أفغانستان: لماذا انهارت القوات الحكومية الأفغانية أمام تقدم طالبان؟ – في الغارديان
لا تزال الصحف البريطانية تركز على الأحداث المتسارعة في أفغانستان مع عودة سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور.
ونبدأ عرض الصحف من صحيفة الغارديان وتحليل لمحرر الشؤون الدبلوماسية، باتريك ونتور، بعنوان “حكاية جيشين: لماذا أثبتت القوات الأفغانية أنها لا تضاهي طالبان؟”
ويبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه “لدى طالبان 80 ألف من المقاتلين مقارنة بـ300 ألف و699 جنديا بالاسم يخدمون الحكومة الأفغانية، ومع ذلك فقد تم اجتياح البلاد بأكملها فعليا في غضون أسابيع، بينما استسلم القادة العسكريون دون قتال في غضون ساعات”.
ويضيف قائلا “إنها حكاية جيشين، أحدهما ضعيف التجهيز ولكن لديه دوافع إيديولوجية عالية، والآخر مجهز بشكل جيد من الناحية الشكلية، ولكنه يعتمد على دعم الناتو، وقيادته سيئة وينخرها الفساد”.
ويلفت الكاتب إلى أن هيئة مراقبة الإنفاق على المساعدات الأمريكية في أفغانستان “حذّرت الشهر الماضي من أنه ليس لدى الجيش الأمريكي وسائل كافية، أو لا توجد بالأساس، لمعرفة قدرة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية عند الحاجة للعمل بشكل مستقل عن القوات الأمريكية، على الرغم من إنفاق 88.3 مليار دولار أمريكي على جهود إعادة الإعمار ذات صلة بالأمن في أفغانستان حتى مارس/آذار 2021”.
ويضيف “وجدت الهيئة أن الجيش الأمريكي يبالغ باستمراره في التفاؤل بشأن القدرة العسكرية الأفغانية، على الرغم من عدم وجود دليل موثوق به لإجراء هذا التقييم. وقالت إن رحيل آلاف المتعاقدين الأمريكيين، الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة مع طالبان في عام 2020، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على استدامة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، ولا سيما قدرتها على صيانة الطائرات والمركبات”.
وأشار المقال إلى أن “هيئة الرقابة حذرت مرارا وتكرارا من الآثار المدمرة للفساد داخل القوات الأفغانية التي لم تتمكن من الحفاظ على قوتها واستعدادها القتالي بشكل موثوق”.
ويردف الكاتب “بخصوص 88.3 مليار دولار تم إنفاقها، قالت هيئة الرقابة: السؤال عما إذا كان هذا المال قد أنفق بشكل جيد سيتم الرد عليه في نهاية المطاف من خلال نتيجة القتال على الأرض”.
ويشير الكاتب إلى أنه “من المرجح أن يراجع الكونغرس الأمريكي التحذيرات الواضحة في التقرير لأنه يسعى إلى فهم سبب لماذا انهار الجيش الأفغاني أمام طالبان في غضون أسابيع رغم الإنفاق الضخم على تدريبه، مما ترك السياسيين الغربيين مصدومين ومذهولين”.
وأضاف الكاتب أن التقرير “يثير تساؤلا حول سبب اعتقاد إدارة بايدن أنه من الآمن ترك القوات الأفغانية بمفردها بعد عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة للحصول على أشياء أساسية، بما في ذلك الغطاء الجوي ومساعدات لوجستية ودعم التدريب”.
ويضيف “في غضون ذلك، كان مستوى هجمات طالبان يتزايد. ففي ثلاثة أشهر منذ 29 فبراير/شباط 2020، تاريخ اتفاق الولايات المتحدة وطالبان، كان هناك عدد أكبر بكثير من الهجمات التي شنتها الحركة مقارنة بنفس المدة خلال العام السابق”.
“وهناك مشكلة أخرى تتمثل في مواجهة الحكومة المركزية لأزمة مالية حادة نجمت عن فقدان الإيرادات الجمركية وتراجع تدفقات المساعدات”، بحسب الكاتب.
