عرضت سلطات الاحتلال، مساء السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، الأسرى الأربعة الذين أعيد اعتقالهم على محكمتها؛ لإعادة النظر في مدة اعتقالهم، فيما أظهرت مقاطع مصورة العشرات من أهالي مدينة الناصرة وناشطين قد تجمعوا للهتاف نصرة للأسرى أمام باب المحكمة.
كانت قوات الاحتلال قد تمكنت، ليلة الجمعة، من اعتقال 4 من أصل 6 أسرى تمكنوا من انتزاع حريتهم عبر نفق في سجن جلبوع، شديد التحصين، الإثنين الماضي، بعد أسبوع كامل من تجنيد كافة الأجهزة الأمنية والاستخبارية بحثاً عنهم.
بحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن محكمة الاحتلال ستنظر في تمديد اعتقال الأسرى الأربعة، زكريا الزبيدي (45 عاماً)، ومحمد قاسم عارضة (39 عاماً)، ومحمود عبد الله عارضة (46 عاماً)، ويعقوب محمد قادري (49 عاماً)، بعد إعادة اعتقالهم.
المصادر أكدت أن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح للمحامين بلقاء الأسرى الأربعة، وواصلت اعتقالهم في الجلمة تحت التحقيق.
فيما قال المحامي الموكل بالدفاع عن الأسرى الأربعة، خالد محاجنة، إن “المخابرات الإسرائيلية تخفي كل المعلومات حول الأسرى الذين تم اعتقالهم، فيما تفرض المحكمة حتى هذه اللحظات أمر منع التقاء الأسرى الأربعة بطواقم الدفاع عنهم”.
من جانبها، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، “من إقدام سلطات الاحتلال على التنكيل وتعذيب الأسرى الذين أعادت اعتقالهم”.
هتافات على باب المحكمة
تزامناً مع جلسة المحكمة، ومع وصول الأسرى إليها، تظاهر العشرات من النشطاء والمتضامنين قبالة مبنى المحكمة دعماً للأسرى، وأطلقوا هتافات منددة بإعادة اعتقالهم وأخرى مطالبة بالحرية.
المقاطع المصورة أظهرت العشرات من أهالي الناصرة وناشطين يتمركزون على باب المحكمة، فيما مرت مركبات عسكرية قال ناشطون إنها كانت تقل الأسرى الأربعة وتابعت مسيرها للداخل.
حسب مصادر فلسطينية، فإن عناصر الشرطة الإسرائيلية فرَّقوا احتجاج المتضامنين مع الأسرى بواسطة القنابل.
كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد حاولت ترويج جملة من الإشاعات، قالت فيها إن عائلة فلسطينية من الناصرة هي من أوصلت قوات الاحتلال لأسيرين من الأربعة الذين أعيد اعتقالهم، وهي رواية فندها بشكل قويٍّ ناشطون فلسطينيون.
أسرى نفق الحرية
وما زالت حادثة نجاح ستة أسرى في الفرار عبر نفق من سجن جلبوع المحصن تلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية، في الوقت الذي شددت فيه السلطات الإسرائيلية إجراءاتها على بقية الأسرى في السجون، ما أشعل احتجاجات داخل السجون وخارجها.
أربعة من الأسرى الستة وهم: القيادي بكتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي، وكوادر حركة الجهاد الإسلامي، محمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قدري، ومحمود عبد الله عارضة، أعيد اعتقالهم مساء الجمعة، فيما لايزال الأسيران المحرران مناضل يعقوب نفيعات، وأيهم فؤاد كممجي قيد الحرية.
ومنذ 5 أيام تنصب القوات الإسرائيلية حواجز في كافة أنحاء الضفة الغربية وداخل إسرائيل من الجليل شمالاً وحتى النقب، كما استنفرت كل قواتها الأمنية والاستخباراتية؛ في محاولة للبحث عن الأسرى المحررين.
فيما لا يزال مصير اثنين من الأسرى مجهولاً، تواصل قوات الاحتلال البحث المكثف عنهما، وكانت إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين قد أشعلت غضباً وفعاليات احتجاجية في الأراضي الفلسطينية، فيما حمّلت فصائل المقاومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.
“أي صفقة لن تتم دونهم”.. أبو عبيدة يحيي “أبطال النفق” ويعِدهم وبقية الأسرى بالحرية قريباً من فوق الأرض
قال الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2021، إنه لن تتم أي صفقة تبادل جديدة دون الأسرى الأربعة الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، مطمئناً الأسرى وعائلاتهم بتأكيده صفقة تبادل قريبة.
كانت قوات الاحتلال قد تمكنت ليلة الجمعة من اعتقال 4 من أصل 6 أسرى تمكنوا من انتزاع حريتهم عبر نفق في سجن جلبوع، شديد التحصين، الإثنين الماضي، بعد أسبوع كامل من تجنيد كافة الأجهزة الأمنية والاستخبارية بحثاً عنهم.
أبو عبيدة أشار في كلمة مصورة بُثت على مواقع التواصل، إلى أن “إعادة اعتقال بعض أبطال نفق الحرية لا تحجب حقيقة عملهم المشرف ولا يزيد شعبنا إلا فخراً بصلابة وشجاعة أسراه، كما أظهرت مجدداً هشاشة أمن إسرائيل والعار الذي لحق بها”.
وقال الناطق باسم كتائب القسام: “إذا كان أبطال نفق الحرية قد حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعِدهم ونعِد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض”، مؤكداً أنه لن تتم أي صفقة تبادل جديدة دون الأسرى الأبطال الأربعة الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.
