شراب التمر الهندي وقمر الدين وعرق السوس والكركديه والخروب والجلاب، بعض العصائر والمشروبات التي يتناولها الصائم في رمضان، فماذا يحدث لجسم الصائم عند شرب العصير؟ وما أفضل الخيارات الصحية؟

نبدأ مع المكونات الغذائية في كوب من العصير التقليدي المحضر بإضافة السكر أو المعصور من الفاكهة (250 مليلترا)، نحن نتكلم بشكل عام، وهناك اختلافات بين نوع وآخر.

• السعرات الحرارية: 110-160 سعرة حرارية.
• السكر: 20-25 غراما.
• البروتين: 0.5 غرام.
• الألياف الغذائية: 0.5 غرام.
• فيتامينات حسب نوع العصير، مثل فيتامين “سي” (C).

ماذا يحدث لجسم الصائم عند شرب العصير؟

شرب العصير يزود جسم الصائم بالماء ويرطبه بعد الصيام، كما أنه خفيف على المعدة لأنه سائل وليس فيه ألياف، كذلك يعطي جسم الصائم دفعة من السكر والطاقة والسعرات الحرارية بما يحتويه من سكر يتم امتصاصه بسرعة.

عموما يمكن للصائم شرب كوب من العصير، شريطة أن يكون بصحة جيدة. أما إذا كان يعاني من السكري فعليه الانتباه إلى أنه قد يرفع سكر الدم بسرعة، والأفضل شرب شراب قليل السكر مثل شراب الطماطم أو مشروب بمُحلٍّ صناعي.

مع أن العصير خفيف ويعطي الجسم طاقة؛ إلا أنه عموما يرتبط بمشاكل صحية على المدى البعيد، فعصير الفاكهة أقل إشباعا من الفاكهة الكاملة، مما يزيد من خطر الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن؛ لأنك حتى بعد شرب العصير ستبقى جائعا وتأكل.

وفقا لدراسات، ارتبط تناول كل كوب واحد (240 مليلترا) يوميا من عصير الفاكهة مع زيادة في الوزن من 0.2 كيلوغرام إلى 0.3 كيلوغرام على مدى 4 سنوات.

أيضا العصير بمحتواه من السكر يزيد من خطر تسوس الأسنان.

المشروبات الغازية والعصائر المصنعة أيضا مضرة بالصحة، وهي لا تزود جسمك سوى بالسعرات الحرارية.

لذلك في رمضان سنوصيك بالتالي:

• اشرب الماء واجعله وسيلتك للترطيب.
• ابتعد عن المشروبات الغازية.
• إذا كان ممكنا، عوضا عن شرب كوب من عصير البرتقال، تناول برتقالة كاملة لتحصل على الألياف الغذائية.
• قلل شرب العصير إلى كوب واحد يوميا أو أقل.
• استشر طبيبك قبل شرب العصير إذا كنت تعاني من السكري.

مشروبات رمضانية

ننتقل إلى الدكتور مختار فاتح بي ديلي، أخصائي أمراض الأطفال في مستشفى ميديكال بارك جامعة أزمير للاقتصاد، الذي قدم -عبر وكالة الأناضول- نصائح طبية تتعلق بالعصائر والمشروبات الصديقة للصائمين في رمضان.

واستهل بي ديلي كلامه بالقول “في شهر رمضان المبارك يجب على الصائم تناول أحد المشروبات الخفيفة بداية، وعبرها تتنبه المعدة قبل تناول وجبة الإفطار الرئيسة بعد يوم طويل من الصيام”.

وأضاف “تتميز بعض المشروبات بكونها تحمل فوائد صحية كثيرة للصائم، وتعوض ما خسره، وكذلك تساعد على عمل الجهاز الهضمي بشكل سليم، فيما تسبب مشروبات أخرى مشكلات في الهضم أو ترفع نسبة السكر”.

وفيما يلي النصائح الطبية المتعلقة بالعصائر والمشروبات التي تحدث عنها بي ديلي.

أولا: بعض أنواع المشروبات الرمضانية التقليدية على الإفطار

• شراب الحليب والتمر، وهو منقوع التمر في الماء أو الحليب أو اللبن، من المشروبات الشهية الغنية سهل المضغ قليل السكر.
• شراب قمر الدين (المشمش) هو عبارة عن ثمار المشمش المجففة، غني بالفيتامينات، ويعتبر مبردا ومنعشا، يفيد في تنظيم عمل الأمعاء، ومصدر للألياف.
• شراب الخشاف، هو عصير مصنوع من نقع مجموعة من الفواكه المجففة من “المشمش، البرقوق المجفف، التين المجفف، الزبيب، جوز الهند، والتمر”.
• شراب عرق السوس، ويحضر عبر نقع جذور عرق السوس في الماء، ويعتبر من المشروبات التي تناسب مرضى قرحة المعدة، كما يساعد على تقليل أعراض حموضة المعدة، وكذلك هو فاتح للشهية؛ لكن يجب تناوله بحذر بالنسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع.
• شراب التمر الهندي من المشروبات المشهورة في رمضان، ويحتوي على البوتاسيوم، وسكر العنب.
• شراب الكركديه من أفضل المشروبات لمتبعي الأنظمة الغذائية أو الريجيم؛ لأنه قليل السعرات الحرارية وغني بفيتامين سي، ويتم تناوله باردا أو ساخنا.
• شراب الخروب أو (الخرنوب) أحد أهم العصائر في رمضان، لذيذ ومنعش ومدر للبول.
• شراب الجلاب يخلط شراب التمر ودبس العنب وماء الورد والصنوبر والزبيب مع ثلج.

