وليد جنبلاط: لا مفر من رفع الدعم
.. وأن جريمة رفع الدعم.. ستخلد الى النوم متأثرة بالنعاس السياسي. كل السلطة بألويتها وأركانها ووزرائها وأخمص رأسها اجتمعت بغطاء مجلس الدفاع الأعلى ذي القرارات السرية.. فظنت أن المجالس العليا بالأمانات لكن بيانا من أربعة أسطر لمصرف لبنان ليلا.. كشف جرائم ارتكبت في وضح النهار وبرفع الأيدي وبلع الألسن. لقد أخبرهم رياض سلامة جهارا ونهارا أنه أقفل مزراب الصرف على الدعم.. وأخطرهم بأن الفيول ما عاد يغرف بمكيول مصرف لبنان فالأموال التي سبق وغطت مشروعات فساد في الدولة على بواخر وسدود وكهرباء منقطعة التيار وصفقات.. انتهى زمنها واذا أردتم المزيد فشرعوا بأنفسكم ولتقر الحكومة جداولها وتطلب الاستدانة من أموال أصبحت محرمة إنتهى البيان بالحبر السري لتبدأ عمليات الاحتيال السياسي ويلجأ الزعماء والوزراء تباعا الى إبداء الصدمة وإعلان الفجيعة وادعاء التأثر بقرار الحاكم.. على اعتبار أن هذا القرار وصل بمفرده وبنزعة انتقامية من رياض سلامة فيما محاضر الأمس لم يجف حبرها من المجلس الأعلى الى الاجتماع الوزاري الأوطى منافقون بشهادة رسمية مزورة.. ومدعو شعبية لم يصدق على ختمها أي مواطن محروق قتلتم اللبنانيين بجريمة رفع دعم وباجتماعين رسميين.. تلاهما اجتماع ثالث في السرايا الحكومية عصر اليوم لتوزيع الاتهامات وتحويل الأزمة إلى لجان.. ومقابر وزارية جماعية من قال إن الشعب مرت عليه مسرحية بهذا الحجم من التمثيل الساقط.. فرئيس الجمهورية ميشال عون كان قلبه بالامس على مصير اللواء طوني صليبا.. أبقى على قرار رفع الدعم سريا.. اطلع على تفاصيله من سلامة وبشهادة شاهدين هما وزيرا المال والطاقة.. ثم صحا صباحا تعلوه الدهشة مستدعيا حاكم مصرف لبنان الى اجتماع عاجل.. ململما لقاء الامس بالهدب.. وحاذفا كل داتا بعبدا ليوم الاربعاء في الحادي عشر من اب وموفدا جبرانه الى مؤتمر صحافي يحمل صفة العجلة.. وفيه “رفس” زعيم التيار قرار الحاكم وأعلن رفضه وغضبه وتشنجه واستياءه، الى ما للعبارات الساقطة من معنى.. وخلص الى تهديد سلامة وتأكيد أنه ليس حاكما للجمهورية وفي هذه النقطة تحديدا أصاب باسيل بدقة، لأن لا حاكم للجمهورية سوى جبران عون باسيل فبأي أداة كذب تختبرون؟ لا تحييد لجهة.. وضمنا حاكم المركزي لكن الاخير كان أشطر في الكشف غير المبكر عن مواد رئاسية حكومية متفجرة .. ففجر بيانه بالجميع وعلى مقياس صدقية النائب اسامة سعد: “لا تصدقوهم.. قرار رفع الدعم مدعوم من كل أطراف السلطة” وربما هو الخيار المر والشر الذي نسمع أنه المستطير.. لكن لو تعاونت الدولة مع المركزي لإدارة مرحلة رفع الدعم تدريجيا لما كنا اليوم ننعى لبنان وشعبه الذي أصبح خارج مدار الحياة لكن حكومة تصريف الأعمال قررت الان فقط.. اللجوء الى التأنيب وسياسة عض الاصابع وبتر الأطراف.. بعد أن ضيعت الوقت الثمين وهي الحكومة التي لا تعمل حتى مع الصدمة.. فيما اجتماعات قصر بعبدا تتبع أسلوب رستم غزالة “تاخد عمرو”.. فتستدعي رياض سلامة تحت سيوف المجلس الأعلى للدفاع كما كان يفعل حاكم لبنان في استدعاءات مكوناتها رؤساء أجهزة الأمن اللبنانية بهدف دس الرسالة في عسل الغداء والنفاق على غاربه من رفع الدعم الى رفع الحصانات.. وصولا حتى تأليف الحكومة ففي اجتماع ثامن بين الرئيسين عون وميقاتي سال نهر من الود.. ورمى القصر بجرعات فايزر حكومية مضادة لوباء التشاؤم اتفاقيات وحقائب وطوائف.. لكن الامور عند الرئيس المكلف ما زالت بخواتيمها وهو بحسب مصادر الجديد سيغتنم الفرصة في الايام المقبلة لاجراء مشاورات ولقاءات مع المرجعيات السياسية المشمولة بالتوزير واذا كانت الخواتيم بعيدة.. فإن الخاتمة السعيدة سجلها أهالي شهداء المرفأ بمنع انعقاد جلسة مجلس النواب اليوم وما ناب النواب الحضور سوى تسجيل أسمائهم مرة جديدة على لوائح العار.. فيما تسرب النائب نهاد المشنوق من وراء الحصانة لتقديم إفادته امام القاضي طارق البيطار.. لكن قاضي التحقيق لن يستجوب أيا من النواب المدعى عليهم إلا بعد رفع الحصانات وأفادت مصادر المشنوق بأنه طلب إلى البيطار الاستماع اليه تحت أي صفة كانت، سواء مدعى عليه أو شاهد.. إلا أن الحصانة وقفت مانعا أمام إجراء المقتضى القانوني.