في خطوة نادرة، أرسل مشرعون أمريكيون في مجلسي الكونغرس خطابين إلى إدارة الرئيس جو بايدن ينتقدون فيهما الحكومة الإسرائيلية، ويحثونها على تطعيم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرتها باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، مطالبين بضرورة إلغاء “صفقة القرن”، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، يوم الجمعة 12 فبراير/شباط 2021.
حيث طالب بعض أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الإدارة الأمريكية باستئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وممارسة ضغوط لضمان حقوق الفلسطينيين، وذلك في خطابين منفصلين أُرسلا إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الجمعة 12 مارس/آذار الجاري.
إلغاء “صفقة القرن”
فيما طالب أعضاء مجلس النواب الرئيس جو بايدن بإلغاء “صفقة القرن” التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب إلغاءً رسمياً، مشيرين إلى أهمية الإيضاح بالنسبة لإسرائيل والشعب الفلسطيني أن أي جزء من تلك الصفقة لن يشكل الأساس لأي خطة مستقبلية تدعمها الولايات المتحدة.
إذ دعا خطاب مجلس النواب، الذي وقّع عليه 12 نائباً بقيادة رشيدة طليب ومارك بوكان، إلى إدانة عمليات الهدم الإسرائيلية بشكل صريح، واتخاذ إجراءات دبلوماسية من شأنها وضع حد لهذه السياسة، مؤكداً أنه يتعين على وزارة الخارجية التحقيق في عمليات الهدم الأخيرة لمنازل فلسطينيين في الضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية.
كما عبّر الخطاب عن القلق المستمر لدى بعض المشرعين الأمريكيين بشأن سياسة هدم المنازل التي تنتهجها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس، مشدّداً على ضرورة أن تكون هناك “رسالة واضحة من الإدارة الأمريكية مفادها أن الاستعمار الاستيطاني بأي شكل غير قانوني بموجب القانون الدولي ولن نتسامح معه”.
الاستيطان الإسرائيلي مستمر
فيما قال أعضاء مجلس النواب، في خطابهم: “نشعر بارتياح كبير لأن إدارة بايدن تعارض الضم الإسرائيلي؛ لكن الاستيطان الإسرائيلي المستمر للضفة الغربية الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، إلى جانب هدمه لمنازل الفلسطينيين، شكل من أشكال الضم المستمر بحكم الأمر الواقع الذي يتعين على الولايات المتحدة معارضته بشكل قاطع”.
وذكروا أن إسرائيل وفرت حتى الآن، وتحت ضغط دولي، أقل من 5000 جرعة لقاح للفلسطينيين، بخلاف التزاماتها كدولة احتلال بموجب القوانين الدولية، حيث إنها ملزمة بتوفير اللقاح للفلسطينيين كافة الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم مليونا فلسطيني في غزة، التي أدى الحصار الإسرائيلي إلى تدمير القطاع الصحي فيها، وهو الآن بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية واللقاحات لمكافحة الوباء.
إلى ذلك ركز خطاب مجلس الشيوخ، الذي وقعه خمسة نواب- وهم: بيرني ساندرز، وإليزابيث وارين، وتوم كاربر، وشيرود براون، وجيف ميركلي- في الجزء الأكبر منه على تطعيم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، منوهاً إلى أن “إسرائيل ملزمة قانوناً، بصفتها القوة المحتلة بموجب القانون الدولي، بضمان صحة وراحة جميع الأشخاص الخاضعين لسيطرتها”.
أعضاء مجلس الشيوخ أضافوا أن اتفاقية أوسلو “لا تلغي مسؤوليات إسرائيل بموجب اتفاقية جنيف الرابعة. إذ ينص القانون الدولي على أن سلطة الاحتلال مسؤولة عن صحة السكان الخاضعين لاحتلالها، ومن ذلك اعتماد وتطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة”.
انتهاك حقوق الفلسطينيين الإنسانية
كذلك عبّر أعضاء مجلس النواب عن مخاوفهم إزاء مجموعة سياسات إسرائيلية قالوا إنها تنتهك حقوق الفلسطينيين الإنسانية، قائلين: “يراودنا القلق إزاء سياسة إسرائيل المتمثلة في هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية”.
النواب طالبوا أيضاً وزارة الخارجية الأمريكية بإجراء تحقيق في احتمال استخدام إسرائيل للمعدات الأمريكية في عمليات الهدم هذه، وتحديد إن كانت هذه المواد قد استخدمت في انتهاك لقانون مراقبة تصدير الأسلحة أو أي اتفاقيات استخدام نهائي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، داعين بدورهم إلى “إدانة عمليات هدم إسرائيل للمنازل بعبارات لا لبس فيهاـ واتخاذ إجراءات دبلوماسية فعالة وفي الوقت المناسب لإنهاء هذه السياسة”.
كان من بين الموقعين على خطاب مجلس النواب، النائبة الجديدة ماري نيومان التي هزمت دان ليبينسكي المؤيد لإسرائيل في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي العام الماضي هزيمة ساحقة؛ وجيم ماكغفرن، الذي يشارك في رئاسة لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان؛ وبيتي ماكولوم، المدافعة القوية عن حقوق الفلسطينيين؛ وإلهان عمر وألكساندريا أوكاسيو كورتيز.
بدورهم دعا أعضاء مجلس الشيوخ الإدارة الأمريكية إلى إحياء آمال السلام وضمان أمن وراحة الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء، مضيفين أن “الاحتلال سيستمر في إثارة مشكلات، لذلك نحث الإدارة على العمل لإيجاد حل منصف لضمان حقوق الجميع. ولن تُحل هذه المشكلات بالكامل في النهاية حتى يتفق الطرفان على حل منصف يضمن حقوق المواطنة الكاملة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”. إلى ذلك، نوّهت بيث ميلر، مديرة الشؤون الحكومية في منظمة JVP Action الناشطة سياسياً والمرتبطة بمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام JVP، إلى أن الخطابين المرسلين يوم الجمعة “يشيران إلى أن اتجاه الرياح يتغير” في الجدل الدائر حول إسرائيل وفلسطين في واشنطن، ما يؤكد أهمية كلا الخطابين اللذين يؤكدان أن حركة الضغط على الكونغرس بشأن حقوق الفلسطينيين بدأت تؤتي أكلها أخيراً.