فقد اشتريا نسخة من الإنجيل، ووضعا عليه غلافاً للقرآن الكريم، ثم نزلا إلى الشارع، وقرآ مقاطع من الإنجيل للناس على أنها من القرآن، وحينما سألاهم عن آرائهم المبدئية، اتهم بعضهم المسلمين بأنهم يحاولون إجبار غيرهم على اعتناق ما يؤمنون به.
وعندما سأل الشابان المارة عن الاختلافات بين الإنجيل والقرآن، أجابوا أن القرآن هو أكثر عدوانية بكثير حسب الآيات التي سمعوها، ثم كانت المفاجأة لهم أنهما كانا يقرآن من الإنجيل وليس من القرآن الكريم.
وبعد معرفة الناس بالحقيقة علّق المارة بعبارات من نوع: بالطبع سمعت حكايات الكتاب المقدس حين كنت صغيرة وذهبت إلى مدرسة مسيحية، لكن لم تكن لديً فكرة أن هذه الأشياء الرهيبة موجودة في الكتاب المقدس.
مع الشديد من الأسف أن المنظمات (الإرهابية) التي تدعي الإسلام زوراً وبهتاناً، هي التي شوهت صورته عند ملايين السذج من شعوب العالم – وهؤلاء السذج هم من نطلق عليهم بلهجتنا: أنهم (يطيرون بالعجّة)، ولم يقرأوا أن الإسلام هو دين الرحمة والمحبة والأواصر الإنسانية.
***
مسلم هندي مسكين قتله متجمهرون غاضبون أمام أفراد عائلته بسبب تناوله شريحة لحم البقر وقتلوه ركلاً ورجماً بالحجارة، واتضح بعد الإعلان عن نتائج البحث الجنائي والمشرحي عما تحتويه ثلاجته ومعدته، فوجدوا أنه لم يكن يأكل في الحقيقة سوى شريحة من لحم الماعز.
وكانت الشرطة الهندية اتهمت 15 رجلاً بمهاجمة منزل محمد أخلاق، في حي لا تقطن فيه إلا عائلتان مسلمتان وسط أكثر من 6000 عائلة هندوسية الديانة بمحافظة (لوتار براديش) على حد ما كتبت عنه الصحف الهندية.
***
هل تصدقون أن هناك كرسي حمام – أعزكم الله – مغلف بالذهب، عُرض للبيع بثمن 6 ملايين دولار، كما عُرضت أيضاً مكنسة كهربائية مطلية بالذهب عيار 24، وتقدر قيمتها بمليون دولار فقط؟! نعم صدقوا فقد اشترتهما جهة مجهولة لم يفصحوا عن هويتها.
ولا أدري ماذا أقول! ولا أدري كذلك هل تلك المكنسة هي وظيفتها أن تلتقط حبّات اللؤلؤ وفصوص الماس؟!
هل ألطم، أم (أتلايط)؟!
سمير عطا الله:فيضان العدالة والصدق
باستثناء سد النهضة الذي قد يتفجّر إلى فيضان مريع، لا شيء يُشغل العالم الآن مثل الخوف من فيضان لبنان. من لقاءات الفاتيكان، إلى زيارة سفيرتي فرنسا وأميركا في بيروت إلى الرياض في سابقة دبلوماسية عاجلة، إلى المحاولات السياسية الدولية، بما فيها روسيا، إلى مجلس الأمن، إلى الجامعة العربية، إلى سائر الأمم والملحقات، إلا لبنان نفسه.
لبنان يريد شيئاً واحداً هو أعز ما عنده: السيادة. ورحم الله يوسف بك وهبي الذي نقل عن المسرحي الفرنسي مارسيل بانيول، تلك الجملة المزلزلة حتى اليوم: شرف البنت يا هانم زي عود الكبريت، ما يتولعشِ غير مرة واحدة.
انطلاقاً من هذا المبدأ السيادي الراسخ كان أول رد فعل للرئيس ميشال عون على انفجار مرفأ بيروت، الثالث قوة في التاريخ، رفض أي تحقيق دولي في مقتل 220 شخصاً وجرح 6 آلاف، وتشريد 300 ألف. مسخ وجه بيروت وذلك بداعي أن العدالة الدولية بطيئة، في حين أن العدالة اللبنانية لا ينافسها بلد في الكون، في حل عدد جرائم عود الكبريت، بينها اغتيال رئيس جمهورية، ورئيس وزراء ونواب. العدالة اللبنانية بالمرصاد.
الشهر المقبل يمر عام على انفجار مرفأ بيروت الذي اُوكِل إلى العدالة اللبنانية. وعام على استقالة حكومة حسان دياب التي تشبه لوحة فسيفساء صامتة، وعام على تكليف سعد الحريري تشكيل حكومة أخرى. و75 عاماً على استقلال لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، في اللغة الرسمية.
وهل تعرف جنابك ما هو أهم حدث في كل ذلك؟ سوف تقول إنني مصاب بوسواس اسمه جبران باسيل. وكم أنت على حق. لأن المشار إليه وقف أمس متأملاً ما جرى لبلده وتطلع إلى اللبنانيين في عيونهم وقال لجريدة رصينة مثل «النهار»، عمرها نحو مائة عام وأربعة أجيال من عائلة واحدة في الصحافة والسياسة والحكم، قال هذا الرجل بعد عام من منع تشكيل الحكومة «يحزننا جداً أن يعتذر (الحريري)، ونحن قمنا بكل شيء كي تنجح عملية التشكيل». تكاد تشعر وأنت تقرأ أن الرجل سوف يعفي لبنان في هذه اللحظات الخطرة والكئيبة من «أناه» الكابوسية، لكنه يتذكرها سريعاً: «وأنا (أي هو، جبران باسيل) جاهز، كما في السابق، للنقاش في كل الأمور».
لا يكشف باسيل بأي صفة يخاطب مواطنيه ومواطني العالم، وأهل الأرض الذين تبلغهم منظمة اليونيسكو، أن 30 في المائة من أطفال لبنان، ينامون كل ليلة من دون عشاء.
جبران باسيل مستعد للنقاش. هذا أسعد نبأ سمعته الجمهورية اللبنانية منذ قيامها قبل مائة عام. قرن كامل من السيادة والعدالة وغيرة جبران باسيل على سعد الحريري!