وصف باحثون من معهد «ماكس بلانك» لعلم الأحياء التنموي في توبنغن بألمانيا، سلالة من عشب البحر العملاق تنتمي إلى الذكور من الناحية الوراثية، لكن تعرض سمات نمطية للإناث، وتم الإعلان عنها أول من أمس في دورية علم النبات الجديد «نيو فيتولوجيست».
ويمكن أن يكون عشب البحر العملاق ذكرا أو أنثى، مثل معظم الحيوانات والعديد من النباتات، وتتكون دورته التناسلية من مرحلتين متميزتين، وهي الطحالب البوغية، وتشكل غابات شاسعة تحت الماء وهي موطن للعديد من الكائنات البحرية، وتمتلك النباتات البوغية لعشب البحر العملاق كلا من الكروموسومات الجنسية للإناث والذكور في كل خلية، تسمى U وV.
وفي المرحلة اللاحقة من الطور المشيجي يبدأ التمايز الجنسي، فترث الإناث كروموسوم U، وتكون ذات بنية صفراء مخضرة أو ذهبية أو بنية وذات شكل دائري أو بيضاوي، أما الذكور فتمتلك كروموسوم V، وتتطور إلى خصائص ذكورية، وتصبح شاحبة أو مزرقة، وذات بنى خيطية.
لكن باحثي معهد «ماكس بلانك» ومعاونيهم الدوليين نجحوا مؤخرا في تحديد ووصف سلالة مختلفة من عشب البحر متحولة جنسيا، حيث تملك الكروموسوم الذكري V، لكنها تظهر سمات نمطية أنثوية، ولكن التحول الأنثوي بهذه السلالة الذكرية غير مكتمل، لأن الأمشاج لهذا الذكر المؤنث غير قادرة على إنتاج الفرمونات الجنسية.
ولم يكتف الفريق البحثي بوصف السلالة الغريبة، لكنه قدم تفسيرا لما حدث بها، حيث ذهب إلى أن المهم في التطور الجنسي ليس فقط الجينات القليلة نسبياً في المناطق الخاصة بـالكرموسوم U وV، لكن أيضاً الجينات الأخرى «الجينات الصبغية الموجودة في الكروموسومات المشتركة بين الأفراد الذكور والإناث على حد سواء».
تقول سوزانا كويلو، المؤلفة الرئيسية للدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد بالتزامن مع نشر الدراسة: «عدد مرات نسخ هذه الجينات من الحمض النووي إلى الحمض النووي الريبي (RNA) أمر بالغ الأهمية لمعرفة ما إذا كان عشب البحر يظهر كذكر أو أنثى، وفي عشب البحر العملاق المتحول جنسياً، كانت أنماط التعبير الجيني هذه مؤنثة وغير ذكورية، وساعدنا تحليلها على فهم الدور الذي تلعبه الجينات الصبغية والجينات الخاصة بـU أو V في التطور الجنسي».