صلى البابا على لبنان وسلم وجلس عون على الكرسي الرئاسي في مقاعد المشاهدين .
ففي حاضرة الفاتيكان أقيمت صلاة الغائب بانتظار قراءة الفاتحة لراحة نفس بلد يلفظ أنفاسه. حمل البابا صليب لبنان وجمع كنائس المشرق والمغرب في سابقة من نوعها للتأمل في معجزة من السماء بعدما عطل شياطين الأرض كل الحلول وأخذوا الناس رهائن الغذاء والدواء والكهرباء وأقاموا لهم محارق للإذلال على شكل طوابير.
تضرع البابا للرب الاله لإنقاذ لبنان من الانهيار الكامل فيما مسؤولوه حرقوا أخضره واليابس وباعوه بخمسة من مواثيق ومعايير وحقوق غب التعطيل وجلسوا يتفرجون فلا تغفر لهم يا أبتاه لأنهم يدرون ماذا يفعلون.
وإذا كانت الصلاة آخر الدواء فإن الكي لم يعد يجدي نفعاً مع حكام استقالوا من مسؤولياتهم واحتكروا دولة المؤسسات بختم من والي القصر وحاشية المستشارين وعندما أدركوا أن حبة الدواء قنبلة موقوتة تحسسوا رقابهم واجتمعوا في بعبدا وقرروا مواصلة دعم الدواء والمستلزمات الطبية
دعم الدواء حق مكتسب لأزمة تعد من أخطر الأزمات الاجتماعية والمعيشية واللعب بحياة المواطنين يقف عند حدودها ومن هنا عرف المسؤولون أي منقلب سينقلب عليهم لكن هذا الدعم سيفقد رشده عندما يدخل في دهاليز مافيا الدواء وكارتيلات الاستيراد والتوزيع ووكالاتها الحصرية وكما قال الوزير السابق وائل أبو فاعور للجديد فإن الدعم لن يذهب إلى المواطنين إنما إلى مافيا منظمة متواطئة مع وزارات معينة على دروب التهريب.
على هذه القاعدة تهرب السلطة إلى الأمام وتقطّع الوقت بجرعات الدعم للوصول إلى الفراغ القاتل بمؤازرة التهديد بالاستقالة من مجلس النواب وهي ورقة خاسرة طرحها التيار الوطني الحر في بازار المساومة لتأليف الحكومة وهو ما بدا واضحاً في الجلسة التشريعية الأخيرة في مجلس النواب حيث مني التيار وحزب الله بخسارة المقعد في المجلس الدستوري بانتخاب ميشال طرزي ما يعني أن قوة الحليفين في المجلس لا تتعدى السبعة وثلاثين نائباً عداً ونقداً.
أما إقرار قانون الشراء العام والبطاقة التمويلية لمساعدة الأسر الأكثر فقراً فهي إشارات جدية أطلقها مرصد رئيس مجلس النواب ليتلقاها الغرب كبوادر للإصلاح تنفيذاً لمقررات سيدر واحد وهي جاءت بعد مؤشرات على دخول السعودية عاملاً على خط المعالجة بانضمامها إلى الاجتماع الثلاثي الذي ضمها إلى الولايات المتحدة وفرنساولعل مرصد معراب يلتقط الإشارة ويتخذ قراراً بالمشاركة في الحكومة ليصبح المقرر الثاني مسيحياً في وجه الاستئثار العوني
وإلى حينه يبدو أن التقاء الضدين مستحيل وبحسب النائب سليم سعادة في برنامج هنا بيروت فإن لبنان الدولة الوحيدة في العالم التي ينص دستورها على تشكيل الحكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وإن عون والحريري خطان متوازيان لا يلتقيان إلّا بقدرة الله وربما تؤتي صلاة الأبانا في الفاتيكان ثمارها وتحدث المعجزة على زمن ” ترشيد المعجزات”.
لبنان في قلب الله صباحا وهذا المساء من روما الى حاريصا لكن صلوات العالم بقدسيها وبطاركتها واحبارها لن تهزم مجموعة ” ابالسة ” يحكمون هذا البلد لا بل يرفعون ايدهم مع المصلين بعد ان كانت هذه الايادي نفسها قد امتدت الى المؤسسات والادارات واموال الناس .