ويعتبر الكاتب أن “الخوف كان عاملا إضافيا. فمع تحول الزخم لصالح طالبان، وهو ما عززته وسائل التواصل الاجتماعي لطالبان، أصبحت سرعة الأحداث مدفوعة بالخوف من الانتقام وتسوية الحسابات الشخصية تحت غطاء الاستيلاء، لا سيما في مدينة كبيرة مثل كابول”.
وبينما لم تقدم الحكومة الأفغانية أي رواية مقابلة، استمر الانسحاب الأمريكي وبات لا يمكن وقفه، ولا سيما بعد سحب قرابة 90 في المئة من القوات في 5 يوليو/تموز.
وتضمنت عملية الانسحاب 984 شحنة طائرات من طراز C-17 نقلت من أفغانستان، وتم تسليم أكثر من 17 ألف قطعة من المعدات، وتسليم 10 منشآت، بما في ذلك مطار باغرام، إلى وزارة الدفاع الأفغانية، كما يذكر الكاتب.
وقال تقرير “سيغار”، مكتب المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان، إنه “حتى مارس/آذار تم تخصيص 88.3 مليار دولار لإعادة الإعمار المرتبط بالأمن، مقارنة بـ 36 مليار دولار للحكم والتنمية، ومع ذلك فقد اكتشف أن البنتاغون دائما ما وجد أنه صعب للغاية تقييم القدرات القتالة والإدارية للقوات الأفغانية”.
ووجد التقرير أنه منذ عام 2005 كان “الجيش الأمريكي يسعى لتقييم جاهزية القوات التي كانوا يدربونها للمعركة، ولكن بحلول عام 2010 أقر بأن إجراءات المراقبة والتقييم الخاصة به فشلت في قياس جوانب غير ملموسة، مثل القدرة على القيادة ومستوى الفساد”.
وانتقد التقرير اتجاه السياسيين والقادة العسكريين البارزين للبحث عن الأخبار الجيدة، مشيرا إلى أن ذلك كان اتجاها في نقل الأخبار للقيادات الأعلى.
“قرار كارثي”
نتحول إلى مقال افتتاحي في الموقع الإلكتروني لصحيفة الإندبندنت بعنوان “للشعب الأفغاني كل الحق في الاعتقاد بأن بريطانيا، مثل الولايات المتحدة، تدير ظهرها”.
وتقول الصحيفة في مطلع المقال “تسير الأحداث على الأرض في أفغانستان بشكل أسرع مما توقعه أي شخص. التطورات التي يعتقد الخبراء أنها قد تستغرق أسابيع أو شهور تحدث في أيام، بينما تعود البلاد إلى قبضة طالبان، التي تمر بالفعل عبر بوابات كابول”.
وتضيف “يمكن أن يُعزى انهيار السلطات الأفغانية والجيش إلى القرار الكارثي للولايات المتحدة بسحب قواتها بحلول الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر/أيلول الشهر المقبل”.
وتقول إنه مع التركيز على تنفيذ قرارات دونالد ترامب ثم جو بايدن، لم يحدث نقاش سياسي يذكر بشأن ذلك في بريطانيا. وأشارت إلى أنه منذ الانضمام بريطانيا إلى غزو أفغانستان عام 2001، قتل 457 من أفراد الخدمة، وذلك قبل أن تتبع الحكومة خطى الولايات المتحدة في البدء في سحب قواتها.
وتوضح الإندبندنت أنه “من حق الشعب الأفغاني أن يعتقد أن بريطانيا، مثل الولايات المتحدة، تتراجع. يعترف وزراء بريطانيا الآن بأن التهديد الإرهابي للغرب من المتطرفين الإسلاميين الذين قاتلوا إلى جانب طالبان، حقيقي للغاية وقد يجبر بايدن على إعادة القوات إلى أفغانستان في حالة وقوع هجوم آخر على الأراضي الأمريكية”.
وتوضح “ليس لدى (رئيس الوزراء البريطاني بوريس) جونسون أي أساس للاعتقاد بأنه سيتم الحفاظ على مكاسبه الحيوية. لا تثق الحكومة في حفاظ طالبان على سلامة الدبلوماسيين البريطانيين، الذين يتم إجلاؤهم على عجل، فكيف يمكن أن تثق بوعد الجماعة الأصولية بعدم العودة إلى حكم العصور الوسطى الهمجي؟”.
