أثبت باحثون بريطانيون أن الزرافات مساوية في الواقع للفيلة في عاداتهم المعقدة، حيث تشتهر الفيلة بسلوكياتها الاجتماعية الظاهرة للغاية وإحساسها القوي فيما يتعلق بالعائلة. وكانت قد، أظهرت دراسة نشرتها جامعة بريستول مؤخراً أن الهيكل الاجتماعي لهذه الحيوانات العملاقة الآكلة للعشب هو في الواقع أكثر تعقيداً بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
وذكرت الدراسة أن الشبكة الاجتماعية للزرافات تتسم بوجود روابط قوية بين الإناث وذريتهن حتى بعد مرحلة الإنجاب، حيث تساعد «جدة الزرافات» في رعاية الزرافات الأصغر بجيلين، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويقول المؤلفون إن اكتشاف وجود ارتباطات هيكلية معقدة ومتعددة الطبقات يتناقض مع الاعتقاد القائم منذ زمن بعيد بأن الزرافات ليس لها بنية اجتماعية. وتقول زو ميلر، المؤلفة المشاركة للدراسة المنشورة في المجلة البريطانية «مامل ريفيو»: «إنه لمن المدهش أن مثل هذه الأنواع الأفريقية الشهيرة والعملاقة والجذابة كان هناك سوء فهم لها لفترة طويلة».
وأعربت ميلر عن أملها في أن يساعد عملها في إعادة تشكيل صورة للزرافة بصفتها مخلوقاً ذكياً واجتماعياً، وبذلك تساهم في بقائها على المدى الطويل. ووفقاً للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة فقد انخفض عدد الزرافات بنسبة تصل إلى 40 في المائة خلال الثلاثين عاماً الماضية. وفي المجموع، هناك أقل من 70 ألف زرافة من جميع أنواعها موجودة في البرية – وأن أعدادها آخذة في الانخفاض. ولذلك قامت المنظمة برفع مستوى التهديد الذي تتعرض له تلك المجترات العملاقة من «معرض لخطر الانقراض» إلى «قريب من خطر الانقراض» في عام 2016.
«ناسا» تبحث عن متحمسين للعيش في المريخ
تبحث وكالة «ناسا» عن «أفراد متحمسين للغاية» للعيش في موائل محاكية لسطح المريخ مطبوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، بينما تستعد لإرسال البشر إلى الكوكب الأحمر في عام 2037. وقالت الوكالة إنها تبحث عن عدد محدود من الرجال والنساء الجيدين لمساعدتها في تحقيق تقدم في خطتها لإرسال البشر إلى المريخ بحلول عام 2037.
وتسعى وكالة الفضاء الأميركية إلى «أفراد متحمسين للغاية» للمشاركة في محاكاة لسطح المريخ على مدار عام، حيث سوف يعيشون في وحدة بمساحة 1700 قدم مربع مطبوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد من إنتاج شركة «أيكون» وتحمل اسم «مارس ديون ألفا»، حسب صحيفة (الديلي ميل) البريطانية.
ويتكون البرنامج من ثلاث محاكيات، حيث تبدأ الأولى في 2022، وسوف تضم كل محاكية أربعة أعضاء من الطاقم يقضون 365 يوما معزولين تماما في الموائل الصغيرة المحاكية للكوكب الأحمر.
وقالت وكالة «ناسا» في الإعلان بأن الموطن سيحاكي تحديات البعثة على المريخ، بما في ذلك محدودية الموارد، وفشل المعدات، وتأخر الاتصالات، وغيرها من عوامل الإجهاد البيئية.
‘قد تشتمل مهام الطاقم على محاكاة السير في الفضاء، وإجراء الأبحاث العلمية، واستخدام الواقع الافتراضي، وعناصر التحكم الروبوتية، وتبادل الاتصالات. وسوف توفر النتائج بيانات علمية مهمة للتحقق من الأنظمة وتطوير الحلول. ويفتح باب الاشتراك اليوم ويستمر حتى 12 سبتمبر (أيلول) 2021.
