“جزء من الأمن القومي المصري”
تعلق صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية على إعلان السيسي وقبلها دعوة الدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس السابق لجامعة الأزهر، في خطبة الجمعة المذاعة على التلفزيون الرسمي، إلى تشكيل “قوات ردع إسلامية”، ووصف وزير الخارجية سامح شكري ما يجري في الأراضي الفلسطينية بأنها “معركة وجود” وأن ما قام به الفلسطينيون في القدس وغزة “مدعاة للفخر والاعتزاز”.
وترى الصحيفة في افتتاحيتها أسبابًا عدة وراء “هذا التحول في الموقف الرسمي المصري”.
منها “وجود قرار رسمي باستعادة مصر لدورها العربي والإسلامي الريادي القيادي، والتمهيد للوقوف في خندق المقاومة الفلسطينية خاصة أنها مقدمة على حرب وجودية ضد إثيوبيا”.
الثاني “وقوف إسرائيل أمنيا وعسكريا وماليا في خندق إثيوبيا وتزويدها بمنظومات دفاع أرضية وجوية تمكنها من صد أي هجوم مصري سوداني مشترك”.
الثالث “استخدام [مصر] المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كحليف عسكري مستقبلي قوي لضرب العمق الفلسطيني المحتل وكل المدن والبنى التحتية الإسرائيلية في حال دخول إسرائيل في حرب إلى جانب إثيوبيا ضد التحالف المصري السوداني”.
والرابع – بحسب الصحيفة – هو “تدهور العلاقات المصرية الخليجية خاصة مع الحليفين السعودي والإماراتي، بسبب تغولهما في التطبيع مع دولة الاحتلال، ومحاولة الانخِراط في مشاريع بديلة لقناة السويس، وتضامنهما الفاتر مع مصر في مواجهة الغطرسة الإثيوبية”.
وترى الصحيفة أن دعوة الدكتور أحمد عمر هاشم إلى تشكيل “قوات ردع عربية إسلامية من كل المذاهب… تعني مشاركة الأشقاء الشيعة فيها والانفتاح على محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا والعراق (الحشد الشعبي) واليمن (أنصار الله) ولبنان (حزب الله)”.
وتقول “العرب” اللندنية إن إعلان السيسي “خطوة تعبّر عن دور مصري جديد في القطاع الذي يمثل جزءا من الأمن القومي لمصر”.
وتقول إنه “في الوقت الذي قال فيه متابعون إن مشاركة مصر في دعم القطاع وإعادة إعماره تَحُدّ التصورات القطرية المهيمنة على هذا الملف، كشف آخرون أن هذا التوجه سيتم بالتنسيق مع الدوحة بما يحقق أعلى استفادة ممكنة لسكان القطاع”.
وتضيف: “انعكس التقارب بين مصر وكل من قطر وتركيا بشكل إيجابي على حركة حماس التي تغلبت على الكثير من أوجه التناقض السياسي بين الدول الثلاث”.
وتؤكد أن ملامح هذا التقارب “ظهرت في عدم التصادم بين طروحات تلك الدول التي كانت تطفو على السطح خلال المنعطفات التي تشتبك فيها حماس مع إسرائيل، وهو ما اختفى تقريبا في التصعيد الحالي وتبدل إلى رغبة في التعاون والتنسيق”.
من ناحية أخرى، تساءل وائل قنديل فى “العربي الجديد” اللندنية متهكما: “من أين لشخص يضع يده في جيوب المانحين، ويدّعي العجز والعوز، ويعاير المصريين بفقرهم، طوال الوقت، من أين له بنصف مليار دولار يعلن عنها هدية إلى غزة التي يخنُقها بالحصار منذ سبع سنوات، ويمنع وصول مساعدات أشقائها لها، ويكره مقاومتها، ويسلط عليها ضباعه الإعلامية تنهش فيها وتكفّرها وتتهمها بالإرهاب ليل نهار؟”
“سيعيد إلى المغرب رصيده الرمزي”
يتسائل نزار بولحية في صحيفة “القدس العربي” اللندنية “هل سيقطع المغرب علاقته بإسرائيل؟”
ويقول “ظهر جليا أن أقوى المظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال والمساندة لفلسطين، كانت تلك التي خرجت في مدن المغرب، كما أن التفاعل الرسمي وبالمقارنة مع باقي الدول العربية التي طبعت كان لافتا، فقد انتقل وبشكل تدريجي من إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الضفة والقطاع، إلى وصف رئيس الوزراء الأحد الماضي، في حديث لقناة الجزيرة القصف الإسرائيلي على غزة بأنه ‘عدوان ممنهج’ و’جرائم حرب’ ضد المدنيين. فضلا عن أن الاتصال الهاتفي الذي جرى الأربعاء الماضي بين سعد الدين العثماني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأكد من خلاله المسؤول المغربي على ‘رفض المملكة المغربية القاطع لجميع إجراءات سلطة الاحتلال، التي تمس بالوضع القانوني للمسجد الأقصى والقدس الشريف، أو تمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني'”.
ويرى أن تصريحات العثماني كانت “رسالة صريحة من جانب المغرب على أنه لن يتستر على الاعتداءات الإسرائيلية أو يقف صامتا أمامها، مثلما فعل بعض الدول العربية التي طبّعت في الشهور الأخيرة مع الاحتلال”.
ويصف علي أنوزلا في صحيفة “العربي الجديد” اللندنية المظاهرات التي خرجت في المدن المغربية بأنها “استفتاء شعبي في المغرب ضد التطبيع”.
ويرى أن اتفاقيات التطبيع “وقعها المغرب الرسمي مع الكيان الصهيوني بقرار فوقي لم تناقش داخل البرلمان”.
ويؤكد أن “إسقاط اتفاقيات التطبيع اليوم لن يكون فقط تصحيحا لخطأ وقع، وإنما سيعيد إلى المغرب رصيده الرمزي التاريخي، شعبا وحكومة وملكا، في الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم”.
ويرى عبد السلام الشامخ في صحيفة “هسبريس” الإلكترونية المغربية أن المملكة المغربية “لا تريد خسارة أي طرف من أطراف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لذلك فهي تارة ترفض التصعيد وتطلب وقف كل أشكال الحرب التي تستهدف المدنيين، وتارة أخرى ترسل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني، الذي يواجه امتحانا صعبا، مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.