وقال ترمب في كلمته: «استعدنا قوتنا… الولايات المتحدة تزدهر مرة أخرى… والحلم الأميركي يعود بقوة أكبر من ذي قبل».
وتحدث الرئيس باستفاضة عن البيانات الاقتصادية الأميركية، وقال إن «الولايات المتحدة تسجل نمواً اقتصادياً لم يشهده العالم من قبل».
كما قارن ترمب بين الأوضاع الاقتصادية التي وصلت إليها البلاد في ظل رئاسته مقارنة بفترة رئاسة سلفه، باراك أوباما. وقال: «كل قرار نتخذه يهدف إلى تحسين حياة المواطن الأميركي العادي… نعمل على بناء اقتصاد أميركي تنعكس آثاره على الجميع».
وأشار ترمب أيضاً إلى أن الولايات المتحدة «تقترب من مرحلة الاستقلال عن الآخرين في مجال الطاقة».
وأشاد الرئيس الأميركي بالعلاقات مع الصين عقب إبرام أول اتفاق تجاري معها. وقال: «علاقاتنا بالصين أفضل من أي وقت مضى». وأضاف ترمب في إشارة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي وصفه بالصديق الجيد: «إنه للصين، وأنا للولايات المتحدة. لكن بخلاف ذلك نحب بعضنا».
وذكر ترمب أن الاتفاقات التجارية التي أبرمها خصوصاً مع الصين تعدّ نموذجاً للتجارة في القرن الحادي والعشرين، معرباً عن تطلعه لإبرام مزيد من الاتفاقات الثنائية، مع بريطانيا على سبيل المثال عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن ترمب دخل في حرب تجارية مع الصين والشركاء في تحرير التجارة بأميركا الشمالية، المكسيك وكندا، ما أدى إلى اضطرابات وأضرار في الاقتصاد العالمي.
ويُعقد منتدى دافوس على مدار 4 أيام في جبال الألب السويسرية بمشاركة نحو 3 آلاف مشارك من الأوساط الاقتصادية والسياسة والاجتماعية.
ويدور المنتدى حول مكافحة تغير المناخ والأزمات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وليبيا على سبيل المثال. ويأتي المنتدى هذا العام تحت شعار «مساهمون من أجل عالم متماسك ومستدام».
من جهة أخرى، ندد الرئيس الأميركي بمن وصفهم بـ«نذراء الشؤم» الذين يحذّرون من أن العالم على شفير أزمة بيئية كبرى، خلال خطاب شمل المراهقة السويدية المدافعة عن البيئة غريتا تونبرغ، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ترمب: «علينا رفض نذراء الشؤم الأزليين وتنبؤاتهم بنهاية العالم»، بعد ساعات على مخاطبة تونبرغ المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث أشارت إلى أن الحكومات لم تقم «بشيء» لمواجهة التغيّر المناخي.
الأمم المتحدة: نصف مليار شخص حول العالم دون وظائف لائقة
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة قولها أمس (الاثنين)، أن معدّل البطالة العالمي، الذي بلغ 5.4 في المائة العام الماضي، بقي مستقراً نسبياً على مدى العقد الماضي بشكل كبير.
ويرجّح أن يرتفع العدد الإجمالي للعاطلين عن العمل بعض الشيء، في وقت يؤدي التباطؤ الاقتصادي إلى انخفاض عدد الوظائف المتاحة لعدد السكان المتزايد.
وأفادت المنظمة، في تقريرها السنوي بشأن «مستقبل التوظيف في العالم والمجتمع»، بأنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين تم تسجيلهم عاطلين عن العمل إلى 190 مليوناً مقارنة بـ188 مليوناً في 2019.
وشددت الهيئة التابعة للأمم المتحدة على أن نحو 165 مليون شخص يعملون في وظائف لا تلبي احتياجاتهم المادية، وأن 119 مليوناً آخرين فقدوا الأمل في العثور على وظيفة، أو لا يمكنهم الوصول إلى سوق العمل بسبب أوضاعهم الشخصية، هذا إلى جانب أولئك المصنفين رسمياً على أنهم عاطلون عن العمل، ليصل إجمالي العدد إلى نحو 473 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وقال مدير عام المنظمة غاي رايدر للصحافيين في جنيف، إنه «بالنسبة لملايين الموظفين، أعتقد أن بناء حياة أفضل من خلال العمل أصبح أمراً تزداد صعوبته». وحذّر من أن «غياب المساواة المتواصل والملموس المرتبط بالتوظيف وحرمان البعض من ذلك يمنع الكثيرين من العثور على وظيفة لائقة، وبالتالي خلق مستقبل أفضل». مشددا «أعتقد أن هذه نتيجة تثير قلقاً كبيراً»، مضيفاً أن غياب القدرة على الحصول على وظيفة لائقة هو جزء على ما يبدو من تنامي الحركات الاحتجاجية والاضطرابات في العالم. وبين «تساهم ظروف سوق العمل بتلاشي التماسك الاجتماعي في العديد من مجتمعاتنا»، مشيراً على وجه الخصوص إلى المظاهرات التي خرجت في لبنان وتشيلي.
