تحديد ورسم موقع البروتينات الهيكلية خطوة نحو طباعة المبيض
القاهرة: حازم بدر
كما تزوّد الطابعة المتصلة بجهاز الكومبيوتر الخاص بك بالحبر لطباعة الأوراق التي تمنحها أمر طباعتها، فإنّ هناك الآن طابعات ثلاثية الأبعاد، تُزوّد بالسوفت وير الخاص بطباعة عضو من الأعضاء، وتقوم الخلايا الجذعية بدور الحبر في طباعة العضو المراد طباعته.
وقبل نحو عامين نجح فريق بحثي أميركي في طباعة مبيض صناعي زُرع في فأرة عقيمة، وكانت قادرة على أن تصبح حاملاً، وولدت فأرا حيا، ونُشرت هذه النتيجة الرائدة في مجلة «نيتشر كومينيكيشن» عام 2017، وحصل الفريق الطبي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، على براءة اختراع عن طريقته في إنشاء مبيض صناعي.
وقطع نفس الفريق البحثي خطوة نحو تنفيذ الأمر ذاته مع البشر، وذلك بعد أن نجحت دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «التقارير العلمية» بتحديد ورسم موقع البروتينات الهيكلية لمبيض الخنازير (نفس النوع من البروتينات الموجودة في البشر)، لتُستخدم هذه النتائج في إعداد السوفت وير الخاص بطباعة المبيض.
والبروتينات الهيكلية، هي تلك التي توجد على سطح الخلايا وداخلها، وتكون على درجة رائعة من النظام والتنسيق، وتعمل معا وفيما بينها على تنظيم عمل الخلية ونشاطها، عن طريق إعادة إرسال الإشارات التي تتلقاها من خارج الخلية إلى نواتها، وتعد الدقة المكانية والزمانية لهذه الإشارات عنصرا أساسيا للتوصل للاستجابة الخلوية المطلوبة.
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة مونيكا لاروندا، مديرة برنامج الخصوبة والحفاظ على الهرمونات واستعادتها في مستشفى الأطفال بشيكاغو، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للمستشفى إنّ «هدفنا هو استخدام البروتينات الهيكلية للمبيض لهندسة سقالة بيولوجية قادرة على دعم بنك من البويضات المحتملة والخلايا المنتجة للهرمونات، وبمجرد الزرع، يستجيب المبيض الاصطناعي إلى الإشارات الطبيعية للتبييض، مما يتيح الحمل». وتوضح أنّ البروتينات الهيكلية من مبيض الخنازير هي نفس النوع من البروتينات الموجودة في البشر، مما يوفر مصدراً وفيراً للحبر الحيوي الأكثر تعقيداً لطباعة ثلاثية الأبعاد لمبيض صالح للاستخدام البشر.
وتضيف لاروندا: «نحن على بعد خطوة واحدة من استعادة الخصوبة وإنتاج الهرمونات لدى الفتيات اللائي خضعن لعلاجات السرطان الضارة بالخصوبة، أو اللائي يعانين من قصور المبيض المبكر (POI) الذي يؤثر على ما يقرب من 1 في المائة من النساء».
علوم
رصد 13 ثقباً أسود تبعد عن الأرض نحو مليار سنة ضوئية
تصور وفره الفريق البحثي لمجرة قزمية شكلها مشوه
القاهرة: حازم بدر
نجح فريق من علماء الفلك الأميركيين في اكتشاف 13 من الثقوب السوداء في مجرات قزمية، تبعد عن الأرض نحو «مليار سنة ضوئية». ومنذ تم الإعلان، العام الماضي، عن التقاط أول صورة في التاريخ للثقوب السوداء، تصاعد الاهتمام العالمي بهذه الظاهرة الفلكية، التي تعني وجود منطقة ذات كثافة شديدة في الفضاء، تتضمن كتلة كبيرة مضغوطة تفوق مليون كتلة شمسية، بحيث يستحيل على أي شيء الإفلات من قوة جاذبيتها.
وتسابقت الفرق البحثية في العالم إلى محاولة اكتشاف مزيد من الثقوب السوداء، بخلاف الثقب الذي تم تصويره في مجرة «مسييه 87»، التي تقع على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية من الأرض، واعتبرت صورته من أهم أحداث عام 2019 الفلكية.
ومن بين الجهود التي قدمت في هذا المجال، ما توصل له علماء الفلك بجامعة ولاية «مونتانا» الأميركية، من اكتشاف 13 ثقباً جديداً، وتم نشر دراسة عن هذا الاكتشاف في العدد الأخير من «مجلة الفيزياء الفلكية».
واكتشفت هذه الثقوب الجديدة في مجموعة من صغار المجرات، التي تبعد عن الأرض نحو مليار سنة ضوئية، وتسمى بـ«المجرات القزمية»، حيث تقل كتلتها أكثر من 100 مرة عن كتلة مجرة «درب التبانة»، التي ينتمي لها كوكب الأرض، ويقدر متوسط كتلتها بنحو 400 ألف ضعف كتلة الشمس، وتعد من أصغر المجرات المعروفة باستضافة الثقوب السوداء.
واستخدم الفريق البحثي التلسكوب الراديوي الأكثر تقدماً في العالم (VLA)، الموجود في «المرصد الوطني لعلم الفلك الراديوي»، بأميركا، وذلك بعدما نجحت قائدة الفريق البحثي في استخدام التلسكوب ذاته في اكتشاف أول ثقب أسود هائل في مجرة قزمية عام 2011.
ويقول تقرير نشره موقع «المرصد الوطني لعلم الفلك الراديوي»، أمس، إن «هذا الاكتشاف كان مفاجأة لعلماء الفلك، وحفز على إجراء المزيد من الأبحاث التي استخدمت التلسكوب ذاته». وكشفت ملاحظات التلسكوب أن 13 من هذه المجرات لديها دليل قوي على وجود ثقب أسود هائل يستهلك المواد المحيطة بنشاط.
وتقول إيمي راينس، الباحثة الرئيسية بالدراسة، «فوجئنا عندما وجدنا أنه في نصف هذه المجرات، البالغ عددها 13 مجرة تقريباً، لا يوجد الثقب الأسود في منتصف المجرة، على عكس الحال في المجرات الكبيرة».