مي خريش: صقرالمافيا وقع بالفخّ والحبل ع الجرّار
بين يومٍ وليلة ضُربَ الاحتكارُ في عُقرِ تخزينِه وخَرجت مِن تحتِ الأرض ومن فوقِها أرتالٌ وأطنانٌ من الموادِّ التي كان مِن شأنِها إنقاذُ أرواحِ الناس أسماءٌ وشخصياتٌ امتهَنت الاحتكارَ عقوداً من الزمن أصبحتِ اليومَ ملعونةً ومشهّرًا بها حتّى وإن تدارت وراءَ تَقواها وعلامةِ الصلاةِ الظاهرةِ على جبينِها فالحجُّ إلى بيتِ اللهِ الحرام لم يكن يوماً لأولادِ الحرام أولئك الذين يتاجرونَ بصِحةِ المرضى ويَنْهَوْنَ عن المُنكر “وسَبِّحْ باسمِ ربِّكَ الذي حَمَد” لكنْ أين كانت كلُّ هذهِ المداهماتِ منذُ أولِ الأزْمةِ إلى اليوم لماذا تأخّرت وِزارةُ الصِّحةِ في ضربِ سوق ٍ وراءَ الشمس؟ سُيحسَبُ لحمد حسَن أنه ضَرب في مَعقِلِ الثنائيِّ الشيعيّ مِن ضِمنِ خَبْطاتِه المعلنة لكنّ المغضوبَ عليهم في التخزين كانوا يمارسونَ أعمالَهم على المَلأِ ويتمتّعونَ بالحَصانةِ السياسيةِ والأمنيةِ والقضائيةِ التي تُخرِجُهم من قلبِ الاتهام إحدى هذه الحالات ما وثّقتْه قناةُ الجديد عامَ ألفينِ وتمانيةَ عشَرَ لدى مخازنِ ومستودعاتِ حسين مشموشي لكنّ أقصى عقوبةٍ تلقّاها المذكور أنّ مستودعاتِه أُقفلت بالشمعِ الأحمر فيما هو شخصياً لم تجرِ محاسبتُه وكفى الله المؤمنين شرَّ القتال فأين المدّعي العامُّ الماليُّ علي ابراهيم من كلِّ هذه ِالارتكابات وكيف له ألا يسطّرَ أيَّ محضَرٍ بحقِّ مجرمٍ بالدواءِ المشهود ومثله الحاج عصام خليفة الذي لا يزالُ من دونِ توقيف أما البطولةُ في التخزين فقد نالها ابراهيم الصقر، حيثُ ضَبَطت شُعبةُ المعلوماتِ نحوَ مِليونَي ليترٍ منَ البنزين في حقلِه النِفْظيّ علماً أنّ الاتهاماتِ كانت قد وُجّهت أيضاً إلى الصقر في منتَصَفِ شهرِ آبَ بعد أن دَهَمَ الجيشُ اللبنانيّ مزعةً قربَ مطار رياق لكنّ الرجلَ لم يَنضَبْ وظلّ يستخدمُ مِنطقةَ زحلة كحقلِ كاريش فهل تجري محاسبةُ الصقر إخوان المُصّدرِة للنِفط أم تنتهي الأزْمةُ بالتراضي بعد نفي الملكية وبياناتُ النفي وإنكارِ العَلاقةِ توالت اليومَ من كلِّ اتّجاه المستقبلُ نفى صلتَه بالمشموشي نقيبُ الصيادلة غسّان الأمين ظَهر أنّه الرّجلُ الذي لا يعلم وصقرُ القوات نَسَبَ المخزونَ الى شقيقِه وعلى الارجح فإنّ المواطنيينَ اللبنانيين العاديين هُم مِن يتحاسبون وحدَهم دونَ سواهم وحسابُهم الأليم يكالُ لهم في الطرقات وعلى أبوابِ محطاتِ الوَقود وفي سِجنِهم أسرى بلادٍ تقطّعت فيها كلُّ السبل ولإدارةِ هذهِ الأزْمةِ ابتكرت السرايا الحكومية غرفةَ عملياتٍ أمنية سياسية مشتركة تشرفُ على توزيعِ الاحتكارِ العادل أما في إدارةِ أزْمةِ التأليف فإنّ المحتكرَ يُشرفُ على المراحلِ الأخيرةِ مِن بعبدا لكنّ تلك المراحلَ قد تأخذُ طريقَ الاعتذار لا اثنين ولا ثلاثاء حَملَ مستجِدًا حكوميًا فيما الرّئيسُ المكلّفُ ينتظرُ وفي جيبِه تشكيلةٌ تقولُ مصادرُه إنها جاهزةٌ معَ قلمِ رصاصٍ ومِمحاة فلدى الرئيس نجيب ميقاتي الانفتاحُ على أيِّ تعديلٍ حكوميّ لا يَمَسُّ المبادىءَ الأساسية ولا يمنحُ فريقَ العهدِ مكوِّناً معطِّلاً غيرَ أنَ الرئيس المكلف قاربَ على الشهرِ الاول من دونِ تأليف وهذا ما سيقودُه الى استعمالِ المِمحاة واعادةِ تركيبِ جدولِ أسعارِه الوزارية قبل اللجوءِ الى الاعتذار.