يبدو أنَّ مسلسل “الطاووس” الذي يعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي 2021، في طريقه للإيقاف بسبب ما قال عنه النقاد إنه يحتوي على مشاهد ومصطلحات جريئة لا تناسب المشاهد العربي.
مسلسل الطاووس مهدد بالإيقاف
وأعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر بدء تحقيق عاجل مع صانعي المسلسل ومسؤولي القنوات التي تقوم بعرضه بسبب جرأة المشاهد المعروضة في الحلقات الأولى والتي تسببت في إثارة جدل واسع بين الجمهور العربي.
وقال المجلس في بيان له نشره عبر صفحته الرسمية على Facebook: “قررنا فتح تحقيق فوري مع مسؤولي إنتاج المسلسل ومسؤولي القنوات العارضة له بعد أن تلقينا شكاوى عديدة حول استخدام لغة لا تتفق مع الأكواد التي أصدرها المجلس”.
وأضاف البيان أنه من الضروري إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو الحط من شأنها، أو إظهارها في صورة تسيء إليها، وبأن المجلس ينحاز إلى حرية الفن، وإطلاق طاقات الإبداع والتفرد والقيم الجمالية، ولا يضع قيوداً من أي نوع على تلك المعاني النبيلة، ولكنه يعمل في نفس الوقت على تنقية الأجواء ومنع الصور التي تسيء للفن المصري الأصيل.
كما أشار إلى أن احترام المشاهدين من أولويات الأعمال الفنية الهادفة، حفاظاً على الهوية وتماسك الأسر والابتعاد عن أي صورة تشوهها، أو تحض على العنف اللفظي والجسدي، وأن تتبنى الأعمال الدرامية محتوى إيجابياً يحترم القيم المتعارف عليها.
موضحاً أن لجنة رصد الأعمال الدرامية تقوم أولاً بأول بمتابعة ما يتم عرضه من مسلسلات ومراقبة مدى الالتزام بالأكواد الإعلامية، وتتلقى شكاوى المواطنين وكذلك انتقادات النقاد والكتاب والمهتمين بذلك.
أسباب انتقادات مسلسل الطاووس
شهدت الحلقة الأولى من مسلسل الطاووس حادثة اغتصاب تتعرض لها فتاة تدعى أمنية -تقوم بدورها سهر الصايغ- من قبل 3 أشخاص هم أبناء مسؤوليين وأصحاب نفوذ، ويبدو أنّ واقعة الاغتصاب الجماعي هي السبب وراء صدور بيان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر.
في حين عبر العديد من متابعي مواقع السوشيال ميديا عن استغرابهم من هذا البيان مؤكدين أنّ المسلسل لا يحتوي على أي مشاهد أو ألفاظ خادشة على عكس مسلسلات أخرى تعرض أيضاً.
وكتب أحدهم تعليقاً على البيان: “يعني برنامج رامز عادي طبيعي وملوك الجدعنة البلطجة عادي بردو، لكن المسلسل اللي بيجسد الحقيقة يبقى ما يصحش عيب؟”.
ما علاقة قضية فيرمونت؟
في حين دعا آخرون إلى نشر هاشتاغ #ادعم_مسلسل_الطاووس الذي احتوى أيضاً على أسماء متورطين في قضية فيرمونت، وذلك بعد أن تكهن البعض أنّ سبب التحقيق في المسلسل هو أنه تم إسقاطه على قضية فيرمونت.
يذكر أنّ قضية فيرمونت هي واقعة حدثت في عام 2014 وجرى فيها اغتصاب جماعي لفتاة تبلغ من العمر 17 عاماً على يد مجموعة من أبناء بعض الأثرياء والمسؤولين وقد تناوبوا على اغتصابها وكتابة أحرف أسمائهم الأولى على جسدها وتصويرها بعد تخديرها في فندق فيرمونت وسط العاصمة المصرية القاهرة.
من جهته كان بطل المسلسل الممثل السوري جمال سليمان قد أكد سابقاً خلال لقاء هاتفي ببرنامج “حديث القاهرة” أنّ قصة المسلسل تختلف كثيراً عن قضايا الواقع ولا علاقة لها سواء بقضية فيرمونت أو بأي قضية أخرى، لافتاً إلى أنّ المسلسل يستحق المشاهدة
قصة مسلسل الطاووس
ويحكي المسلسل قصة فتاة تدعى أمنية تتعرض للاغتصاب على يد مجموعة من الشباب أصحاب النفوذ، ولذلك تسعى للحصول على حقوقها عن طريق الاستعانة بمحامٍ بارع ورفع دعوى قضائية ضدهم.
