أحيا المنتخب الروسي آماله في بلوغ دور الستة عشر لكأس أمم أوروبا لكرة القدم، بعد فوزه على نظيره الفنلندي 1 – صفر، أمس ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية.
وسجل ألكسي ميرانشوك هدف المباراة الوحيد للمنتخب الروسي في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول، علما بأن حكم الفيديو ألغى هدفا لفنلندا سجل غويل بوهجانبالو في الدقيقة الثالثة بداعي التسلل.
ونجح منتخب روسيا في تحقيق أول فوز له في كأس أوروبا منذ فوزه على منتخب جمهورية التشيك 4 – 1 في نسخة عام 2012 التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا.
وكان المنتخب الروسي قد استهل مشواره في البطولة بالخسارة صفر – 3 أمام المنتخب البلجيكي، فيما فاز المنتخب الفنلندي على الدنمارك 1 – صفر، ليتساوى الاثنان في رصيد النقط لكن المواجهات المباشرة ستعطي أفضلية لروسيا.
هل تدفع الخسارة أمام فرنسا المنتخب الألماني نحو خروج مبكر آخر؟
بعد الخروج المذلّ من دور المجموعات في مونديال روسيا 2018، يواجه المنتخب الألماني خطر عدم تخطي هذا الدور في كأس أوروبا بعد خسارته مباراته الافتتاحية أمام فرنسا بطلة العالم صفر – 1 ومدربه يواكيم لوف نهاية عهد كارثية.
«تحت الضغط مبكرا!» هو العنوان الذي خرج به موقع مجلة «شبيغل» الأسبوعية المحلية غداة الخسارة أمام فرنسا. ففي مجموعة الموت التي تضم أيضا البرتغال بطلة النسخة الأخيرة من البطولة القارية، باتت خسارة جديدة ممنوعة على ألمانيا ضد البرتغال السبت المقبل أو في مواجهة المجر في 23 الحالي إذا أرادت مواصلة مشوارها في البطولة.
بلغت ألمانيا الحضيض في مونديال روسيا لافتقاد لاعبيها للروح وغياب التماسك فيما بينهم، لكن في مواجهة كتيبة المدرب الفرنسي ديدييه ديشامب أظهر المنتخب الألماني وجها مختلفا لكن الفرنسيين كانوا الطرف الأفضل بكل بساطة.
ورفض يواكيم لوف مدرب ألمانيا إلقاء اللوم على قلب دفاعه ماتس هوملس الذي سجل هدف المباراة الوحيد خطأ في مرماه في الدقيقة 20 وقال: «لا يفترض إلقاء اللوم على هوملس، مؤكدا أن ما حدث كان سوء حظ. كانت مباراة صعبة اتسمت بالندية، لكنها حسمت بهدف عكسي».
ويواجه المنتخب الألماني ومدربه يواخيم لوف ضغوطا قبل المباراة الثانية المقررة السبت المقبل أمام المنتخب البرتغالي حامل اللقب، والذي استهل مشواره في البطولة بالفوز على المجر 3 – صفر.
وقال ماتس هوملس: «لقد بذلنا قصارى جهدنا وخضنا قتالا قويا، لكن يبقى هناك بعض الأمور لتطوير أسلوب لعبنا وهذا ما ندركه بطبيعة الحال». وأضاف «لكن ما ظهر واضحا بأننا جاهزون لتمزيق أنفسنا في هذه البطولة» الذي يلخص كلامه تماما الرأي العام بأن المنتخب الألماني قدّم وجها أفضل لكنه لم يكن كافيا في مواجهة منتخب أكثر خبرة منه بشكل واضح.
أما صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» البافارية فعلقت على الخسارة أمام فرنسا بقولها: «فريق ديشامب أظهر ليواكيم لوف ما ينقص ألمانيا لتكون منتخبا من طراز عالمي».
وتساءلت كبرى صحف ميونيخ ما إذا كان زملاء قائد المنتخب مانويل نوير في قمة ذكائهم بالقول: «بالنظر إلى مجريات المباراة كان يمكن أن تنتهي بنتيجة 3 – صفر لا سيما بأنها تقام في ميونيخ، فهل يمكن الحديث عن أداء جيد كما قال يوزوا كيميش لاعب وسط ألمانيا (أعتقد أننا لم نكن الفريق الأسوأ)، أو ما قاله توني كروس (أعتقد أننا كنا نستحق التعادل)»؟.
في المقابل، أعرب لوف عن رضاه عن أداء فريقه والحالة الذهنية للاعبيه لكنه اعترف ببعض نقاط الضعف بقوله: «قاتل الفريق ونجح في الفوز بالعديد من الكرات المشتركة. ما ينقصنا أننا لم نسجل أي هدف ولم نظهر فاعلية هجومية، وبالتالي يتعيّن علينا تحسين هذه النقطة. لكن من ناحية التصميم، فأنا أرى إيجابيات كثيرة قبل المواجهتين المقبلتين».
ويدرك لوف بفضل خبرته الممتدة على مدى 15 عاما على رأس الجهاز الفني للمنتخب الألماني، أنه على بعد 90 دقيقة من كارثة جديدة، فخسارة جديدة أمام البرتغال ستجعله عرضة لسهام الانتقادات اللاذعة.
ولم تعد قيادته ألمانيا إلى التتويج بكأس العالم في البرازيل عام 2014 حصنا له من الانتقادات، فبعد مونديال روسيا، مني المنتخب الألماني بهزائم نكراء بينها السقوط التاريخي أمام إسبانيا صفر – 6 في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم السقوط المذل على أرضه أمام مقدونيا الشمالية المغمورة 1 – 2 في تصفيات مونديال قطر 2022، وهي الأولى له على أرضه في التصفيات العالمية منذ سقوطه أمام إنجلترا 1 – 5 في سبتمبر (أيلول) عام 2001.
