شعبٌ ” أداروه على القِبلة ” ..صلّى عليه الأئمة ..ومشَحَه الكهنة وعند مفترقِ طريقٍ على محطةِ محروقاتِ كورال رُفِعت صلاةُ الجُمُعة على نيةِ استسقاءِ المحروقات . جموعُ التعبئة .. سَجَدت طلباً لمادةٍ مشتعلةٍ وأمَّها شيخٌ مقطوعٌ مِن الوَقود لكنّه مشحونٌ بالغضب فرأى خطيبُ جُمُعةِ المَحطةِ الشيخ علي الحسين أنَّ سياسيي لبنانَ حوّلوا البلادَ الى سوقٍ سوداءَ وأنّهم لا يكترثونَ إلا لحِصصِهم ومصالحِهم في التشكيلةِ الحكوميةِ الجديدة والحكومةُ أيضًا أُديرَ وجهُها إلى القِبلة حيثُ غابت كلُّ مظاهرِ التأليف وتخفّى الرئيسان المشكلان وراء بيانات الاتهام بالتعطيل .
بلادٌ توفّاها الله لكنّها ستخضعُ غداً لعلاجاتٍ بالوخزِ السوريّ ..حيث يتوجّهُ الى دمشق أرفعُ وفدٍ لبنانيّ وزاريّ منذ عشْرِ سنوات وترأسُه وزيرةُ الخارجيةِ زينة عكر ويضمُّ وزيرَي الطاقةِ والمال ريمون غجر وغازي وزني والمديرَ العامَّ للأمنِ العام ّاللواء عباس ابراهيم الذي سبق ونسّق ترتيباتِ الزيارةِ معَ الدولةِ السورية وسيناقشُ الوفدُ خُطةً سيَجري بموجِبِها توفيرُ كمياتٍ مِن الغازِ المِصريّ للأردنّ في الشبكةِ التي تربِطُ الأردنّ بلبنانَ عبرَ سوريا وهذا ما سيتطلبُ زيارةً يُجريها وزيرُ الطاقةِ الأسبوعَ المقبلَ لعمّان والطاقمُ الوزاريُّ اللبنانيّ حصلَ على موافقةٍ استثنائيةٍ بالزيارةِ مِن رئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال حسان دياب وقد أُبلغ الوزراءُ بها عبرَ السِّفارةِ السوريةِ في بيروتَ التي أعلنت ترحيبَ دمشقَ بالوفدِ اللبنانيِّ القادمِ لبحثِ مسائلَ تتعلّقُ بمجالَي الغازِ والكهرَباء .
منحَ دياب الموافقةَ للعبور ِإلى الدولةِ السورية لكنَّه في المقابل لم يكُن على استعدادٍ لمنحِ الأُذُوناتِ السياسيةِ بعَقدِ أيِّ اجتماعٍ على مستوى مجلسِ الوزراء وذلك لتخوّفِ رئيسِ الحكومةِ مِن إقدامِ رئيسِ الجُمهوريةِ على طرحِ إقالةٍ خماسيةٍ يتصدّرُ أسماءَها حاكمُ مَصرِفِ لبنان رياض سلامة وبمعزلٍ عن أسبابِ منحِ تأشيرةِ الذَّهابِ إلى سوريا فإنّ الوفدَ أصبح حاصلاً على ” فيزا ” أميركيةٍ لطرقِ الأبوابِ السوريةِ وتفعيلِ مشروعٍ سبق أن مهّدت له السّفيرةُ دورثي شيا متخطيةً في بنودِه قانونَ قيصر ولمّا كانت واشنطن قد فَتحت خطوطاً لبنانيةً الى دمشق فهل تتحرّكُ غدًا المشاعرُ السياديةُ لذووي الحِسِّ الوطنيِّ الرافضِ للتعاملِ معَ النظامِ السوريّ؟