يتطلع منتخب إنجلترا لضرب عصفورين بحجر واحد بحجز بطاقته إلى ثمن نهائي كأس أوروبا «يورو 2020» واقتناص صدارة المجموعة الرابعة من تشيكيا التي يواجهها اليوم، فيما يبقى باب التأهل مشرعاً على مصراعيه عندما تلاقي كرواتيا منافستها اسكوتلندا.
– إنجلترا والتشيك
يصرّ مدرب منتخب إنجلترا غاريث ساوثغيت على أن فريقه الشاب بإمكانه حجز بطاقته إلى ثمن النهائي بل والمضي قدماً للمنافسة على اللقب رغم افتقار الكثير من لاعبيه لخبرة البطولات الكبرى. وتحتل إنجلترا المركز الثاني في المجموعة برصيد 4 نقاط متساوية مع تشيكيا الأفضل أهدافاً، وبإمكانها أن تضمن الصدارة في حال فوزها في مباراتها الأخيرة في دور المجموعات، فيما تحتل كرواتيا المركز الثالث بنقطة يتيمة، بالتساوي مع اسكوتلندا الرابعة.
وتشير الحسابات إلى أن إنجلترا تحتاج على الأقل للخروج بتعادل للتأهل أو أن تنتظر عدم فوز اسكوتلندا للتأهل المباشر، لكن هناك احتمالية أن ينهي أبطال العالم 1966 هذا الدور في المركز الثالث في حال خسارتهم أمام تشيكيا، وفوز اسكوتلندا على كرواتيا بفارق من الأهداف يسمح لها بالتفوق. وبحال التعادل، ستتصدر تشيكيا المجموعة بفارق الأهداف عن إنجلترا التي تضمن الوصافة.
في المقابل، يمكن أن تحجز تشيكيا مقعدها إلى ثمن النهائي في صدارة المجموعة في حال تفادت الخسارة أمام «الأسود الثلاثة»، وفي سيناريو معاكس يمكن أن تحتل المركز الثاني، في حال فازت اسكوتلندا على كرواتيا وصيفة بطلة مونديال 2018.
أما أرجحية أن يتراجع المنتخب التشيكي إلى المركز الثالث فتكمن في حال خسارته أمام إنجلترا اليوم وفوز كرواتيا على اسكوتلندا بعدد وافر من الأهداف ما يرجح أفضليتها للصعود للمركز الثاني. وعلى اسكوتلندا أن تفوز لتنهي مشوارها في المركز الثالث، مع إمكانية أن تتقدم على إنجلترا للمركز الثاني بفارق الأهداف حال خسارة الأخيرة أمام التشيك. ويأمل رجال المدرب ساوثغيت وضع كل هذه الحسابات خلفهم، والبحث عن الفوز أمام تشيكيا على ملعب «ويمبلي» من أجل تناسي خيبة التعادل السلبي أمام اسكوتلندا الجمعة، بعد الفوز في مستهل مبارياتهم على كرواتيا 1 – صفر.
ويعيش المنتخب الإنجليزي تحت وطأة ثقل هاجس مواجهة فرنسا أو ألمانيا أو البرتغال في دور الـ16 في حال فشل في التأهل من صدارة المجموعة، وهذا ما أشار إليه ساوثغيت قائلاً: «إنها مجموعة لا تتمتع بالخبرة، أمام اسكوتلندا كانت تشكيلة شابة، لذا فهي تجربة مختلفة للكثير منهم… نريد أن نكون أفضل وهذا ما سنعمل عليه في مواجهة منتخب تشيكيا».
وأمام احتمالية إدخال تعديلات على تشكيلته، يقف ساوثغيت أمام معضلة قائده ومهاجمه هاري كين الذي تنهال عليه الانتقادات بسبب تواضع مستواه منذ بداية العرس الكروي القاري. وظل مهاجم توتنهام صائماً عن التهديف في مباراتيه الأوليين بل دون أنياب وتائهاً، ما استدعى ساوثغيت لإخراجه مرتين قبل نهاية الشوط الثاني. واعتبر البعض أن من يقف داخل منطقة الجزاء هو «شبح» كين وليس المهاجم الذي أرعب حراس المرمى».