ثانيا: عصائر متنوعة مفيدة

• عصير البطيخ والموز، البطيخ من الفاكهة الخفيفة المفيدة لترطيب الجسم بعد نهار الصوم.
• اللبن المخفوق مع الفراولة، صنع مخفوق الفراولة والحليب مع القليل من المياه سهل ومفيد للهضم.
• شراب الليمون والزنجبيل، نضع الليمون والمياه والزنجبيل في قدر، ونغليه لمدة دقيقة واحدة، ونتركه حتى يبرد، ثم نقوم بتصفية الخليط ونضع الماء المثلج عليه.
• شراب اللافندر والتوت والليمون، نضع اللافندر والتوت والليمون مع القليل من الماء والثلج في الخلاط، للحصول على عصير لذيذ منعش.
•  مشروبات على السحور لمقاومة العطش في النهار، ومنها شاي الزنجبيل الدافئ، يساعد على الشعور بالشبع لفترات أطول، وكذلك ماء جوز الهند الطازج، والعيران (لبن)، والمشروبات العشبية الدافئة كالبابونج، اليانسون، النعناع، الشاي الأخضر.

وختم بالقول “يجب على الصائم الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، المشروبات الغازية، العصائر على شكل بودرة، العصائر الجاهزة المحلاة”.

المزيد من المشروبات الصحية

• عصير “التوت البري” (Cranberry) يعرف أنه قد يساعد في الحماية من التهابات المسالك البولية، ويحتوي هذا العصير أيضا على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، بما في ذلك “الأنثوسيانين” (anthocyanins) و”الفلافونول” (flavonols) والفيتامينات سي و “إي” (E)، التي قد تساعد في حماية خلاياك من التلف، الذي تسببه الجذور الحرة، وهي جزيئات تنتج في الجسم وتؤدي للإضرار بالخلايا.
• عصير الطماطم المحضر في المنزل، منخفض السعرات الحرارية، إذ يحتوي كوب على 41 سعرة فقط، ونسبة عالية من فيتامين سي. كما أنه مصدر جيد لـ”الليكوبين” (lycopene)، وهو “كاروتينويد” (carotenoid) ومضاد للأكسدة مما يمنح الطماطم لونها الأحمر، وقد يقلل اللايكوبين من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. لا تضف لعصير الطماطم الملح.
• عصير الشمندر الأحمر (البنجر) يحتوي عصير البنجر على نسبة عالية من “النترات غير العضوية” (inorganic nitrates)، والتي ثبت أنها تزيد من الأداء الرياضي وتقلل من ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب.
• عصير التفاح، من أشهر أنواع العصائر، وهو مصدر للبوتاسيوم المهم للإشارات العصبية وصحة القلب.
• عصير الرمان، وهو غني بفيتامين “كيه” (K)، الذي يساعد على تخثر الدم ومهم لصحة القلب والعظام. كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الأنثوسيانين المضاد للأكسدة.
• عصير البرتقال، مصدر مهم لفيتامين سي، وهو مضاد للأكسدة وضروري لصحة الجلد وامتصاص الحديد. كما أنه يحتوي على نسبة عالية من المركبات المضادة للأكسدة.

تحذيرات

• بالنسبة لشراب الكركديه، فإن له مخاطر صحية على الحامل، إذ توجد معطيات على أنه يمكن أن يحفز تدفق دم الحيض لديها؛ مما قد يقود للإجهاض. كما أن هناك تساؤلات حول مدى سلامته للمرضعات.
• العرقسوس عند شربه بكميات كبيرة ولفترة طويلة، فإن له آثارا جانبية، مثل رفع ضغط الدم، وخفض مستوى البوتاسيوم بالجسم، والتعب. العرقسوس لا يناسب مرض القلب وارتفاع ضغط الدم، وحتى بالنسبة للأصحاء، فإن شربه بكميات كبيرة وعلى فترات طويلة قد يقود لهذه المخاطر.
  أيضا بالنسبة للحامل، فإن العرقسوس قد يحفز الإجهاض أو الولادة المبكرة، لذلك تُنصح بالابتعاد عنه. كما لا توجد معطيات كافية حول مدى سلامته للمرضع وتُنصح بتلافيه.