كوحدات استشعار تدخل في شتى مجالات القياس والبحث العلمي، يؤكد الباحثون أنه من الممكن الاستفادة من تقنيات شاشات اللمس الخاصة بالمليارات من أجهزة الهواتف المحمول والكومبيوترات اللوحية التي تستخدم في مختلف أنحاء العالم في هذا الموضوع.
وكان قد أثبت فريق بحثي من جامعة كامبردج البريطانية إمكانية استخدام شاشة لمس تقليدية للتعرف على ملوثات التربة أو مياه الشرب عن طريق وضع عينات من المياه أو التربة على سطح الشاشة، حسب وكالة الأنباء الألمانية. ومن خلال تقنية جديدة، نجحت شاشات اللمس في الوصول إلى نفس نتائج الأجهزة المعملية التي تستخدم في الغرض نفسه، وهو ما يؤكد إمكانية استغلال هذه الشاشات كوسيلة رخيصة وفعالة لدراسة تلوث التربة والمياه.
وتعمل شاشات اللمس عن طريق شبكة من الأقطاب الكهربائية المثبتة على سطحها، وعندما يعترض طرف أصبع المستخدم المجالات الكهربائية لهذه الأقطاب، يقوم الهاتف تلقائياً بتسجيل هذا التغيير وتحويله إلى إشارة.
ونقل الموقع الإلكتروني «فيز دوت أورج» المتخصص في التكنولوجيا عن الباحث رومان ديلي من معهد كامبردج للتصنيع، وهو رئيس فريق الدراسة، قوله «كنا نريد معرفة ما إذا كان من الممكن التفاعل مع هذه التقنية بصورة مختلفة دون الحاجة لإدخال تغييرات جذرية على الشاشة». وأوضح قائلاً: «بدلاً من تفسير الإشارة القادمة من أصبع المستخدم، تستطيع الشاشة قراءة الكهارل الموجودة في التربة أو المياه، نظراً لأن هذه الأيونات تتفاعل أيضاً مع المجالات الكهربائية».
ووضع فريق الدراسة قطرات من سوائل مختلفة على أسطح شاشات اللمس مع قياس التغييرات في السعة الكهربائية التي تطرأ على هذه الشاشات، وقام الفريق بتسجيل النتائج الخاصة بكل قطرة باستخدام برنامج تقليدي لاختبار شاشات الهواتف. وتبين أن الأيونات الموجودة في السوائل تتفاعل بشكل مختلف مع المجالات الكهربائية الخاصة بالشاشة، اعتماداً على تركيز الأيوانات ومقدار الشحنات الكهربائية التي تحملها
«فيسبوك» تعمل على «كون» يمزج الحقيقي بالافتراضي
شكلت «فيسبوك» فريقاً يتولى العمل على إنشاء ما يسمى «ميتافيرس» أو «الكون الماورائي»، حيث يمتزج فيه العالمان الحقيقي والافتراضي إلى حد الاندماج، وهي رؤية نابعة من الخيال العلمي قائمة في مجال ألعاب الفيديو. واعتبر مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربيرغ أن الـ«ميتافيرس» يمثّل مستقبل هذه الشبكة الاجتماعية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي مقابلة مع موقع «ذي فيرج» الأسبوع الماضي، قال زوكربيرغ: «آمل في أن ينظر الناس إلينا في غضون خمس سنوات (…) كشركة (ميتافيرس) قبل كل شيء». وسيتولى هذه المهمة قسم الواقع الافتراضي والواقع المعزز «فيسبوك رياليتي لابس» الذي يديره أندرو بوسوورث، وهو الوحدة المسؤولة راهناً عن خوذ «أوكولوس» المستخدمة خصيصاً لأغراض ترفيهية… حتى الآن. واستعانت «فيسبوك» بأشخاص يعملون في تطبيق «إنستغرام» وفي قسم ألعاب الفيديو «فيسبوك غيمينغ» وفي «أوكولوس». وكتب زوكربيرغ على حسابه الشخصي عبر «فيسبوك» الاثنين: «لتحقيق رؤيتنا للميتافيرس، نحتاج إلى بناء النسيج الرابط بين (مختلف) المساحات الرقمية بغية تجاوز القيود المادية وإتاحة التنقل بينها بسهولة التنقل بين الغرف في المنزل». وأضاف أن «الميزة الرئيسية للـ(ميتافيرس) ستتمثل في الوجود – الشعور بالوجود فعلاً مع الناس – وتعمل (فيسبوك رياليتي لابس) منذ سنوات على ابتكار منتجات توفر حضوراً في مساحات رقمية مختلفة». والـ«ميتافيرس» مفهوم طوره نيل ستيفنسون في رواية الخيال العلمي «الساموراي الاقتراضي» عام 1992، وهو عبارة عن فضاء إلكتروني موازٍ للواقع المادي، يستطيع المستخدمون التلاقي فيه بهدف التفاعل أو المناقشة أو حتى الترفيه، ويتخذون لذلك شكل صور رمزية تمثلهم، أو ما يعرف بالـ«أفاتار».
وأقامت بعض ألعاب الفيديو «أكواناً ماورائية» محدودة الحجم للاعبيها، ومنها منصة «روبلوكس» التي تضم عدداً كبيراً من الألعاب التي يبتكرها الصغار والمراهقون، ولعبة «فورتنايت» التي يبلغ عدد مستخدميها 350 مليوناً.
وعلى سبيل المثال، أقيمت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، سلسلة من خمس حفلات موسيقية افتراضية ظهر خلالها مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت عبر «فورتنايت» على شكل صورة رمزية، وتابعها أكثر من 12 مليون مستخدم.
وشرح زوكربيرغ أن الشاشات والصور المجسمة وخوذ الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز يُفترض أن تتيح تدريجياً «تحركات» من الأكوان الافتراضية إلى الأماكن الفعلية، أشبه بـ«النقل مِن بُعد». واعتبر زوكربيرغ في حديثه إلى «ذي فيرج» أن الـ«ميتافيرس» بمثابة «خليفة» استخدام الإنترنت بواسطة الأجهزة الجوّالة.