فراغٌ وحِداد يتربّعان على مشهدِ أسبوعٍ متضخّمٍ ومهترأ قبلَ افتتاحِه ففي الميزانِ الحكومي اختَفت تشكيلةُ الـ(14) للرئيسِ المكلف قبلَ أن يَبزُغَ نورُها في بعبدا.. ويستعدُ الرئيس نجيب ميقاتي لتكليفِ اللواء عباس ابراهيم تأليفَ الحكومة واستئنافَ وَساطتِه معَ الرئيس ميشال عون بَدْءاً من الغد ومِن حولِ ميقاتي يَطوفُ المستقبل بترسيمِ حدودِ التصعيد ما لم يَتِمَ تشكيلُ الحكومة.. وهو ما عَكسَه النائب هادي حبيش عبْرَ الجديد اليوم معلناً التوجّهَ إلى الاستقالة من مجلسِ النواب واللجوءَ إلى التصعيد في الشارع هو قرارٌ إذا اتُخِذَ فلن يُغيِّرَ في واقعِ الجمودِ شيئاً.. وسيتحوّلُ المستقبل إلى شريكٍ للقوات في الانتخاباتِ المبكّرة وقد استَحدثَ عليها الدكتور سمير جعجع اليوم انتخاباتٍ رئاسيةً مبكّرة.. لأننا نَرفُضُ الرئيسَ الخانعَ الخاضع المساومَ على الأساسيات والثوابت.. ونرفُضُ الرئيسَ الضعيف على حسابِ الدولة ورأى أنّ نتيجةَ رئاسةِ ميشال عون كانت كارثية وصعّدَ جعجع من حِدّةِ هجومِه على رئيسِ الجُمهورية ووصفَه بالقُرصان وفي أخطرِ تأليبٍ ضِمْنَ الطائفةِ الواحدة توجّهَ جعجع إلى إخوانِه الشيعة في لبنان قائلاً لهم: إنّ اللّبنانيينَ في انتظارِكم حتّى تَرفعُوا البِطاقةَ الحمراء في وجهِ كلِّ الممارسات التي يقومُ بها حزبُ الله باسمِكم.. وتَصرُخوا في وجهِه “هيهات مِنّا الذِلّة” وسماحةُ سمير جاءت على توقيتِ رفعِ الراياتِ السُود في الطائفةِ الشيعية وإعلانِ الحِداد الوطني على رحيلِ رئيس المجلس الاسلامي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.. والذي نعاهُ لبنان الرسمي بكلِ أطيافِه السياسية والحِدادُ عامٌ وشامل على كلِ ما في الوطن من مؤسساتٍ ومرافق، واستئنافِ زحمةِ الطوابير وإحياءِ عِظامِ التأليف وهي رَميمُ أما الانبعاثات فهي في خطوطِ أنابيبِ الغاز التي ستَشهدُ على اجتماعٍ رباعي الأسبوعَ المقبل في عمّان وذلكَ بعدما تمّت المراسمُ الأولية في دمشق معَ زيارةِ الوفدِ الوزاري الذي ترأسته وزيرةُ الخارجية والدفاع زينة عكر واليوم أَبلغَ الرئيسُ السوري بشار الاسد وفداً دُرزياً عُلمائياً سياسياً موسعاً أنّ سوريا ستُسهّلُ كلَ ما يَخدِمُ الأشقاءَ اللبنانيين طارحاً فكرةَ إقامةِ مشاريعَ إنتاجيةٍ مشتركة على صعيدِ الطاقة البديلة واستعدادَ بلادِه لوضعِ بعضِ أراضيها الشاسعة في خدمةِ هذه المشاريع ومَسارُ الخطوطِ المفتوحة من دمشق إلى اجتماعاتِ عمّان الأربِعاء وحشدِ مِصرَ والأردن لإعادةِ تشغيلِ خطِ النِفط والغازِ العربي.. كلُ ذلكَ مَردُهُ إلى سفينةٍ واحدة طلبَها حزبُ الله من إيران ولا تزالُ من دونِ مَرسى هي السفينةُ التي حَرّكت واشنطن وأعادت تفعيلَ هِمّةِ العرب.. فخَرقت حِصارين بمَسارٍ واحد: سوريا ولبنان وربما سيكونُ هذا الخط فاتحةً لعودةِ دمشق إلى المجتمع الدولي.