وحسب «مؤشر الاضطرابات الاجتماعية»، التابع للمنظمة، الذي يقيس تكرار تحركات على غرار المظاهرات والاضرابات، ازدادت هذه التحرّكات على الصعيدين العالمي، وفي 7 من 11 منطقة فرعية بين عامي 2009 و2011.
وأكّد تقرير المنظمة أن أكثر من 60 في المائة من القوة العالمية في العالم تعمل حالياً في الاقتصاد غير المنظم، مقابل أجور متدنية، ودون الحصول على حماية اجتماعية أساسية.
وفي 2019، اندرج أكثر من 630 مليون شخص (خمس السكان العاملين في العالم) ضمن ما يعرف بالعمال الفقراء، ما يعني أنهم حققوا أقل من 3.20 دولار في اليوم من القدرة الشرائية.
وفي الوقت ذاته، حذّر تقرير المنظمة من عدم المساواة في الدخول والوصول إلى الوظائف، بناءً على معايير على غرار الجنس والعمر والموقع الجغرافي.
5 لحظات تاريخية من دافوس وثقها أرشيف «الشرق الأوسط»
ورغم الانتقادات لهذا المنتدى الاقتصادي، استطاع خلال الخمسة عقود الماضية أن يخلق حيزا لحل الخلافات أو تغيير مجريات التاريخ الحديث.
فمن منصة دافوس عام 1980حذر هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق من أن الغزو السوفياتي لأفغانستان يشكل تحديا أساسيا لواشنطن، منذرا باحتدام الحرب الباردة، ومن ذلك المنبر أيضا طالب الأمير السعودي الراحل سعود الفيصل الغرب بمعالجة الأخطاء المرتكبة في حق العالم العربي وأهمية إقامة وطن فلسطيني في 1982.
منتدى دافوس كان مقر لقاء رئيس وزراء ألمانيا الشرقية، هانز مودرو، ومستشار ألمانيا الغربية هيلموت كول
بعد شهرين فقط من سقوط جدار برلين عام 1990. هناك تصافح نيلسون مانديلا مع رئيس جنوب أفريقيا آنذاك فريدريك دي كليرك لأول مرة خارج بلدهما عام 1992، ليعود الأول ضيفا في دورة عام 1994 كرئيس البلاد.
المنتدى عقد للمرة الأولى خارج دافوس في عام 2002 عندما استضافته نيويورك للتعبير عن التضامن العالمي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. 2003 كان منتدى التنديد باجتياح العراق. المساواة بين الجنسين في المنتدى لم تبدأ إلا بعد دورة عام 2012، عندما لوحظ أن المتحدثة الوحيدة كانت شيريل سانبيرغ، رئيسة «فيسبوك» التنفيذية، ما أدى إلى تعديلات في دورة 2013.
وفي 2018، انتشرت جملة دونالد ترمب الشهيرة «أميركا تزدهر مجددا، والآن هو الوقت المناسب للاستثمار في مستقبل أميركا».
ومن أرشيف «الشرق الأوسط» نستعرض 5 لحظات تاريخية من دورات المنتدى:
1- 1988
شهد المنتدى في حينها أول اجتماع لرئيسي وزراء تركيا واليونان منذ 10 أعوام، الخبر الصغير الذي احتل حيزا في الصفحة الأولى لعدد الصحيفة الصادر في 31 يناير (كانون الثاني). الاجتماع مهد الطريق لحل النزاع حول قبرص.
2 – 1994
كانت دورة المنتدى تلك فاتحة لبوادر تقدم في الملف الفلسطيني، حيث توصل ياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية، وشمعون بيريز، وزير الخارجية الإسرائيلي، إلى اتفاق مؤقت حول المستوطنات في قطاع غزة وأريحا. الاتفاق وفق صفحة الجريدة الأولى في 16 فبراير (شباط) شمل مسائل معينة مثل مسألة المعابر بين غزة ومصر وبين أريحا والأردن.
3 – 2005
تميزت دورة المنتدى بحضور العديد من المشاهير منهم الممثلة الأميركية أنجلينا جولي التي تحدثت عن أهمية العمل الإنساني وكانت مشاركتها فاتحة لمسيرتها كناشطة إنسانية في السنوات التالية. الممثلة شارون ستون أيضا أسرت حضور المنتدى عندما بدأت حملة فجائية لجمع تبرعات لمكافحة الملاريا في تنزانيا واستطاعت جمع مليون دولار في مجرد دقائق.
4 – 2009
منتدى عام 2009 أتى ليعد الخسائر بعد انهيار الاقتصاد العالمي وفشل العديد من البنوك الكبرى. لكنه خصص حيزا أيضا لتكريم خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز بجائزة «البطل العالمي لمكافحة الجوع» نظير دعمه لبرنامج الغذاء العالمي الأممي بـ500 مليون دولار.
5 – 2017
كانت دورة عام 2017 الأولى التي يحضرها رئيس صيني. ومع تبديل المقاعد على الطاولة الدولية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، شاهد العالم الصين تؤكد من خلال أرفع مسؤوليها تشي جينبينغ عن دفاع مستميت عن العولمة وفوائدها وتطويرها، بعدما كانت بكين من أشرس المحاربين، الأمر الذي نقلته «الشرق الأوسط» في تغطيتها للدورة في 18 يناير.