مع تقدمنا في العمر، تصبح عظامنا أرق، ونعاني من الكسور في كثير من الأحيان، ومن المرجح أن تحدث أمراض مثل هشاشة العظام.
وتتضمن إحدى الآليات المسؤولة عن الهشاشة ضعف وظيفة الخلايا الجذعية للنخاع العظمي، الضرورية للحفاظ على سلامة العظام، بسبب التغيرات في «الإبيجينوم». وأظهر فريق بحثي من معهد «ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة» في دراسة نُشرت أول من أمس، في دورية «نيتشر إيجينج»، قدرتهم على عكس هذه التغييرات عن طريق إضافة «أسيتات الصوديوم»، بما يعيد الشباب للخلايا الجذعية، ويعد وسيلة لعلاج أمراض مثل هشاشة العظام.
و«الإبيجينوم» هو سجل للتغيرات الكيميائية في الحمض النووي وبروتينات هيستون للكائن الحي، ويمكن أن تنتقل هذه التغييرات إلى نسل الكائن الحي عبر الوراثة اللاجينية عبر الأجيال.
وقام الباحثون بدراسة الإبيجينوم للخلايا الجذعية الوسيطة، والتي توجد في نخاع العظام ويمكن أن تؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من الخلايا مثل الخلايا الغضروفية والدهنية والعظام.
يقول أندروماتشي بويكلي، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد «ماكس بلانك» بالتزامن مع نشر الدراسة: «أردنا معرفة سبب إنتاج هذه الخلايا الجذعية لمواد أقل لتنمية العظام والحفاظ عليها مع تقدمنا في العمر، مما يتسبب في تراكم المزيد والمزيد من الدهون في نخاع العظام، وللقيام بذلك قمنا بمقارنة الإبيجينوم للخلايا الجذعية من الصغار والكبار في الفئران، ووجدنا أن الإيبيجينوم يتغير بشكل كبير مع تقدم العمر، والجينات المهمة لإنتاج العظام تتأثر بشكل خاص».
وقام الباحثون بالتحقيق فيما إذا كان يمكن تجديد شباب الإبيجينوم الموجود في الخلايا الجذعية، وقاموا بمعالجة الخلايا الجذعية المعزولة من نخاع عظم الفأر بمحلول مغذٍّ يحتوي على أسيتات الصوديوم.
وتقوم الخلية بتحويل الأسيتات إلى لبنة بناء يمكن أن ترتبط بها الإنزيمات التي ترتبط بدورها ببروتين الهيستون لزيادة الوصول إلى الجينات، وبالتالي تعزيز نشاطها. يقول بويكلي: «تسبب هذا العلاج بشكل مثير للإعجاب في تجديد نشاط الإبيجينوم، وتحسين نشاط الخلايا الجذعية، وزيادة إنتاج خلايا العظام».
ولتأكيد النتائج درس الباحثون الخلايا الجذعية اللحمية البشرية من المرضى بعد جراحة الورك، وأظهرت خلايا المرضى المسنين الذين عانوا أيضاً من هشاشة العظام نفس التغيرات اللاجينية التي لوحظت سابقاً في الفئران، وهو ما يبشر بنهج علاجي جديد يستخدم أسيتات الصوديوم، كما يؤكد بويكلي.
الفحص بالأشعة المقطعية المبكرة يخفض وفيات سرطان الرئة
خلصت دراسة بارزة جديدة إلى أن فحص المدخنين والمدخنين السابقين قد يقلل بشكل كبير من عدد الوفيات بسرطان الرئة، الذي يعد أكبر سرطان قاتل للمرضى في بريطانيا. ووفقاً لتجربة فحص سرطان الرئة في بريطانيا (UKLS)، تستطيع فحوصات التصوير المقطعي المحوسب، بالجرعات المنخفضة، الكشف عن الأورام في رئتي الناس في وقت مبكر وخفض معدلات الوفيات بنسبة 16 في المائة.
وقد دفعت هذه النتائج بخبراء سرطان الرئة إلى تجديد الدعوات التي أطلقها خبراء الحكومة من أجل إجراء فحص روتيني في جميع أنحاء المملكة المتحدة للأشخاص المعرضين لخطر التدخين بسبب تاريخهم السابق في التدخين. يقولون إن الكشف المبكر يعني أن المرضى يمكن أن يخضعوا لجراحة علاجية أو علاج إشعاعي، حسب صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وقال البروفيسور جون فيلد من جامعة ليفربول، مؤلف التجربة: «إن الكشف المبكر عن سرطان الرئة والتدخل الجراحي ينقذان الحياة». وسوف تُعرض النتائج في مؤتمر كبير حول المرض ثم نشرها في مجلة «لانست ريجنال هيلث» الأوروبية. ويتم تشخيص ما يقرب من 47 ألف بريطاني سنوياً بالإصابة بسرطان الرئة، ويلقى نحو 35 ألف شخص مصرعهم بسبب هذا المرض؛ فهو يقتل رجالًا أكثر من سرطان البروستاتا ويقتل نساءً أكثر من سرطان الثدي. ولا يتم العثور إلا على ربع حالات الإصابة بسرطانات الرئة عندما تكون في المرحلة الأولى أو الثانية – عندما يمكن للعلاج أن يحافظ على حياة شخص ما. واشتملت تجربة فحص سرطان الرئة في بريطانيا على 3968 شخصاً في ليفربول وكامبريدج تتراوح أعمارهم بين 50 و75 سنة. وجرى تحديد حالاتهم جميعاً بأنهم معرضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة خلال السنوات الخمس التالية. وبين أكتوبر (تشرين الأول) لعام 2011 وفبراير (شباط) لعام 2013، خضع ما يزيد قليلاً على النصف (1987) شخصاً للفحص بالأشعة المقطعية، في حين تلقى الآخرون (1981) رعاية صحية طبيعية عادية، لكن من دون فحصهم بالأشعة المقطعية. وجرت متابعة الجميع طوال سبع سنوات.
وقد جرى الكشف عن 86 حالة سرطان خلال تلك الفترة بين أولئك الذين تم فحصهم، ولكن أقل – 75 حالة – خلال تلك السنوات السبع بين أولئك الذين تلقوا الرعاية الطبية الطبيعية.
وفي حين أن هناك 46 حالة وفاة على مدى تلك السنوات السبع بين أولئك الذين لم يخضعوا للفحص المقطعي، إلا أن عدداً أقل بكثير – 30 حالة – وقع في المجموعة التي خضعت للفحص بالأشعة المقطعية.