بدمعة وصلاة جمعة.. أدت حكومة نجيب ميقاتي مناسك تأليفها وصدرت مراسيم تشكيلها بعد شهر ونصف على التكليف وبثلث مقنع أو مموه ومبطن أو من دونه فإن النسب ما عادت ذات فائدة ما دام الحكم قد عاد الى السلطة وبالإجماع.. وليس بالثلث وحده هي حكومة بمرجعيات سياسية وأحزاب أعلنت غلبتها على كل ما عداها من محاولات سعت إليها مبادرة ماكرون المدفونة منذ أكثر من عام ومع الإفراج عن التشكيلة وصوغ معادلاتها وحصصها السياسية أنهى العهد وميقاتي عصر التعطيل لتبدأ مرحلة جديدة هدد فيها رئيس الحكومة بطرد كل معطل من الملعب الوزاري ومنذ طلوع فجر الحكومة وطرفا تشكيلها يؤكدان أنها لم تشتمل على الثلث المعطل وهو ما كرره ميقاتي هذا المساء في أول حديث تلفزيوني لمحطة الشرق السعودية وأعلن الرئيس المؤلف أن لبنان في حاجة إلى مهلة شهر لبدء التواصل مع صندوق النقد الدولي من أجل تشريع بعض القوانين قائلا إنه سيعمل على اتفاق مرض مع الصندوق ومن بعبدا وإثر صدور المراسيم كشف ميقاتي عزمه على التوجه إلى الدول العربية وأنه سيدق كل الأبواب طلبا للمساعدة معتبرا أن “الوضع اليوم استثنائي، ومن منا لا يعرف حالة البلد؟ الكبير والصغير و”المقمط بالسرير يعرفها وقال إن حكومته تمثل كل لبنان لا فئات معينة “اللي بدو يعطل، الله معه يطلع برا” فالوقت الان للعمل وليس للجدل السياسي قال ميقاتي خطابه.. بدموع العين.. لكنه ترك قراءة الأسماء الحكومية إلى التطبيق العملي ومسار الميول السياسي تبعا لهوى كل وزير فالجلسات الوزارية التي تبدأ الاثنين بأحرفها الأولى ستظهر مدى اندماج الأسماء بمكوناتها السياسية وما إذا كانت الملائكة تحرسها أو تنطوي على وزير ملك وبخلاف مقاديرها السياسية فإن الحكومة “ضربت فرام” في الطريق الى جهنم وعكس تأثيرها راحة نفسية لليرة حيث تراجع الدولار وتدافع بائعو العملة الخضراء إلى محال الصيرفة قد لا يكون هذا التراجع إلى أمد طويل.. لكنه حصل بضربة تشكيل ومنذ اللحظات الأولى التي رفعت فيها صلاة الجمعة على نية التأليف وفي أول المواقف السياسية كان رئيس الجمهورية ميشال عون وكما وعدنا بجهنم سابقا.. يعد بأننا سنخرج من دائرة النار وسنصعد من الهوة التي نحن فيها لكن كل هذا الكلام المعسول ووعود ميقاتي وعون.. وتأكيد الوزراء الجدد أنهم سيقدمون التضحيات على مذبح الحكومة.. ستبقى كبيع الصكوك في الجنة ما لم يلتزم مجلس الوزراء والعهد والمرجعيات المؤسسة ضمان العمل الجاد على الإصلاح ومحاربة الفساد والاشراف التقني على ادارة الصعود من الهاوية ثم البدء بالإعداد للانتخابات النيابية ليترافق ذلك مع نهوض للقوى المعارضة وشبك قواها لخوض هذا الاستحقاق نحو تغيير فعلي .. وما عدا ذلك .. فإن الحكومة الماثلة أمامنا اليوم لن تختلف عن حكومات “النفاق الوطني” ..والتعايش الطائفي .. التي لا تقوى على إمرار مشروع حراس الأحراش .