وتستطرد الصحيفة قائلة “يبدو أن بريطانيا استجابت لحلفاء الناتو، مثل فرنسا وألمانيا، بشأن الحفاظ على وجودها في أفغانستان بدون الولايات المتحدة، لكنها قررت أنها لا تستطيع المضي بمفردها. وتسلط هذه الحلقة الضوء على حدود بريطانيا العالمية، دولة تعتمد كليا على أمريكا، دون القدرة على التأثير عليها، وقد عزلت نفسها أيضا عن شركائها الأوروبيين”.
وتنقل الصحيفة عن توم توجندهات، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، وصفه الأحداث الجارية بأنها “بوضوح أكبر كارثة سياسة خارجية منفردة” منذ أزمة السويس عام 1956.
ويخشى توبياس إلوود، الذي يرأس لجنة الدفاع، من هجوم على مستوى 11 سبتمبر/أيلول “كوخزة في وجه التحالف الغربي لإظهار مدى عدم جدوى جهودنا على مدى العقدين الماضيين”، وفق الصحيفة.
وتعتقد الإندبندنت أنه لا يزال بإمكان جونسون “إنقاذ شيء ما من حطام سياسة بريطانيا. ويجب عليه تجاوز تردد وزارة الداخلية الواضح في إرسال إشارة خاطئة حول سياسة اللجوء من خلال الوفاء بالالتزام الأخلاقي للبلاد تجاه حوالى 5000 شخص ساعدوها خلال فترة وجودها في أفغانستان، وحاملي جوازات السفر المزدوجة وعمال الإغاثة والأمن. يجب على الحكومة أن تعكس أي تخفيضات في المساعدات المقدمة إلى الدولة والناجمة عن التخفيض الكارثي البالغ 4 مليارات جنيه إسترليني في ميزانية التنمية الدولية لبريطانيا”.
وتختم الصحيفة “لقد خانت بريطانيا الشعب الأفغاني ذات مرة. وإذا استمر جونسون في محاولة إبقاء رأسه منخفضا على أمل أن تطير معظم الأحجار باتجاه واشنطن، فسوف يفعل ذلك مرة أخرى. ليس هذا الوقت للابتعاد، على حد تعبيره “.
من هم قادة طالبان؟
المقاطع المصورة للمدنيين الأفغان في مطار كابل تهيمن على مواقع التواصل
أظهرت لقطات مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن التطورات الحاصلة في أفغانستان، المدنيين وهم يتشبثون بأحد جوانب طائرة نقل عسكرية أمريكية قبيل إقلاعها من مطار كابول الدولي.
ولم يتثن لبي بي سي التحقق من هذة اللقطات التي ظهر فيها عدد من الأشخاص وقد جلسوا على ما يبدو على حافة الطائرة عند تحركها على المدرج ، بينما كانت الحشود تجري من حولها.
وأشارت تقارير غير مؤكدة لمصرع ما لا يقل عن شخصين إثر سقوطهما وقت الإقلاع.
كما سقط قتلى في وقت سابق في نفس موقع المطار ذاته مع تدفق جموع غفيرة من الأفغان على المطار للفرار من البلاد في فوضى عارمة لم يتضح خلالها ما إذا كان الضحايا قد أصابتهم أعيرة نارية أم أنهم ماتوا جراء حالة التدافع التي حدثت.
حماس ترحب بسيطرة طالبان على كابل
أعربت حركة حماس عن مباركتها “للشعب الأفغاني باندحار الاحتلال الأمريكي عن الأراضي الأفغانية كافة” في إشارة إلى سيطرة حركة طالبان على كابل.
وهنأت الحركة الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة، في بيان لها “حركة طالبان وقيادتها الشجاعة على الانتصار الذي جاء تتويجًا لجهادها الطويل على مدار عشرين عامًا مضت”، على حد تعبير البيان.
وتابعت الحركة في بيانها “وإذ تتمنى الحركة للشعب الأفغاني المسلم وقيادته التوفيق فيما يحقق لأفغانستان وشعبها الوحدة والاستقرار والازدهار، لتؤكد أن زوال الاحتلال الأمريكي وحلفائه، ليثبت بأن مقاومة الشعوب وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني المجاهد موعدها النصر وتحقيق أهدافها في الحرية والعودة بإذن الله”.
