القاهرة: حازم بدر
لقاحاً قابلاً للحقن يمكن استخدامه مع العلاج الكيميائي، لتحقيق الشفاء التام والدائم من سرطان الدم النخاعي الحاد (AML).
وينشأ هذا النوع من السرطان في نخاع العظم ويقتل ضحاياه في غضون خمس سنوات، ولأكثر من 40 عاماً كان العلاج الكيميائي هو العلاج الوحيد له، ورغم أنه غالباً ما يتسبب في تحسن الحالة الصحية، فإنه نادراً ما يزيل الخلايا السرطانية تماماً، وهو ما دفع الباحثين إلى محاولة التوصل لعلاج هذه المشكلة.
ويقدم فريق بحثي من جامعة هارفارد، حلاً لهذه المشكلة يمكنه أن يساعد في القضاء على خلايا سرطان الدم النخاعي الحاد تماماً، وذلك عبر إنتاج لقاح يعمل عند اقترانه مع العلاج الكيميائي، وتمت تجربته بنجاح على فئران التجارب، وحملت دراسة نُشرت أول من أمس في دورية «نيتشر بيوميديكال إنجينيرينغ» نتائج هذه التجربة.
ويقول نيسارج شاه من كلية جون بولسون للهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة هارفارد والباحث المشارك بالدراسة في تقرير نشره موقع الجامعة الإلكتروني بالتزامن مع نشرها: «لقد طوّرنا سابقاً لقاحات سرطانية ضد الأورام الصلبة، وكنا مهتمين بمعرفة ما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستكون فعّالة أيضاً في علاج سرطان الدم النخاعي الحاد».
ويتابع: «تعطينا النتائج الواعدة لمزج هذا اللقاح مع العلاج الكيميائي في فئران التجارب، مؤشرات قوية لإمكانية ترجمة ذلك قريباً إلى لقاحات بشرية».
ومثل اللقاحات الأخرى، فإن لقاح سرطان الدم يدرب الجهاز المناعي للجسم على التعرف على الغزاة، وفي هذه الحالة يكون هدفه خلايا السرطان بحيث يمكنه شن هجوم فعّال عندما يظهر هؤلاء الغزاة، وهو مصنوع من مادتين هما البولي إيثيلين جليكول وحمض ألجينيك، وتم ربطهما معاً مع مادتين كيميائيتين هما «عامل منبه لمستعمرات المحببات والبلاعم (GM – CSF)»، و«أوليغوديوكسينوكليوتيدات (CpG ODN)»، ووظيفتهما جذب الخلايا الجذعية وتنشيطها، إلى جانب مضادات خاصة بخلايا سرطان الدم النخاعي الحاد، مثل محتويات من خلايا السرطان الميتة، وعند تناول اللقاح تتناول الخلايا الجذعية المنشطة المضادات من موقع اللقاح وتقدمها للخلايا التائية، مما يدفعها للبحث عن خلايا السرطان وتدميرها.
ويقول ديفيد موني، الباحث الرئيسي بالدراسة: «عندما حقنّا اللقاح تحت جلد الفئران السليمة رأينا أنه أدى إلى وجود عدد أكبر بكثير من الخلايا التائية المناعية المنشَّطة.