ورغم الحالة السلبية التي يمرّ بها كين، يؤكد ساوثغيت أنه ما زال يثق بمهاجمه وسيلعب أساسياً أمام تشيكيا، وقال رداً على سؤال أحد الصحافيين بهذا الشأن: «بإمكانك أن تكون متأكداً من وجود كين أساسياً، ليس فقط للأهداف التي يسجلها، بل في بناء اللعب وكل شيء آخر».
وبإمكان ساوثغيت أن يدفع بوجوه جديدة على غرار جناح بروسيا دورتموند الألماني جايدون سانشو، أو صانع ألعاب أستون فيلا جاك غريليش أو مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد من أجل مد يد العون لكين في الهجوم.
ورداً على سؤال حول مشاركة سانشو، قال المدرب الإنجليزي: «لدينا بعض الخيارات المتفجرة والعديد منهم شبان ويعيشون تجربة خوض بطولة كبرى للمرة الأولى، نحن واقعيون كطاقم تدريبي بشأن توقعاتنا منهم كأفراد. جايدون هو في هذا المزيج. تدرب جيداً في الأيام القليلة وبالطبع هو من ضمن تلك الخيارات، سننظر إلى طريقة اللعب ونتخذ الأنسب من القرارات التي يتعين علينا اتخاذها».
في المقابل تعول التشيك على تجربة كل من توماس سوتشيك وفلاديمير تسوفال في الملاعب الإنجليزية عندما تواجه إنجلترا اليوم. ويلعب سوتشيك وتسوفال مع نادي وستهام، وقدم الثنائي التشيكي دوراً بارزاً في نهضة فريقهم الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبرغم سرقة باتريك شيك الأضواء منهما، بعد تسجيله ثلاثية حتى الآن، بينها هدف رائع من منتصف الملعب خلال الفوز الافتتاحي على اسكوتلندا، فإن المدرب ياروسلاف شيلهافي يعوّل على لاعبي وستهام اللذين أثبتا قوتهما بين العشرة الأوائل في النهائيات الحالية على صعيد الجري. ويحتل سوتشيك المركز الثاني مع 23.4 كيلومتر بعد مباراتين، مقابل 22.5 كيلومتر لتسوفال في المركز التاسع. وفي ويمبلي اليوم سيتواجه اللاعبان مع زميلهما في وستهام ديكلان رايس في خط الوسط الإنجليزي.
وقال سوتشيك: «ستكون المباراة لحظة هامة لجماهير وستهام. تحدثنا عنها. قال لنا (رايس) نتوق للفوز في ويمبلي، وقلنا له عليك تذكر مباراتكم الأخيرة ضدنا». في إشارة إلى تصفيات كأس أوروبا عام 2019 في براغ، عندما فازت تشيكيا 2 – 1.
– كرواتيا تواجه اسكوتلندا
على ملعب «هامبدن بارك» ستكون كرواتيا على موعد مع معركة ضد مضيفتها اسكوتلندا لأن كلاً منهما يدرك أن الفوز وحده هو الضمان لإنهاء دور المجموعات على الأقل كثالث أفضل منتخب متأهل لثمن النهائي. وتواجه كرواتيا بقيادة المدرب زلاتكو داليتش خطر الخروج المبكر من «يورو 2020» بعد حملة ناجحة في مونديال روسيا 2018 أوصلتهم إلى النهائي (خسروا أمام فرنسا 2 – 4).
وعبّر داليتش عن الواقع المرير لمنتخبه بعد خسارته أمام إنجلترا بهدف نظيف وتعادله مع تشيكيا 1 – 1، قائلاً: «نحتاج إلى الطاقة، نحن نعاني».