مسؤول أمريكي يقول إن بلاده أوقفت مؤقتا عمليات الإجلاء من مطار كابل
قال مسؤول في وزرارة الدفاع الأمريكية إن الولايات المتحدة أوقفت مؤقتا جميع رحلات الإجلاء من كابل، بانتظار إخلاء المطار من الحشود الضخمة، التي تجمعت فيه، وتسببت بفوضى عارمة.
ولم يوضح المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لوكالة رويترز للأنباء كم من الوقت سيتستمر هذا الإجراء.
وكان الآلاف من الأفغان احتشدوا في مطار المدينة الدولي على أمل الفرار من أفغانستان بعد عودة البلاد إلى سيطرة طالبان، وأدت الرغبة المستميتة بالهرب إلى اجتياح العديد منهم المدرجات ومهابط الطائرات حسبما ظهر في مقطع فيديو نشره على تويتر موقع “تولو نيوز” الأخباري الأفغاني وفي صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الصين مستعدة لتطوير علاقات “ودية” مع طالبان
تدرس الحكومات موقفها من السلطة الجديدة في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل وانهيار الحكومة الأفغانية.
وفي ردود الفعل الدولية والإقليمية الأولى أعربت الصين عن استعداد لتطوير علاقات ودية مع حركة طالبان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هوا تشون ينغ، إن بلادها قد احترمت حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره.
في الوقت نفسه فإن روسيا ستقرر ما إذا كانت ستعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة بناء على “سلوكياتها” وعلى ضوء اللقاء الذي يفترض أن يجمع سفيرها لدى كابل مع قادة من حركة طالبان يوم غد الثلاثاء، نقلا عن تصريح المسؤول بوزارة خارجيتها، زامير كابولوف اليوم الإثنين لإذاعة “صدى موسكو”.
وأوضح كابولوف ” إن “سفيرنا على اتصال مع قيادة طالبان وسيجتمع غداً مع المنسق الأمني للحركة” .
يذكر أن السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي ألقى على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمسؤولية عما وصفه بـ”الفشل المخزي للقيادة الأمريكية” في أفغانستان وسط التطورات المتلاحقة الجارية على الأرض بهذا البلد.
ونرشح لكم: أفغانستان: هل يعيد التاريخ الدامي نفسه؟- التايمز
طالبان: سنشكل حكومة تطبق حدود الشريعة الإسلامية وسنضمن حق المرأة في العمل والتعليم
قال متحدث باسم طالبان لبي بي سي إن الحركة تعمل على تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، مشيرا إلى أن طالبان طلبت من مقاتليها عدم التعرض للمدنيين، في الوقت الذي تسعى فيه الحركة لتقديم نفسها للمواطنين الأفغان بصورة أكثر اعتدالا.
ونفى المتحدث باسم الحركة، سهيل شاهين، لمراسلة بي بي سي، يلدا حكيم، في مقابلة على الهواء، أن تكون ثمة نية لدى الحركة لشن هجمات انتقامية على المتعاونين مع الولايات المتحدة من المواطنين الأفغان.
وفي معرض رده على سؤال حول ورود تقارير عن منع مقاتلي الحركة النساء من الدخول إلى مقر الجامعة في مدينة هيرات، قال شاهين إن “سياسة الحركة تضمن حق النساء في العمل والتعليم”، وإن ما يحدث على الأرض قد يكون “حالات فردية”، مشددا على أن من لم يمتثل لتعليمات الحركة من مقاتلي طالبان سينال الجزاء اللازم.
ونفى شاهين ما واجهته به مراسلة بي بي سي حول ورود تقارير عن تردد مقاتلي طالبان على بيوت عدد من المتعاونين مع الولايات المتحدة لترويعهم، بالقول إن “سياستنا لا تشمل شن عمليات انتقامية، ولكن هناك الكثير من الإشاعات المنتشرة لتشويه صورة الحركة”.