المسلسل بطولة جمال سليمان، وسميحة أيوب، وسهر الصايغ، وهبة عبدالغني، ورانيا محمود ياسين، وهالة فاخر، وتأليف كريم الدليل، وإخراج رؤوف عبدالعزيز، ويعرض على قناة النهار.
دراما صعيدية تستعيد زمن الحرب والكوليرا والهجرة
في براح حميمية العائلة، وبساطة الحياة بُقرب النيل، حيث يتحلّق الجد والأم والإخوة الثلاثة حول فُرن البيت الزهيد، يتلقفون الخبز الساخن في نشوة غامرة وفيض من الرضا، عاش «موسى» ريعان أيامه، قبل أن تتكالب الظروف والأقدار لتنزح به من دفء العائلة، إلى برودة الجبل، وظلام المجهول.
في قرية «مصاخة» بسوهاج، صعيد مصر، تبدأ بواكير «ملحمة موسى» مع عام 1942 وصولاً لعام 1952. عشر سنوات هي النطاق الزمني للمسلسل الذي يقوم ببطولته الفنان المصري محمد رمضان، وهو من تأليف الكاتب المصري ناصر عبد الرحمن، وإخراج محمد سلامة، وإنتاج شركة «سينرجي»، ويُذاع على أكثر من قناة فضائية منها قناتا dmc، وMBC، ويضم عدداً كبيراً من النجوم منهم سمية الخشاب، ورياض الخولي، وسيد رجب، وصبري فواز، وهبة مجدي، وعبير صبري وفريدة سيف النصر وحمدي الوزير.
تبدو الملامح الدرامية للمسلسل، مُتشبعة بالأجواء الصعيدية الخشنة التي أجاد القائمون على العمل تطويعها لصالح السياق الدرامي، سواء في إتقان اللهجة الصعيدية، أو في الملابس والإكسسوارات، إلا أن الصعيد الذي ظهر في المسلسل مصحوب ببعد زمني حافل بالتغيرات السياسية والاجتماعية التي واكبت مطلع أربعينيات القرن الماضي، تلك الفترة التي يصفها الكاتب والسيناريست المصري ناصر عبد الرحمن بأنها «فترة شديدة التعقيد، حيث شهدت أحداثاً عالمية كبيرة مثل الحرب العالمية الثانية، التي تسببت في تغييرات إقليمية وعالمية حاسمة».
تُلطخ الحرب العالمية الثانية وجه قرية «موسى» الفقيرة، فتُزيدها بؤساً وشقاءً، بعد أن يُقرر الإنجليز، المُحتلون لمصر في هذا الوقت، تجنيد شباب من القرية للحرب في صفهم ضد الألمان، ويكون شقيق موسى الأكبر «رويعي» أحد هؤلاء المطلوبين لتلك الحرب، ليستميت موسى في محاولة الذهاب بدلاً من شقيقه الذي يعاني من ظروف صحية خاصة، ولكن يفشل في ذلك، ويُفجع هو وأسرته بعد أن يأتيهم خبر موت أخيه في الحرب، ليشعر أنه أمام ثأر شخصي مع الإنجليز وحربهم العالمية من جهة، وثأر آخر موازٍ مع عمدة قريته وابنه لتسببهما في حرمانه من الزواج من حبيبته «نجاة»، تقوم بدورها الفنانة تارا عماد، وكذلك تورطهما في إصابة أمه بالشلل الكامل، قامت بدورها الفنانة عارفة عبد الرسول.
هذا التشابك بين الخاص والعام يُعلّق عليه المؤلف ناصر عبد الرحمن في حديثه مع «الشرق الأوسط» بأنه تعبير عن «رحلة موسى من الجنوب إلى الشمال على مدار عشر سنوات، وتلك الرحلة التي تمر بالعديد من التغيّرات العالمية والإقليمية التي تترك آثارها على شخصيته، كما يترك هو أثراً في كل مرحلة من تلك التغييرات».
