سُرعةُ انهيار.. وتريثٌ في الاعتذار وعلى صورةِ بلادٍ تشبهُ محطةَ بنزين قابلةً للاشتعال، تدورُ محركاتُ التأليفِ الثالثة للرئيس نبيه بري، الذي كانَ أقربَ إلى خِيارِ الأميركيين معَ مخايل الضاهر في الثمانينات لكنْ بتغييرِ الاسم والمَنصِب: سعد الحريري أو الفوضى ورئيسُ المجلس في سلسلةِ مواقفَ صِحافيةٍ مكتوبةٍ ومرئية، أعرب عن انزعاجِه الشديد من الأوضاعِ الراهنة، ووَصفَ استمرارَ حالِ التردي بأنه سيؤدّي إلى خرابٍ كبير لا تُحمَدُ عُقباه ووسّع رئيسُ المجلس “بيكار” الرافضين اعتذارَ الحريري، قائلاً: “عليهم أن يُقنعوني بالبديل، ويُقنعوا أيضاً نصرالله والمجلسَ الشرعي الإسلامي والمجلسَ الإسلامي الشيعي الأعلى وجنبلاط وفرنجية والفرزلي وعليهم أيضاً إقناعُ الفقراء و”المعتّرين” أم إنّ الجرّة لا تَسمعُ صرخةَ العطشان” “والفاخوري المحرِّك” لعجلاتِ التأليف وَضعَ الرئيسَ المكلف أمامَ “كومة حنان سياسي” يُضافُ إلى جرّةِ اللبن.. وبات على الحريري بموجِبِ هذه الأسلاكِ الإيجابية أن يُبادرَ إلى تقديمِ تشكيلةِ الأربعةِ والعشرين وزيراً وأن يزورَ بعبدا لمناقشتِها معَ رئيسِ الجمهورية فإذا رَفضها في الجولةِ التاسعةَ عَشْرَةَ يَرفعُ الحريري عنه “الكلفة” ويصبحُ في حِلٍّ من الاتهامِ بالتعطيل أما اللجوءُ إلى الاعتذار وبعدَ ثمانيةِ أشهرٍ منَ الذهابِ والإياب في الداخلِ والخارج.. فإنه أقربُ إلى الاستسلامِ والتسليم بحُكمِ الفراغِ المؤبد بإدارةِ رئيسِ الجمهورية ورئيسِ التيارِ الوطني الحر وكما التكليفُ كانَ بالتشاور.. فإنّ الاعتذارَ أيضاً يَستدعي جولاتٍ من الأُفقِ معَ كلٍ من باريس أولاً والقاهرة وموسكو وأبو ظبي.. وصولاً إلى عين التينة التي تخوضُ معركتَه اليوم بكلِ أنواعِ الأسلحةِ التقليدية السياسية والسلاحُ بالقوس والنشاب السياسي إذا سَقط.. سيكون بديلَه استبدادٌ مكرّر لن يَنتهيَ بنهايةِ العهد ليس لأنّ الطائفةَ السُنية الكريمة لا تَحتكمُ إلى أسماءَ ومرشحين مؤهّلين للمنصب بل لأنّ مَن استأثر بوضعِ الشروط والمعايير وفَرَضَ على سعد الحريري تعبئةَ الخانات وطوّقَه بالأعمدة البهلوانية سوف يكرّرُ شروطَه وشرورّه على أيِ رئيسٍ يُكلَّفُ لاحقاً ولن يكونَ غافلاً على أحد أنّ رئيسَ المجلس يعملُ لدنياه كأنّه باقٍ أبداً.. وأنّ حزبَ الله يحاولُ ترويضَ جبران باسيل لكنّه مقتنعٌ بمطالبِه ويَقِفُ عند خاطرِه.. وأنّ كلاً من الشخصياتِ الواردة في احتضانِ الحريري إنما تُحصّنُ مواقعَها من خلفِ حُصونِه وعلى تخومِ البيادق السياسية.. “كش ملك” برأسين جمهوريين سياميين قَبَضا على المؤسسات وألغيا مفاعيلَها بمراسيمَ أصبحت طائرة من فوقِ القصرِ الجمهوري يومياً على أنّ مرسوماً واحداً يُحسَبُ للجمهوري.. ليُصبحَ العِنادُ مفيداً في قضايا الصراع مع العدو إذ ان زيارة الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم لحدود البحرية جون دوروشيه جددت الحديث عن استئناف التفاوض مع اسرائيل فاكد الرئيس ميشال عون للضيف المستطلع الاميركي ان لبنان يرفض حصر التفاوض بمساحة الثمانمئة وستين كلم مربع اي الاتلزام بخط هوف .