وخلال المقابلة، أكد شاهين التزام الحركة بقانون الشريعة الإسلامية، وعزمها تشكيل محاكم، تعين قضاتها حكومة طالبان، لضمان تحقيق العدالة، كما أكد أن الشرطة الدينية التي يُعتزم تشكيلها “ستكون مهمتها مساعدة الناس”.
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت عقوبات المحاكم ستتضمن الرجم وقطع الأيدي والإعدام العلني، قال شاهين إن الحركة ستلتزم بحدود الشريعة الإسلامية، وإن أي عقوبات من هذا النوع ستحددها المحاكم التي تعتزم الحكومة تشكيلها، عقب انتقال السلطة سلميا إلى حكومة طالبان.
وأكد شاهين أن الحركة ستسمح بحرية الصحافة في انتقادها، لكنه أجاب عن سؤال حول ما إذا كانت طالبان ستضمن خروجا آمنا لمن يرغبون في مغادرة البلاد، بالقول إن “المواطنين لا يجب أن يغادروا أفغانستان لأن البلاد في حاجة إليهم.. في حاجة إلى وحدة وطنية لطي صفحة الحرب والعيش في سلام”.
طالبان في كابل: مقاتلو الحركة يجمعون الأسلحة من المدنيين
قال مسؤول في حركة طالبان إن مقاتلي الحركة بدأوا بجمع الأسلحة من المدنيين في العاصمة الأفغانية كابل اليوم الإثنين، لأن الناس لم يعودوا بحاجة إليها من أجل الحماية الشخصية، حسب قولهم.
وقال مسؤول في طالبان “نحن نفهم أن الناس كانوا يحتفظون بالسلاح من أجل سلامتهم الشخصية، يمكنهم الآن أن يشعروا بالأمان. لسنا هنا لإلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء”، كما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
وقال صلاد مولسكين، مدير مجموعة “إم أو بي واي” الإعلامية، وهو أحد سكان كابل، في تغريدة على تويتر إن مقاتلي طالبان جاءوا إلى مبنى شركته للاستفسار عن الأسلحة المخصصة للحراس المسؤولين عن أمن الشركة.
“هل سيكون بمقدورنا السفر مرة أخرى؟”
* حوار فيكاس باندي
بي بي سي نيوز
بدأت زيب حنيفة حياتها المهنية عام 2013 كمستشارة في العلاقات العامة وكاتبة بعد حصولها على شهادتها الجامعية في محافظة بلخ، في شمال أفغانستان.
تتذكر زينب وظيفتها الأولى وكيف أعطتها “جناحين للتحليق” للمرة الأولى بعيدا عن أفغانستان، معتبرة أن سفرها إلى الخارج لأول مرة بمفردها وبالمال الذي ادخرته من عملها كان “لحظة فخر”، ليس لها فحسب بل لأمها أيضا والتي لم تطأ قدماها خارج مسقط رأسها، ولم تبرحه قط.
وقد وصفت السنوات القليلة التي تلت ذلك بأنها كانت رائعة بالنسبة لها، إذ تمت ترقيتها، وتعلمت مهارات جديدة. وتقول “كان الأمر يبدو كما لو أن والدتي تعيش حلمها من خلالي. لكنها اعتادت أن تخشى باستمرار من حدوث ما قد يعكر صفو الحياة، فهي نشأت بين الصراعات. لم أكن أفهمها في ذلك الوقت ولكني أفهمها الآن”.
وكانت حنيفة تخطط لاصطحاب والدتها في أول رحلة خارجية لها عندما تفشى وباء كورونا، والآن هي غير واثقة ما إذا كانت ستسنح الفرصة لهذه السيدة أو لها مرة أخرى للقيام بذلك. وقالت “أنا محطمة. لست متأكدًة مما إذا كنت سأتمكن من العمل أو تحقيق كل ما أردت تحقيقه، وهناك شابات كثيرات مثلي – يشعرن بأن أحلامهن تحطمت، وأن الآمال التي نحملها لأجل مستقبل أفضل تتلاشى سريعا وتتسرب”.
ملحوظة: تم تغيير اسم بطلة القصة الحقيقية لدواعي حماية الهوية
طالبان في كابل: العاصمة الأفغانية تتحول إلى “مدينة أشباح”
اختفت مظاهر الحياة الطبيعية من كابل التي تحولت إلى مدينة أشباح في اليوم الثاني لسيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية وإعلانها النصر، وفقا للتقارير الواردة من هناك.