حسب ناصر عبد الرحمن فإن تعبير «الملحمة» الذي يسبق اسم «موسى» في عنوان المسلسل، مقصود للتعبير عن سلسلة الأحداث والتحوّلات الدرامية، التي ستشهدها فترة السنوات العشر التي تدور فيها أحداث المسلسل، مروراً بأحداث مفصلية مثل الحرب العالمية الثانية وتوابعها، ووباء الكوليرا، والفيضان، وغيرها من الأحداث يقول: «كأن موسى هو القبطان الذي يُبحر في تلك السفينة الملحمية في رحلة من الجنوب إلى الشمال وسط سيل تلك الأحداث».
وتشغل فكرة الهجرة من الجنوب (الصعيد) إلى الشمال (القاهرة)، الكاتب ناصر عبد الرحمن على مدار مشروعه الفني، وتسرّبت تلك الثيمة في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي سابق له مثل «جبل الحلال» و«كف القمر» و«دكان شحاتة»، فيما يعتبر عبد الرحمن أن «ملحمة موسى» هو «مشروع حياته» المتكامل الذي حاول فيه رصد تفاصيل وملامح تلك الهجرة، وهو المشروع الذي يحاول تنفيذه منذ عام 1998، ولكن لم يتمكن بسبب ضخامة إنتاج هذا المشروع، الذي اكتمل بعرضه هذا العام على الشاشة، مُشيداً بشركة الإنتاج التي تحمست للعمل، والمخرج محمد أسامة، والفنان محمد رمضان الذي يقول إنه «ما من أحد كان يستطيع أداء دور موسى سواه، على حد تعبيره.
وسبق للفنان محمد رمضان أن جسّد أدواراً في الدراما الصعيدية، إلا أن ميراثه من الظهور المُتكرر في حُلّة المُنتقم المغوار، شديد البأس، والمُنتصر دائماً، جعل هناك استباق للحكم على «موسى» بأنه تكرار للثيمة التي يحرص رمضان على الظهور بها كل عام، وذلك بمجرد ظهوره في الحلقات الأولى وهو يُبارز ابن «عمدة» البلد الذي قام بخطبة حبيبته وانتقامه الشديد منه، أو لمشاهده التي ظهر فيها وهو يأكل الثعابين ويُلاطف التماسيح، في مشاهد أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أن ناصر عبد الرحمن يرى أن تلك الأحكام لا علاقة لها بالوجه الجديد الذي يقدمه محمد رمضان في «موسى» على حد تعبيره، وأنها جميعها تفاصيل درامية في سياق أكبر للشخصية وانعكاسات الظرف العالمي والاقتصادي عليها، بما في ذلك مشهد تناوله للثعابين في الجبل يقول: «اضطر موسى لذلك في سياق زمني يعاني فيه الصعيد من فقر حاد، وفي فترة حرب طاحنة، وجد فيه نفسه طريداً في الجبل، ومطلوباً للإعدام، وفريسة للجوع، فهذا المشهد مكتوب في زمن الأربعينيات وليس في القرن الحادي والعشرين».
وتظهر ملامح الأربعينيات في كادرات المسلسل بما في ذلك البيوت الطينية، والأواني الفخارية، مروراً بوسائل التنقل التقليدية من حمير وجمال، وساحة «الكُتّاب» حيث كان يتعلم أطفال القرية القرآن الكريم، وفيها يبرز ظهور خاص للفنان محمد ريحان، الذي يقوم بدور الشيخ «صالحين» جد «موسى» مُعلّم القرآن، الذي لم يسلم هو الآخر رغم كبره، وعِلمه، وحكمته، من القهر الذي يملأ فضاء القرية بالعويل، وتُسمع له تنويعات جديدة مع تقدم رحلة «موسى» خلال الحلقات المقبلة.
حلقة استثنائية من «الاختيار 2» تخطف اهتمام المصريين
خطفت الحلقة الخامسة من مسلسل «الاختيار 2» اهتمام الجمهور المصري بشكل لافت، لاحتوائها على مشاهد وأحداث «تاريخية» مهمة، يوم 14 أغسطس (آب) 2013. إذ حاول المسلسل الذي ينتمي لفئة «الأعمال الوطنية التي تتصدى لقضايا التطرف والإرهاب» تسليط الضوء على عمليات العنف المسلح التي ارتكبها عناصر بتنظيم «الإخوان» الذي تصنفه مصر «جماعة إرهابية».
ويتناول «الاختيار2» بعض «بطولات» رجال الأمن المصريين في الفترة من 2013 حتى 2020.