ويلعب لوف، 61 عاما، والذي سيسلم الراية إلى خليفته هانزي فليك في نهاية البطولة القارية، ورقته الأخيرة ربما أمام البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو الذي يدخل المواجهة منتشيا من فوزه اللافت على المجر بثلاثية سجل منها اثنين.
على الجانب الآخر أبدى ديشامب سعادة بالغة بانتصار فرنسا، ومؤكدا أن منتخبه يستحق عن جدارة النقاط الثلاث، قائلا: «قدمنا مباراة رائعة أمام فريق جيد للغاية. كنت أعرف أن لاعبينا سيكونون مستعدين ومتأهبين لخوض صراع صعب». ويذكر أن حكم الفيديو تدخل مرتين لإلغاء هدفين لفرنسا لكل من كريم بنزيمة وكيليان مبابي بداعي التسلل.
وعلق ديشامب: «كنا أكثر سيطرة وهدوءا بالشوط الثاني ولم نكن بعيدين عن تسجيل الهدف الثاني…».
ومن ناحيته، قال النجم الفرنسي بول بوغبا، الذي توج بجائزة أفضل لاعب في المباراة: «كان من المهم أن نبدأ مشوارنا في البطولة بانتصار. كانت مواجهة صعبة ودائما ما تمثل ألمانيا تحديا كبيرا لأي منافس».
ورفض بوغبا تضخيم أمر تعرضه للعض من الألماني أنطونيو روديجر حتى لا يتعرض الأخير لعقوبة، وقال: «هو صديقي. وأنا لست الشخص الذي يصيح من أجل بطاقة (للاعب منافس). أعتقد أنه عضني بشكل خفيف، وهو شيء ودي، نحن نعرف بعضنا البعض جيدا».
وجاء تصرف روديجر مدافع تشيلسي مع بوغبا صانع ألعاب مانشستر يونايتد قبيل نهاية الشوط الأول، لكنهما تعانقا في النهاية، وعلق روديجر: «لم يكن من المفترض أن أضع فمي على ظهره بهذا الشكل، لا شك في ذلك، يبدو الأمر مؤسفا».
كوبا أميركا: البرازيل لمواصلة انتصاراتها على حساب بيرو… وكولومبيا تواجه فنزويلا
تسعى البرازيل حاملة اللقب والمضيفة إلى مواصلة انطلاقتها القوية عندما تلتقي بيرو الليلة (منتصف الليل بتوقيت غرينتش» في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لمسابقة كوبا أميركا لكرة القدم، التي تشهد لقاءً آخر بين كولومبيا وفنزويلا.
وضرب المنتخب البرازيلي بقوة في المباراة الافتتاحية بانتصار كبير على فنزويلا بثلاثية نظيفة كان نجمها صانع ألعاب باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار دا سيلفا بتسجيله الهدف الثاني من ركلة جزاء وصناعته الثالث الذي سجله غابريال باربوسا «غابيغول». وأشاد مدرب البرازيل تيتي بنجمه قائلاً: «عندما يكون نيمار جيداً جسدياً وفنياً تحدث الأشياء الجيدة. لاعب بهذه الجودة لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعله».
وأضاف: «عندما يلعب في النصف الثاني من الملعب، يكون ذلك أفضل بالنسبة له ويكون في أمان، حيث يخشى اللاعبون المنافسون ارتكاب خطأ بحقه في جزء خطير من الملعب. لذلك نبني أسلوب لعب المنتخب بطريقة يحصل من خلالها على عدد أقل من الكرات، ولكن على أساس التعامل معها بفعالية أكثر».
ويبحث نيمار (29 عاماً)، عن لقبه الأول مع المنتخب البرازيلي في كوبا أميركا بعدما غاب عن النسخة الأخيرة التي توج بلقبها بسبب الإصابة.
ويرصد نيمار أيضاً الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية مع البرازيل والموجود بحوزة «الملك» بيليه برصيد 77 هدفاً، حيث تفصله عنه 10 أهداف فقط.
وتتصدّر البرازيل المجموعة الثانية برصيد ثلاث نقاط، بفارق الأهداف أمام كولومبيا التي تلاقي فنزويلا الجريحة اليوم أيضاً، فيما تخوض بيرو مباراتها الأولى في البطولة القارية كون المجموعة تضم خمسة منتخبات. وتتأهل المنتخبات الأربعة الأولى في المجموعتين الأولى والثانية إلى ربع النهائي.
ولا تختلف حال كولومبيا عن البرازيل كونها ترصد الفوز الثاني على التوالي بعد الأول على الإكوادور 1 – صفر، وذلك لقطع شوط كبير نحو ربع النهائي.
وتأمل كولومبيا التي حققت فوزين في مبارياتها الثلاث الأخيرة (تغلبت على بيرو بثلاثية نظيفة وأرغمت الأرجنتين على التعادل 2 – 2 في الجولتين الأخيرتين لتصفيات المونديال)، في استغلال المعنويات المهزوزة لدى لاعبي فنزويلا عقب الخسارة المذلة أمام البرازيل في المباراة الافتتاحية.
وعانت فنزويلا من ظروف كارثية في المباراة الافتتاحية، حيث افتقدت على الأقل ثمانية لاعبين بعدما جاءت نتائج اختباراتهم إيجابية لفيروس «كوفيد – 19» قبل المباراة بيوم واحد.