أما اسكوتلندا التي خسرت أمام تشيكيا صفر – 2 وتعادلت مع إنجلترا سلباً، فهي مطالبة أيضاً بالفوز للبقاء على أمل المرور لثمن النهائي. وبعد انتظار نحو 23 عاماً لخوض أول نهائيات إن كان قارياً أو عالمياً، تأمل اسكوتلندا اقتناص فرصة اللعب على أرضها لتجاوز دور المجموعات والتأهل للدور الثاني، لكن اسكوتلندا التي لم يسبق لها تخطي دور المجموعات في أي من مشاركاتها العشر السابقة في النهائيات القارية أو العالمية (8 في كأس العالم و2 في كأس أوروبا)، تعرضت لضربة بخسارة جهود لاعب وسطها الشاب بيلي غيلمور لإصابته بفيروس «كورونا».
وبعد بدء مشوار العودة بالخسارة أمام تشيكيا صفر – 2. عاد الأمل للجمهور الاسكوتلندي بإمكانية التأهل إلى الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخهم إن كان في كأس أوروبا أو كأس العالم من خلال إجبار الجار العملاق منتخب إنجلترا على التعادل السلبي في معقله «ويمبلي».
وسيكون الفوز على كرواتيا كافياً منطقياً لحجز بطاقة ثمن النهائي كأحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث، إن لم يكن حتى إزاحة إنجلترا عن المركز الثاني للمجموعة الرابعة في حال خسارة «الأسود الثلاثة» أمام تشيكيا. وكان قرار المدرب ستيف كلارك صائباً في منح لاعب الوسط غيلمور مشاركته الدولية الأولى كأساسي حيث تألق ابن العشرين عاماً في مواجهة نجوم إنجلترا، وكوفئ على جهوده بنيل جائزة أفضل لاعب في اللقاء، لكن جاء خبر إصابته بفيروس (كوفيد – 19)، بمثابة خبر صادم للفريق حيث خرج من المعسكر ليخضع للحجر الصحي. وأفاد الاتحاد الاسكوتلندي بأن غيلمور كان على تواصل مع السلطات الصحية المختصة بعد صدور النتيجة الإيجابية وسيعزل نفسه لمدة 10 أيام». وما يثير القلق هو مخالطة غيلمور للاعبين آخرين في معسكر اسكوتلندا مثل مدافع ليفربول الإنجليزي القائد أندي روبرتسون ولاعب وسط أستون فيلا جون ماكغين.
«كوبا أميركا»: كولومبيا تسقط أمام البيرو بالنيران الصديقة… وتعادل مثير لفنزويلا مع الإكوادور
فرطت كولومبيا بفرصة حسم بطاقتها إلى ربع نهائي بطولة كوبا أميركا المقامة في البرازيل إثر خسارتها بالنيران الصديقة أمام البيرو 1 – 2 في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى التي شهدت حصول فنزويلا المبتلاة بتفشي «كوفيد – 19» بين صفوفها على نقطتها الثانية بالتعادل مع الإكوادور 2 – 2.
وكانت الفرصة قائمة أمام كولومبيا للحاق بالبرازيل المضيفة الفائزة بمباراتيها الأوليين إلى ربع النهائي، بعدما دخلت لقاء البيرو وفي جعبتها أربع نقاط من فوزها افتتاحاً على الإكوادور 1 – صفر، ثم تعادلها سلباً مع فنزويلا في مباراة هيمنت عليها تماماً، لكنها عجزت عن الوصول إلى الشباك.
لكن البيرو التي مُنيت بهزيمة قاسية في مباراتها الأولى أمام البرازيل صفر – 4، فاجأتها (قبل فجر أمس بتوقيت غرينتش) وعززت حظوظها ببلوغ ربع النهائي بنيلها ثلاث نقاط من مباراتين بفضل هدف عكسي سجله ييري مينا في مرمى بلاده.
ووجدت كولومبيا نفسها متخلفة منذ الدقيقة الـ17 حين سدد يوشيمار يوتون الكرة من خارج المنطقة فارتدت من القائم وسقطت أمام سيرخيو بينيا الذي تابعها في الشباك. وانتظرت كولومبيا حتى الدقيقة الـ53 من الشوط الثاني لإدراك التعادل من ركلة جزاء تسبب بها الحارس بدرو غاييسي بإسقاطه ميغيل بورخا، فانبرى لها الأخير وحولها بنجاح في الشباك.
