فتحت كنيسة كاثوليكية أبواب أديرتها المكشوفة أمام المسلمين لتناول الإفطار وأداء الصلاة، بعد أن منعت قيود «كوفيد – 19» المسلمين في برشلونة من الاحتفال بشهر رمضان في الأماكن المغلقة المعتادة. وفي كل ليلة، يشق ما بين 50 و60 مسلماً، كثير منهم بلا مأوى، طريقهم عبر الممرات الحجرية لكنيسة «سانتا أنا»، حيث يقدم متطوعون وجبات الطعام المطهو في المنازل، حسب «رويترز».
وقال أحد أمازيغ المغرب ويدعى حفيظ إبراهيم، «كلنا واحد… فلو كنت كاثوليكياً، أو تنتمي لدين آخر، وأنا مسلم… حسن… نحن جميعاً كإخوة يجب أن يساعد بعضنا البعض». واعتادت فوزية شطي، رئيسة الجمعية القطالونية للنساء المغربيات، على تنظيم إفطار جماعي في المدينة، لكن القيود التي فرضت على تناول الطعام في الأماكن المغلقة اضطرتها للبحث عن مكان بديل تتوافر به تهوية جيدة ومساحة لتطبيق التباعد الاجتماعي. وقد لاقت ترحيباً من الأب بيو سانتشيث، وهو قس بالكنيسة، يرى أن لقاء أصحاب العقائد المختلفة رمز للتعايش المدني.
وقالت فوزية، «الناس سعداء للغاية لأن المسلمين يستطيعون تناول الإفطار في كنيسة كاثوليكية، لأن الأديان تعمل على لم الشمل وليس التفرقة». وكان سانتشيث يتأمل بينما يؤذن رجل للصلاة تحت شجرة برتقال في فناء بوسط الكنيسة تضيئه شعلات المواقد التي تعمل بالغاز. وقال سانتشيث «رغم اختلاف الثقافات واللغات والأديان، أصبحنا أكثر قدرة على الجلوس والحديث أكثر من بعض الساسة».
طاهٍ جزائري محترف يعد وجبات إفطار مجانية
بمذاق خاص في رمضان، تقدم جمعية إحسان الخيرية في الجزائر وجبات إفطار مجانية. وفي مطعم دار الملوك بالعاصمة الجزائرية، والذي تستعيره الجمعية بالمجان، يأتي الشيف رضوان الذي يعمل بشركة متعددة الجنسيات كل يوم برفقة متطوعين آخرين لطهي وجبات ساخنة بمكونات يقول إنها عالية الجودة.
وقال رضوان «اليوم قمنا بطهي الحساء المغربي (الحريرة) بالدجاج واللحم، وهذه صلصة الكسكس المغربي بالدجاج واللحم. نحن هنا لإرضاء الآخرين… نريد أن يشعر الناس بالراحة… إنه مثل مطعم، بعض الناس لا يستطيعون تحمل تكلفة المطعم في حياتهم اليومية، لذلك على الأقل عندما يأتون إلى هنا مرة واحدة في السنة يشعرون بالراحة. نحن نخدمهم. يأكلون كل ما يريدون. ونضيف لمن يريدون المزيد. والحمد لله».
تقدم جمعية إحسان 250 وجبة يوميا للمحتاجين ومن يعملون بعيدا عن منازلهم، وتسعى جاهدة لخلق أجواء المطاعم الفاخرة، حسب رويترز.
وقالت متطوعة تدعى جميلة «أنا هنا لخدمة الجمعية الخيرية… لقد تركنا منازلنا لنطهو الطعام لمن لا يستطيعون تحمل التكاليف وهناك الكثير من الفقراء، وكل من يأتي إلى هنا لتناول الطعام يشعر وكأنه في بيته».
وقالت أخرى تدعى سامية «نحضر الطعام للمحتاجين ليشعروا وكأنهم مع عائلاتهم… لقد تركنا منازلنا لنجعلهم يشعرون بأننا سواسية وبأننا معا. نحن نعمل في هذا الشهر المبارك شهر رمضان».
وقالت سعاد شيخي رئيسة جمعية إحسان «هذه مبادرة خيرية… هذا الطبق الجميل… صنعناه خصيصا لجعل الناس يشعرون وكأنهم في مطعم حقيقي. نحن نقدم أطباقا حقيقية، والناس في الوقت الحاضر لا يستطيعون تحضير كسكس لذيذ مع كل هذه المكونات الجيدة.
كما ترون لقد صنعناه من الخوخ والزبيب، فنحن نقدم حوالي 250 طبقا في اليوم. بين هؤلاء من يأكلون هنا، ومن يأخذون الأكل إلى منازلهم لأنهم لا يستطيعون القدوم مع عائلاتهم. أتمنى مع هذه الأطباق أم يشعروا كأنهم في مطعم حقيقي. ونحن نحضر دائما الأطباق التقليدية النموذجية». وتجتذب أجواء الألفة والمودة التي توفرها جمعية إحسان الكثيرين.
قال حسن البالغ من العمر 23 عاما أثناء تناول وجبته «جئنا إلى هنا وأحببنا الطعام. نشعر حقا بأننا في المنزل. الطعام جيد والمعاملة حسنة… نشكرهم على هذه المبادرة ونتمنى لكم رمضان كريم». تنشط الجمعية على مدار العام وتجمع الأموال والتبرعات وتوزع المواد الغذائية الأساسية خلال شهر رمضان المبارك.