للمشاركة في تجمع لحوريات البحر في ولاية فيرجينيا الأميركية، ارتدى مئات الأشخاص في الأيام الماضية ذيل سمكة ووضعوا إكسسوارات ملونة. ويؤكد منظمو الحدث بأنه الأكبر من نوعه في العالم ويستقطب المولعين بهذا العالم من مختلف المجالات.
وأقيم الحدث المسمى «ميرماجيك» في مدينة ماناساس بين الجمعة والأحد، وهو «مفتوح حقاً للجميع، إذ من غير الضروري السباحة أو أن يكون للمرء ذيل ليصبح حورية بحر»، على ما أوضحت مورغانا ألبا إحدى مؤسسي الحدث. وأضافت: «أساطير حوريات البحر موجودة في كل المجتمعات عبر التاريخ».
ولممارسة هذه الهواية، يتعين إنفاق مبالغ كبيرة، إذ إن الكثير من حوريات البحر يدفعن آلاف الدولارات على الملابس الملونة والفاخرة، وهي أموال تُنفق غالباً على ذيول مصنوعة خصيصاً من السيليكون أو النسيج. داخل المعرض، بيعت الملابس بالكامل، من الذيول وصولاً إلى إكسسوارات الزخرفة مثل أغطية الرأس أو الخواتم أو الملابس الملونة. وقالت ياسمين غلوفر لوكالة الصحافة الفرنسية: «من الواضح أنها ليست هواية رخيصة»، إذ يراوح سعر الذيل الذي وضعته في الحدث بين «2000 و3000 دولار على الأرجح». وتضاف إلى ذلك المصاريف المتعلقة بشهادة الإنقاذ البحري والغوص الحر «للتأكد من سلامة» الأشخاص المشاركين.
وفي ساعات الظهر، داخل مركز النشاطات المائية، نزلت مئات حوريات البحر بجوار حوض السباحة الكبير لالتقاط صورة جماعية والسباحة في المياه المفتوحة.
وبينما شارك كثر في هذا النشاط من أجل المتعة فقط، جاء آخرون بروح المنافسة بهدف تجربة حظهم في مسابقة ملكة جمال حوريات البحر في الولايات المتحدة.
وتقول هانا سايورد المشاركة في الحدث: «هذا مذهل حقاً»، مضيفة: «كان الناس يؤمنون بحوريات البحر والآن، علمياً، لم يعودوا يعتقدون بوجودها. لكن الأشخاص الذين لديهم حلم وإرادة جعلوا حوريات البحر حقيقة».
أخبار ذات صلة
الجفاف يهدد مزارع كاليفورنيا التي تُطعم أميركا
فيما تعاني المنطقة موجة جفاف قد تهدد الإمدادات الغذائية الأميركية، تحول البحث عن المياه إلى هوس في وديان وسط كاليفورنيا. وشاهد سكان المنطقة بحزن تحول الحقول الخضراء إلى سهول مغبرة بنية، ولم يتبق إلا أشجار ذابلة ونباتات ميتة ومزارعون غاضبون. وشهد جزء كبير من ولاية كاليفورنيا وغرب الولايات المتحدة مواسم أمطار كانت خلالها المتساقطات أقل من المعتاد وكان الشتاء جافاً. وخشية عدم توافر مياه كافية لسكان المدن أو الحياة البرية، قطعت سلطات الولاية والسلطات المحلية الإمدادات عن المزارع بشكل مفاجئ ما أثار الغضب والذعر.
على طول الطرق بين المزارع الرئيسية، تظهر لوحات إعلانية في كل مكان تحض على «توفير مياه كاليفورنيا» متهمة السلطات «بإلقاء (…) مياهنا في المحيط».
ويشتكي المزارعون من أن الحاكم الديمقراطي للولاية غافين نيوسوم، يخنقهم بمجموعة من القيود غيرالضرورية ما يجعلهم غير قادرين على تأدية دورهم المعتاد المتمثل في إمداد متاجر السوبر ماركت الأميركية.
وقال نيك فوليو، 28 عاماً، وهو مزارع أباً عن جد لوكالة الصحافة الفرنسية: «جفت اثنتان من آباري الأسبوع الماضي» مضيفاً أن لديه «800 هكتار من البرسيم الحجازي بدأت تجف». وأعرب فوليو فيما يقف في حقل مغبر قرب فريسنو، عن قلقه قائلاً إنه «مع وجود أجندة سياسية خاطئة، فإننا ببساطة سنجوع وقد نجوّع بقية العالم».
ولا يبدو أن سلطات كاليفورنيا تسمع هذه الرسالة. وكرد فعل على العلامات الرهيبة لتفاقم أزمة المناخ، أصدرت قوانين طوارئ جديدة الأسبوع الماضي لمنع الآلاف من الناس، خصوصاً المزارعين، من تحويل مجاري المياه أو الأنهار.
وقالت جينين جونز مديرة إدارة الموارد المائية في كاليفورنيا: «في عام لا تمطر فيه الطبيعة، لن يكون هناك مياه لهم». عندما تقطع السلطات إمدادات المياه، يجد المزارعون أنفسهم مجبرين على الاعتماد على آبار محفورة في أعماق الأرض بكلفة باهظة تصل إلى آلاف الدولارات. وهم يسحبون المياه الجوفية من طبقات سطحية يبلغ عمقها مئات الأقدام. لكنها في النهاية، ستجف أيضاً.
وقالت ليزيت غارسيا التي كانت تعتمد على مياه الآبار لري نصف مزرعتها التي تبلغ مساحتها نحو ثمانية هكتارات «الوضع رهيب جداً». وكانت تنتظر منذ أسابيع وصول خدمة حفر الآبار إلى مزرعتها آملة في العثور لو على إمدادات صغيرة من المياه في أعماق الأرض.