لكن الفرحة الكولومبية بالتعادل لم تدم طويلاً؛ إذ حول مينا الكرة في شباك منتخب بلاده بصدره إثر ركلة ركنية نفذها كريستيان كويفا في الدقيقة الـ64، ملحقاً ببلاده هزيمتها الأولى في البطولة والأولى أيضاً أمام البيرو في المواجهات الـ11 الأخيرة بينهما، وتحديداً منذ نصف نهائي «كوبا أميركا» 2011 (صفر – 2 بعد وقت إضافي). وكانت كولومبيا تُمني النفس بحسم تأهلها قبل مواجهة البرازيل الأربعاء (فجر الخميس بتوقيت غرينتش) في ريو دي جانيرو في الجولة الرابعة الأخيرة لها. ورغم الخسارة ونتيجة تأهل أربعة منتخبات من أصل خمسة في كل من المجموعتين إلى الدور ربع النهائي، لا تزال حظوظ كولومبيا كبيرة في العبور بما أنها تحتل حالياً المركز الثاني بفارق نقطة أمام البيرو (تبقى للأخيرة مباراتان) واثنتان أمام فنزويلا التي خاضت مباراتها الثالثة ونجحت فيها باقتناص تعادل في الوقت القاتل أمام الإكوادور 2 – 2 بفضل رونالد هرنانديز في الوقت بدل الضائع.
ويعتبر التعادل أمام الإكوادور ومن قبله أمام كولومبيا إنجازاً كبيراً لفنزويلا، لا سيما أنها تفتقد 12 من لاعبيها بسبب «كوفيد – 19» الذي كان أصلاً سبباً في إرجاء البطولة من صيف 2020، ثم باستبعاد الأرجنتين من الاستضافة قبل أيام معدودة على انطلاقها، لتنضم بذلك إلى شريكتها كولومبيا التي استبعدت بسبب الوضع الأمني في البلاد؛ ما جعل من البرازيل منقذة اللحظات الأخيرة لاتحاد أميركا الجنوبية «كونمبيول».
ورأى المدرب البرتغالي لفنزويلا جوزيه بيسيرو، أن ما يحققه الفريق حالياً إنجاز كبير في ظل هذه الظروف الصعبة، وقال «لا أجد الكلمات المناسبة لكي أصف إعجابي بهؤلاء الشبان. بالطريقة التي يلعبون بها للمرة الأولى مع الفريق المحترف، يظهرون القدرة على التضحية، والقتال من أجل الدفاع عن قميص بلادهم». وتقدمت الإكوادور مرتين في المباراة عبر ايرتون بريسيادو في الدقيقة الـ39 وغونزالو بلاتا (71)، لكن فنزويلا أدركت التعادل الأول برأسية إدسون كاستيو في الدقيقة الـ51، ثم الثاني بكرة رأسية أخرى لهرنانديز بعد عرضية من كاستيو بالذات في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع (90+1).
على جانب فرض الاتحاد التشيلي لكرة القدم غرامات مالية على بعض لاعبي المنتخب لخرقهم القواعد المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا، بدعوتهم مصفف شعر داخل الفقاعة الصحية الخاصة بالفريق. وأفاد الاتحاد التشيلي من دون الافصاح عن أسماء اللاعبين، بأنه ستتم معاقبة كل الأشخاص المتورطين. وكان أحد نجوم المنتخب، وهو أرتورو فيدال، مع المدافع غاري ميديل، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر قيام أحد الحلاقين بقص شعره، على ما يبدو في فندق المنتخب. وعبّر الاتحاد التشيلي في بيانه عن أسفه لما حصل، مقدماً اعتذاره للمنظمين، ومؤكداً أن جميع أعضاء الوفد قدموا نتيجة فحص سلبية.