ويتجلى هذا التحول بوضوح في مركز المدينة المقفر، وقد أغلقت العشرات من محلات السجاد والمجوهرات أبوابها، وكذلك المقاهي الصغيرة في شارع “تشيكين” المزدحم عادة.
ويقول أصحاب الأعمال التجارية إنهم اتخذوا هذه الخطوة لحماية محلاتهم وبضائعهم، كما عبّر بعضهم عن قلقهم بخصوص من الذين سيكونون زبائنهم في المستقبل.
وقال أحد أصحاب المتاجر لرويترز “أنا في حالة صدمة كاملة. دخول طالبان أرعبني، لكن مغادرة الرئيس أشرف غني، وتركنا جميعا في هذا الوضع، هو الأسوأ على الإطلاق”.
وقال عدد من سكان كابل إن الدوائر الحكومية خالية، وكذلك حي السفارات غير البعيد عن مطار كابل والذي أصبح مهجورا بالكامل مع مغادرة الدبلوماسيين وعائلاتهم البلاد.
لكن طالبان تقول إنه سيكون بمقدور الناس استئناف أنشطتهم اليومية قريبا، وأكد أحد قادة الحركة لرويترز إن “الحياة الطبيعية ستستمر وبطريقة أفضل بكثير” مما كانت عليه.
طالبان تقول إنها أجبرت قوات الجيش الأفغاني في قندهار على الاستسلام
قالت حركة طالبان، في بيان، إنها كسرت، أخيرا، مقاومة قوات الجيش الأفغاني الخاصة في مطار قندهار، وأجبرت الآلاف منهم على الاستسلام.
وحاصر مقاتلو طالبان قوات الجيش الأفغاني، على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
وتعد قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، مقرا لقاعدة باغرام الجوية، مركز عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد.
طالبان تقول إن الأمن مستتب في أفغانستان
قال مسؤولون في حركة طالبان اليوم إن الأمن مستتب في أفغانستان، ولم ترد أنباء عن حصول اشتباكات في أي من مناطق البلاد في اليوم التالي لاستيلاء مقاتلي الحركة على العاصمة كابل.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول في الحركة لم يذكر اسمه قوله إن “الوضع سلمي حسب تقاريرنا”.
وانهارت الحكومة المدنية أمس الأحد مع دخول طالبان العاصمة، وفرار الرئيس أشرف غني إلى الخارج، ومحاولة آلاف السكان والأجانب الهروب من البلاد.
عاجلأنباء عن سقوط قتلى أثناء حالة الفوضى في مطار كابل
تفيد الأنباء الواردة من أفغانستان بوقوع عدد من القتلى، في صالة الركاب بمطار كابل الدولي، في ظل حالة من التزاحم والفوضى؛ إثر محاولة مئات الأشخاص دخول المطار بالقوة.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان قولهم إن خمسة أشخاص، على الأقل، قُتلوا ونُقلت جثثهم إلى سيارة خارج المطار، مضيفين أنهم لم يتبينوا ما إذا كان القتلى قد سقطوا بطلقات نارية أم نتيجة للتدافع.
ونقلت الوكالة عن شهود آخرين القول إن عددا من الطائرات غادرت العاصمة الأفغانية.
من جانبها نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن شهود عيان القول إن 3 أشخاص قُتلوا، إثر إطلاق نار في صالة الركاب بمطار كابل، وإنهم رأوا الجثث الملطخة بالدماء ملقاة على الأرض.
ولم يحدد تقرير الصحيفة مصدر إطلاق النار.
وكان مسؤول أمريكي قد قال، في وقت سابق، إن القوات الأمريكية، المسؤولة عن تأمين مطار كابل، أطلقت النار في الهواء لتفريق الحشود.
ما الذي يحدث في مطار كابل؟
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الكثير من الصور والمقاطع المصورة التي تظهر الآلاف من الأفغان في مطار العاصمة كابل.
وشهد المطار حالة من الفوضى عقب سيطرة حركة طالبان على المدينة، وما تبعه من محاولة فرار عدد من السكان.
وأعلنت سلطات المطار إلغاء الرحلات التجارية بسبب حالة الفوضى.
