يحتفل العالم اليوم بـ«اليوم العالمي للمرأة» ملتفتاً إلى إنجازات تحققت وكذلك إلى طموحات لا حد لها. وفي يوم من هذا النوع تختلط مشاعر العرفان والتقدير بمشاعر التحدي والإصرار. يعيش العالم على وقع ثورات علمية وتكنولوجية متواصلة لن تنجح الجائحة الحالية، على قسوتها، في وقف مسيرتها. وواضح أن الخيار الوحيد أمام مجتمعاتنا العربية هو خيار اللحاق بالعصر والتقدم التكنولوجي والإنساني. وليس ثمة شك في أن الانخراط في معركة من هذا النوع يستدعي استنفار كل طاقات المجتمع وتفعيلها. ولا فرصة لمجتمعاتنا في تحقيق القفزة الكبرى التي نتطلع إليها ما لم تقم المرأة العربية بتقدم الصفوف لتتولى دورها في كتابة مستقبلنا.
والاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة يكون بتقديم كامل الفرص للمرأة، بدءاً من التعليم المتقدم والمتطور الذي يطلق قدرات الإبداع والابتكار وصولاً إلى المساواة في فرص العمل وتوفير مقومات النجاح والتقدم والتألق. انحسرت الأفكار القديمة التي كانت تحد من فرص المرأة في الاضطلاع بدورها الطبيعي في تطوير بيئتها والمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني والرفاهية، خصوصاً بعدما أكدت المرأة العربية قدرتها على التميز في الجامعات والمختبرات وفي عالمي المال والأعمال وقدرتها على الريادة في مجالات الإعلام والتصميم وصناعة الرفاهية والجمال والرياضة وغيرها.
ما تحقق في بعض مجتمعاتنا يؤكد طبيعة الطريق الذي يفترض أن نسلكه إن شئنا الانخراط جدياً في المنافسة المفتوحة والمشروعة بين الدول والمجتمعات والثقافات. قصص العربيات الناجحات في ميادين مختلفة تضاعف الثقة بقدرتنا على الارتقاء باقتصاداتنا ومجتمعاتنا إن مكنت المرأة ودعمت مسيرتها ودورها وإسهاماتها.
أحدث التجارب كانت القفزة التي تحققت بتقدم المرأة للقيام بدورها كاملاً في عملية التحديث الكبرى التي تجري في إطار «رؤية 2030». لم يعد الحديث عن دور المرأة يندرج في باب التمنيات، بل صار واقعاً ملموساً تدعمه الأرقام. احتلت المرأة موقعها في المؤسسات على اختلافها وفي الشركات والمواقع القيادية فيها وصار باستطاعة المجتمع أن يطير طبيعياً بجناحيه.
وانسجاماً مع النهضة الخليجية التي تتردد أصداؤها في المجتمعات العربية والإسلامية، تولي «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» أهمية قصوى لقضايا المرأة والتغيير الكبير الذي سيحدثه تقدمها للاضطلاع بدورها كاملاً. وفي هذا السياق، اختارت «الشرق الأوسط» التي تثريها مشاركات صحافياتها وكاتباتها المنضويات في ورشتها اليومية في عواصم قريبة وبعيدة، أن تستقبل «يوم المرأة العالمي» بعدد استثنائي ألقيت مهمة صناعته على صحافيات «الشرق الأوسط»، تستضيف فيه كاتبات وشخصيات نسائية بارزة. ولعلها خير ترجمة لقناعتنا بأن المرأة تكتب المستقبل.