ويجب أن يكون الأشخاص المهتمون بالمشاركة من سن 30 إلى 55 سنة، وأن يكونوا حاصلين على درجة الماجستير في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ولديهم على الأقل سنتان من الخبرة المهنية ذات الصلة.
وسوف يتعين على الأفراد اجتياز تجربة محاكاة الطيران الملاحي طويل الأمد لوكالة ناسا، كما يشترط عليهم الحصول على تلقيح ضد فيروس كورونا، كما يقول موقع الاشتراك على الإنترنت. لكنهم لن ينتهي بهم المطاف بالذهاب إلى الكوكب الأحمر الحقيقي عندما تبدأ المهمة الحقيقية، حيث إن هذا الشرف محفوظ لرواد الفضاء المدربين على أعلى مستوى.
وسوف تبنى هذه الموائل في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا في هيوستن بولاية تكساس، وسوف يشتمل على محطات عمل، ومنشآت طبية، ومكان لزراعة الغذاء. وتهدف هذه البعثات إلى تقديم معلومات ومعطيات قيمة لتقييم نظام ناسا للغذاء الفضائي، فضلا عن النتائج المتعلقة بالصحة البدنية والسلوكية والأداء في البعثات الفضائية المقبلة.
اكتشاف كوكب يفوق الأرض حجماً بـ3 مرات
باستخدام القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (تيس)، التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، اكتشف فريق دولي من علماء الفلك كوكبا خارجيا جديدا يشبه كوكب نبتون، ويدور حول نجم قزم من النوع (M)، وأكبر بثلاث مرات تقريباً من الأرض، وتمت تسميته بـ(TOI – 2406 b).
ويجري القمر الصناعي «تيس» مسحاً لحوالي 200 ألف من ألمع النجوم بالقرب من الشمس بهدف العثور على الكواكب الخارجية العابرة، وحتى الآن حدد أكثر من 4 آلاف و400 من الكواكب الخارجية المرشحة، وتم تأكيد 144 منها حتى الآن.
ولاحظ (تيس) عامي 2018 و2020، النجم (TOI – 2406)، مما أدى إلى اكتشاف إشارة عبور في منحنى الضوء لهذا النجم، وتم تأكيد الطبيعة الكوكبية لهذه الإشارة من خلال متابعة الرصد الضوئي والطيفي باستخدام تلسكوبات أرضية مختلفة، وتم الإعلان عن ذلك في دراسة قادها عالم الفلك روبرت ويلز من جامعة برن في سويسرا، ونشرت في موقع ما قبل نشر الأبحاث (arXiv).
ويقول ويلز في تقرير نشرته أول من أمس شبكة «ساينس إكس نيتورك»، إن نصف قطر الكوكب المكتشف حديثا حوالي 2.94 نصف قطر الأرض، وتظهر البيانات أن الكوكب الخارجي يدور حول نجمه الأصلي كل 3.07 يوم على مسافة حوالي 0.023 وحدة فلكية منه، ويقدر علماء الفلك أن كتلته المتوقعة تبلغ حوالي 9.1 كتلة أرضية، وهو أكبر كوكب شبيه بنبتون معروف حتى الآن.
ويوضح أن النجم الذي يدور حوله الكوكب فقير بالمعادن، ويقع على بعد حوالي 182 سنة ضوئية من الأرض، ويبلغ نصف قطره 0.2 نصف قطر شمسي وتقدر كتلته بحوالي 0.16 كتلة شمسية، وتبلغ درجة الحرارة الفعالة لهذا النجم حوالي 3100 كلفن.
وهذه الخصائص تكشف عن غرابة هذا النظام الكوكبي، حيث إن المعدن المنخفض للنجم والحجم الكبير نسبياً نتيجة غير عادية لتشكيل الكوكب، كما يؤكد ويلز.
ويضيف: «وجود كوكب فرعي كبير يشبه نبتون يدور حول نجم منخفض الكتلة من القرص السميك، يعد تحدياً لنموذج تشكيل الكواكب، والذي لا يظهر فيه عادة كواكب كبيرة تدور حول نجوم متأخرة فقيرة بالمعادن».