وأعلنت عديد من السفارات نقل موظفيها إلى المطار.
فوضى في مطار كابل
أطلقت قوات أمريكية النار في الهواء داخل مطار كابل مع تدافع آلاف من الأفغان في محاولة للسفر إلى خارج أفغانستان، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.
ونقلت الوكالة عن شاهد عيان قوله “أشعر برعب شديد، إنهم يطلقون النار في الهواء”.
وتظهر العديد من المقاطع المصورة حشود تحاول الوصول إلى الطائرات الموجودة في المطار.
وتفيد تقارير بأن هناك أولوية للرحلات الأمريكية التي ستقل الدبلوماسيين، وهو ما فاقم حالة الفوضى والارتباك.
حامد كرزاي يعرض المساعدة في نقل السلطة
قال الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، إنه تم تشكيل مجلس تنسيق لإدارة نقل السلطة، يتألف منه، ومن عبد الله عبد الله – سياسي كبير يقود مفاوضات السلام مع طالبان – وأمير الحرب السابق، قلب الدين حكمتيار.
كان كرزاي نشر مقطع فيديو وهو يقف مع بناته الثلاث، ويطلب من القوات الحكومية وطالبان حماية الشعب الأفغاني.
وتحدثت خدمة بي بي سي فارسي معه، وقال إن الرئيس غني ترك “فراغًا” بسبب فراره من البلاد وأنه بمجرد أن سمع أن الرئيس غني قد غادر البلاد، اتصل بقادة سابقين لمعرفة ما يمكن القيام به لمنع “الفوضى”.
وأضاف أنه يأمل “أن تتولى الإدارة المقبلة زمام الأمور من خلال إرادة الشعب”.
الحكم على وعود طالبان “سابق لأوانه”
أكد محلل بارز في شؤون جنوب آسيا لمراسل بي بي سي فيكاس باندي أنه من السابق لأوانه الاعتقاد بأن طالبان ستفي بوعودها بعدم الانغماس في الانتقام.
وقال مايكل كوجلمان، نائب مدير مركز ويلسون للأبحاث بواشنطن، إن حركة طالبان في عام 2021 تبدو مختلفة في إستراتيجيتها للعلاقات العامة.
وقال “حقيقة أن لديهم متحدثًا باللغة الإنجليزية لوسائل الإعلام الأجنبية هي علامة واضحة على رغبتهم في أن يتم قبولهم”.
لكنه أضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى توخي الحذر لأن هذه هي الأيام الأولى، “أيضا، يجدر بنا أن نتذكر أننا ما زلنا نتحدث عن جماعة مسلحة وحشية لها ماض دموي”.
وأضاف أنه يتعين الانتظار لمعرفة كيف سيكون رد فعل الدول المختلفة بمجرد أن تبدأ طالبان في إدارة أفغانستان مؤكدا أن العالم سيشهد “تحولا كبيرا في التحالفات الجيوسياسية في المنطقة وخارجها”.
عاجلالخارجية الأمريكية تؤكد نقل موظفي السفارة إلى مطار كابل
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أجلت جميع موظفي سفارتها إلى مجمع في مطار حامد كرزاي.
تقوم الولايات المتحدة بإجلاء أفرادها من المدينة المحاصرة على دفعات. وقد أرسلت حوالي 6000 جندي للمساعدة في عمليات الإجلاء.
وتفيد التقاريربأن جنودا أمريكيين يحرسون محيط المطار وسط أنباء عن إطلاق نار متقطع واشتباكات في أجزاء أخرى من المدينة.
عالم جديد في أفغانستان
مع شروق فجر جديد في أفغانستان، يواجه الشعب الأفغاني صباح الاثنين عالماً جديداً للغاية.
كانت ليلة مظلمة اندفع فيها الآلاف إلى المطار للفرار بينما استسلم الآخرون الذين ليس لديهم سوى خيار الحياة في ظل نظام طالبان الجديد.
أعرب الكثيرون على الإنترنت عن حزنهم بسبب التدهور السريع لديمقراطيتهم الوليدة.
وأعربت العديد من النساء على وجه الخصوص عن خوفهن مما يخبئه المستقبل لهن.