وترقب الجمهور المصري بث هذه الحلقة المهمة مساء أول من أمس، بعد عرض 4 حلقات ناقشت خطط فض اعتصامي رابعة العدوية (شرق القاهرة)، والنهضة في الجيزة (غرب القاهرة)، الذي دشنه أعضاء تنظيم الإخوان احتجاجاً على عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، في 3 يوليو (تموز) 2013.
وحبس الكثير من المشاهدين أنفاسهم طوال الحلقة التي مزج فيها مخرج المسلسل بيتر ميمي بين المشاهد الحقيقية، التي صورها مواطنون وصحافيون خلال عملية فض الاعتصام والاعتداء على أقسام الشرطة والكنائس، والمشاهد التمثيلية التي ركزت على «سلمية الشرطة»، و«تغييب عقول بعض المعتصمين»، وإبراز «العنف المسلح لبعض عناصر تنظيم الإخوان»، بالإضافة إلى توثيق حال القلق على وجوه المصريين في يوم الفض الذي يعتبره متابعون ومراقبون «أحد أصعب الأيام التي مرت بها مصر».
وعلى غرار الجزء الأول من مسلسل «الاختيار» شارك فنانون مصريون بصفة ضيوف شرف في الحلقة الخامسة من الجزء الثاني، كان في مقدمتهم الفنان أشرف عبد الباقي في دور اللواء محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، بالجيزة (غرب القاهرة)، الذي قتل على يد مُقتحمي قسم الشرطة، واستحوذت قضية اقتحام قسم شرطة كرداسة في عام 2013، على اهتمام المصريين، لا سيما بعد تركيز وسائل الإعلام المحلية وقتئذ، على الطريقة «الوحشية» التي قُتلت بها عناصر الشرطة داخل القسم.
ويرى نقاد مصريون من بينهم خالد محمود أنّ «دمج المشاهد التمثيلية مع المقاطع الحقيقية ساهم في إضفاء مزيد من المصداقية على مشاهد العمل»، ويقول لـ«لشرق الأوسط»: «استطاع مخرج المسلسل ترك الحكم على ما حدث، يوم 14 أغسطس، للمشاهد عبر عرض صور متفرقة من الأحداث وعرضها في سياق تشويقي مع التقليل في الحوار بين الأبطال».
وأكد محمود أنّ «المسلسل نجح في جزئه الأول بترك انطباع جيد لدى الجمهور، وهو ما انعكس على اهتمام المشاهدين به في الجزء الثاني، لكن الحكم على نجاح الجزء الثاني ما يزال مبكراً لأنّنا في بداية شهر رمضان». مشيراً إلى أنّ «المخرج بيتر ميمي اكتسب خبرات جيدة في العمل الأول، مكنته من حجز مكان مميز في إخراج هذه النوعية من الأعمال التي تحتاج إلى مجهود وتركيز شديدين».
وقررت الشركة المنتجة للمسلسل (المتحدة للخدمات الإعلامية)، عرض الحلقة الخامسة من المسلسل من دون فواصل إعلانية. وقال المهندس حسام صالح المتحدث باسم «المتحدة»، في بيان صحافي أول من أمس: إنّ «القرار صدر بتحديد الحلقة الخامسة كونها تحتوي أحداثاً مهمة مرت في تاريخ مصر، وعليه كان القرار بالتنازل عن حصيلة الفواصل الإعلانية المسبق حجزها». وفجرت الحلقة عقب انتهاء عرضها موجة من الجدل بين جمهور «السوشيال ميديا» في مصر بشأن فض الاعتصام وأعداد القتلى والهجوم على الكنائس وأقسام الشرطة. مسلسل «الاختيار 2» تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي، وبطولة كريم عبد العزيز، وأحمد مكي، وإياد نصار، وبشرى، وإنجي المقدم، وأسماء أبو اليزيد، وطارق صبري، وهادي الجيار، وإسلام جمال، وأحمد داش، ومحمد علاء، وسامح الصريطي، وعمر الشناوي، ومحمد جمعة، وسلوى عثمان، كما يشهد مشاركة عدد كبير من ضيوف الشرف منهم أحمد فهمي، وأشرف عبد الباقي، ونضال الشافعي، ومحمد فراج، وهشام جمال، وبيومي فؤاد، ومصطفى أبو سريع، وعلي الطيب، ومحمد محمود عبد العزيز، وأحمد حلاوة.