لا يتعين معها استخدام اليد، قبل الحاجة إلى إعادة الشحن باستخدام وصلة «يو إس بي». ويتميز القناع بخاصية مقاومة الماء أيضاً.
إذا لم تكن في بيئة ترتدي فيها القناع، فستحتاج إلى استخدام سماعات أذن ذات صوت أفضل، ولكن بالنسبة لهذه السماعات والبيئات التي تعمل فيها، فإن «ماسك فون» يعدّ منتجاً رائعاً.
يوجد الميكروفون المدمج والقابل للإزالة في جيب داخل القناع إلى جوار أدوات التحكم المتراصة بدرجة الضبط نفسها في الخارج، لذلك ليس من الضروري ضبط القناع لكي تستمع المكالمة. ويمكن الوصول إلى خواص تعديل الصوت عن طريق النقر المزدوج على زر التشغيل.
العيش في جماعات يطيل عمر الزرافات
أظهرت دراسة قام بها قسم علم الأحياء التطوري والدراسات البيئية بجامعة زيوريخ السويسرية، أن إناث الزرافات البالغة التي تعيش في مجموعات، تتمتع بطول العمر عن الأفراد المعزولين اجتماعياً.
وخلال خمس سنوات درس خلالها الفريق البحثي الزرافات في منطقة تارانجير بتنزانيا، وفحص التأثيرات النسبية للتواصل الاجتماعي، والبيئة الطبيعية، والعوامل البشرية على معدلات البقاء، توصلوا لهذه النتيجة التي نشرت أمس في دورية «بروسيدنج أوف ذا رويال سوسيتي».
وتعد تشكيلات مجموعة الزرافة ديناميكية وتتغير على مدار اليوم، لكن الإناث البالغات يحتفظن بالعديد من الصداقات المحددة على المدى الطويل، ووجدت الدراسة أن التجمع مع عدد أكبر من الإناث يرتبط بتحسين بقاء الزرافات على قيد الحياة، حتى مع تغير عضوية المجموعة بشكل متكرر، ووجدوا أن هذا الجانب من التواصل الاجتماعي للزرافة هو أكثر أهمية للبقاء من عوامل أخرى مثل الغطاء النباتي والقرب من المستوطنات البشرية. وتقول مونيكا بوند، الباحثة المساعدة في قسم علم الأحياء التطوري والدراسات البيئية بجامعة زيوريخ، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «بصرف النظر عن الصيد الجائر، من المحتمل أن تكون الأسباب الرئيسية لوفيات إناث الزرافة البالغة هي المرض أو الإجهاد أو سوء التغذية، وكلها عوامل ضغوط مترابطة، ولكن العلاقات الاجتماعية يمكن أن تحسن كفاءة البحث عن الطعام، وتساعد في إدارة المنافسة على مصادر الطعام، ومواجهة الافتراس، وخطر الأمراض، والضغط النفسي الاجتماعي».
وتضيف باربرا كونيغ، الباحثة المشاركة بالدراسة: «قد تبحث إناث الزرافات عن العدد الأمثل للإناث الأخريات والانضمام إليها من أجل المشاركة والحصول على معلومات حول مصادر الغذاء عالية الجودة، وقد تكون الفوائد الأخرى للعيش في مجموعات أكبر هي خفض مستويات التوتر عن طريق الحد من إزعاج الذكور».
وهذه الميزة لا تنفرد بها الزرافات وحدها، فوفقاً للنتائج، تتشابه الزرافات بشكل مدهش في عاداتها الاجتماعية مع البشر والرئيسيات الأخرى، الذين يوفر لهم الترابط الاجتماعي المميز المزيد من الفرص. وتقول مونيكا: «الشمبانزي والغوريلا، على سبيل المثال، تعيش في مجتمعات حيث الروابط بين العديد من الأفراد تسهل مرونة استراتيجيات التغذية».