وقال أبو عبيدة: “إذا كان أبطال نفق الحرية قد حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعِدهم ونعِد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض، وسيفتح السجانون لهم أبواب السجن بأنفسهم”.
أسرى نفق الحرية
وما زالت حادثة نجاح ستة أسرى بالفرار عبر نفق من سجن جلبوع المحصن تلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية، في الوقت الذي شددت السلطات الإسرائيلية إجراءاتها على بقية الأسرى في السجون، ما أشعل احتجاجات داخل السجون وخارجها.
الأسرى الستة بينهم القيادي بكتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي، أما البقية فينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، وهم مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله العارضة.
ومنذ 5 أيام تنصب القوات الإسرائيلية حواجز في كافة أنحاء الضفة الغربية وداخل إسرائيل من الجليل شمالاً وحتى النقب، محاولة البحث عن الأسرى المحررين، لتلقي القبض على أربعة منهم ليلة الجمعة.
فيما لا يزال اثنين من الأسرى مصيرهما مجهولاً، فيما تواصل قوات الاحتلال البحث المكثف عنهما، وكانت إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين قد أشعلت غضباً وفعاليات احتجاجية في الأراضي الفلسطينية، فيما حمّلت فصائل المقاومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى
طائرتان خُصصتا لملاحقتهما! فيديو يظهر المكان الذي اعتقلت فيه إسرائيل زكريا الزبيدي ومحمد العارضة
أظهر مقطع فيديو المكان الذي اعتقلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسيرين الفلسطينيين: زكريا الزبيدي، ومحمد العارضة، فجر السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، بعد فرارهما رفقة 4 أسرى آخرين من سجن جلبوع شديد الحراسة الإثنين الماضي.
موقع “عرب 48” نشر فيديو من داخل منطقة أم الغنم، التي سبق وأن قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم إلقاء القبض على الأسيرين فيها.
أظهر الفيديو مكان اختباء الأسيرين في أرض زراعية محاطة بعدد من المنازل، وذكر الموقع أن طائرة مروحية وأخرى مسيّرة كان تبحث في المكان عن الأسيرين طوال الليل.
أضاف الموقع أن الأسيرين حاولا الاختباء بين شاحنات كانت قريبة منهما، لكن الشرطة التي كانت تنتشر بكثرة ألقت القبض عليهما.
جاء اعتقال الزبيدي والعارضة بعد ساعات من اعتقال القوات الإسرائيلية أسيرين آخرين هما محمود العارضة ويعقوب قادري، ليصبح بذلك 4 من الأسرى الستة الذين فروا رهن الاعتقال مجدداً لدى الاحتلال.
المكان الذي تم فيه اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد العارضة – فيسبوك
لا توجد رواية رسمية بعد عن تفاصيل عملية اعتقال الأسيرين العارضة والزبيدي، وهو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى سابقاً، لكن القناة الـ12 العبرية ذكرت أن معلومات استخبارية وصلت إلى الشرطة، تشي بمكان اختباء الأسيرين قبل اعتقالهما.
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن الشرطة حصلت على معلومات قبيل الساعة الخامسة من صباح اليوم السبت، تفيد بوجود مشتبهين “ليسا محليين” يتجولان بالقرب من حقل زيتون ملاصق لموقف سيارات شاحنات في قرية أم الغنم.
أفادت الهيئة الإسرائيلية أيضاً بأن الزبيدي حاول الفرار، لكنه كان منهكاً للغاية، وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي الزبيدي بعد اعتقاله، وكانت الكدمات بادية على وجهه.
يُعد الزبيدي أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إذ شغل سابقاً منصب عضو في المجلس الثوري لحركة فتح، كما شارك في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي عمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
نجا الزبيدي 4 مرات من محاولات اغتيال إسرائيلية، وأصيب على إثرها بتسع رصاصات، وانفجرت في وجهه عبوة ناسفة لا تزال آثارها على جسده حتى اليوم.
تقول وسائل إعلام محلية إن الزبيدي كان المسؤول عن “التخطيط لعمليات استشهادية في عمق إسرائيل”، قُتل فيها عشرات الإسرائيليين، رداً على المجازر التي ارتكبها العدو أثناء الانتفاضة الثانية، وفي مقدمتها تدمير مخيم جنين وحصاره، حيث كان يقيم مع رفاق سلاحه.
يعتبر الزبيدي من أبرز المطلوبين من قِبل الأمن الإسرائيلي، قبل أن يحصل على عفو هو ورفاقه في منتصف عام 2007، حيث قام بتسليم أسلحته إلى السلطة الفلسطينية، وانتقل إلى المقاومة الثقافية من خلال المسرح والفنون.
في 2011 ألغت إسرائيل العفو عنه واعتقلته وسجنته في سجن جلبوع العسكري شمالي فلسطين، بعدما اتهمه جهاز الأمن العام “الشاباك” بالمشاركة في هجمات إطلاق النار خارج مستوطنة بيت إيل.
كان يستحاق أيلان، وهو ضابط سابق في “الشاباك”، قد وصف الزبيدي بأنه “قطّ شوارع.. لطالما حاولنا الإمساك به لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية”، وفق تعبيره.
يُشار إلى أن اثنين من الأسرى لا يزال مصيرهما مجهولاً، فيما تواصل قوات الاحتلال البحث المكثف عنهما، وكانت إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين قد أشعلت غضباً وفعاليات احتجاجية في الأراضي الفلسطينية، فيما حمّلت فصائل المقاومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.