سيكون يوفنتوس الإيطالي على موعد مع صدام ساخن ضد ضيفه تشيلسي الإنجليزي حامل اللقب اليوم، في الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي تشهد لقاء ثأرياً لمانشستر يونايتد الإنجليزي وضيفه فياريال الإسباني في إعادة لنهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، واختباراً صعباً لبرشلونة الإسباني أمام بنفيكا البرتغالي.
في المجموعة الثامنة، وبعدما افتتح كلا الفريقين مشواره بثلاث نقاط إثر فوز تشيلسي على زينيت سان بطرسبورغ الروسي في ملعبه 1 – صفر ويوفنتوس على مضيفه مالمو السويدي 3 – صفر، ستكون المواجهة في تورينو اليوم مفصلية إلى حد كبير في تحديد هوية الفريق الذي سيكون السبَّاق إلى حسم الصدارة وضمان التأهل للدور الثاني.
ويخوض الفريقان اللقاء في ظروف متناقضة، فيوفنتوس الذي استهل الدوري المحلي بأربع مباريات من دون فوز، نجح في الخروج منتصراً في المرحلتين الماضيتين، وإن كان بصعوبة بالغة، فيما يدخل تشيلسي اللقاء على خلفية هزيمة أولى للموسم وقد تلقاها في نهاية عطلة الأسبوع على أرضه ضد مانشستر سيتي، في مواجهة كانت الأولى بين الفريقين منذ نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي.
لكن فوز الأحد على سمبدوريا 3 – 2 كان مكلفاً ليوفنتوس، إذ خسر جهود مهاجميه الأرجنتيني باولو ديبالا والإسباني ألفارو موراتا بسبب الإصابة، ما سيحرمهما من المشاركة في موقعة اليوم المهمة، بحسب ما أكد مدربهما ماسيميليانو أليغري.
ومن المتوقع أن يعول أليغري في خط المقدمة على فيديريكو كييزا والعائد مجدداً إلى «السيدة العجوز» مويز كين. ويأمل يوفنتوس في أن يكرر سيناريو المواجهة الأخيرة له مع تشيلسي في تورينو، حين اكتسح النادي اللندني 3 – صفر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 بدور المجموعات أيضاً، وحينها كان الفريق اللندني حاملاً أيضاً للقب القاري الذي أحرزه في صيف ذلك العام للمرة الأولى في تاريخه على حساب بايرن ميونيخ الألماني.
لكن الظروف مختلفة حالياً، إذ إن يوفنتوس يمر بمرحلة انتقالية صعبة أدت إلى تنازله عن لقب الدوري المحلي بعدما احتكره طيلة تسعة أعوام، وهو انتظر الموسم الماضي حتى المرحلة الختامية من «سيري أ» لحسم المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال.
ورغم دوره في قيادة إيطاليا هذا الصيف للفوز بكأس أوروبا، ما زال فيديريكو كييزا يكافح من أجل إثبات أهميته في تشكيلة المدرب أليغري، وجاءت فرصته عندما يتواجه مع تشيلسي.
لكن انعدام الثقة من أليغري حيال كييزا يخالف تماماً مكانة اللاعب في تشكيلة المنتخب الإيطالي، حيث فرض نفسه لاعباً لا غنى عنه مع المدرب روبرتو مانشيني.
وبعد 6 مراحل على انطلاق الموسم الجديد من الدوري الإيطالي، بدأ كييزا أساسياً في عدد أقل من المباريات التي خاضها في التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده بكأس أوروبا، وذلك في ظل اعتماد أليغري على الثنائي ديبالا وموراتا في الخط الأمامي. لكن بعد إصابة هذا الثنائي، سيكون أليغري مجبراً على إشراك كييزا الذي اكتفى حتى الآن بهدف واحد سجله في منتصف الأسبوع أمام سبيتسيا (3 – 2). وقال أليغري: «كييزا لاعب مميز، لكن عليه أن ينضج، وأن يعي ما بقدوره أن يفعله مع يوفنتوس».
والآن وبعدما لعبت الظروف المؤسفة دورها بإصابة ديبالا وموراتا، سيكون كييزا أمام فرصة إثبات نفسه ضد حامل اللقب، ولترك انطباع لدى مدرب المنتخب مانشيني قبل خوض نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد إسبانيا في ميلانو بالسادس من الشهر المقبل.
في المقابل، ورغم الخسارة الأولى للموسم، بدا المدرب الألماني لتشيلسي توماس توخيل واثقاً من قدرة فريقه في مواجهة يوفنتوس، الذي سبق أيضاً أن التقى النادي اللندني في ثمن نهائي موسم 2008 – 2009 وخرج على يده بالخسارة ذهاباً صفر – 1 والتعادل إياباً في تورينو 2 – 2، وهي نفس نتيجة لقائهما الأول في دور المجموعات لموسم 2012 – 2013.
وقال توخيل بعد الخسارة أمام مانشستر سيتي: «لا يهمنا ضد أي فريق سنلعب. علينا أن نلعب بأسلوبنا وأن نكون أفضل منهم. الأمر يتعلق بجعل الخصم أقل أداءً. هذا ما فعله سيتي بنا من خلال الضغط العالي».
وشدد الألماني على أهمية لعب التمريرات الأرضية القصيرة، موضحاً: «لا أشعر بتاتاً بالثقة عندما نقرر أن نلعب الكرات العالية».
وأكد الدنماركي أندرياس كريستنسن مدافع تشيلسي أن موقعة يوفنتوس ستكون فرصة مثالية لاستعادة فريقه النهج الهجومي وتعويض الهزيمة أمام مانشستر سيتي، وقال: «المباراة التي ستقام في إيطاليا ستكون أفضل طريقة للرد. لم يكن الشعور جيداً بعد الخسارة الأولى في الدوري، لكن أمامنا فرصة للعودة إلى طريقة اللعب التي نحبها. الكرة الهجومية مرة أخرى».
وضمن المجموعة نفسها، يلتقي الجريحان زينيت الروسي مع مالمو السويدي بحثاً عن فوز يجدد الآمال بالمنافسة، حيث تبدو حظوظهما الأقل.
وفي المجموعة السادسة وعلى ملعب «أولد ترافورد»، يتجدد الموعد بين مانشستر يونايتد الإنجليزي وضيفه فياريال الإسباني في إعادة لنهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الموسم الماضي، حين خسر «الشياطين الحمر» بركلات الترجيح (11 – 10) بعد تعادلهما 1 – 1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وستكون مباراة اليوم فرصة للحارس الإسباني دافيد دي خيا كي يعوض خيبة خسارة النهائي الأوروبي ضد مواطنه فياريال، إذ لعب الدور الأساسي في حرمان فريقه من لقبه الأول بقيادة المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير، بعدما فشل في صد أي من الركلات الترجيحية الـ11 لفياريال، فيما كان اللاعب الوحيد من بين اللاعبين الـ22 الذي يفشل في ترجمة ركلته الترجيحية.
وترتدي المواجهة مع فياريال أهمية كبرى ليونايتد ليس لأنها ثأرية، بل لأن «الشياطين الحمر» سقطوا في مباراتهم الأولى أمام يانغ بويز السويسري 1 – 2، بعدما كانوا السباقين إلى التسجيل عبر نجمهم الجديد – القديم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن تعرض الفريق لطرد وان بيساكا ثم التمريرة الخاطئة من جيسي لينغارد في الوقت بدل الضائع أهدت الفوز القاتل للفريق السويسري، ما جعلهم قابعين في ذيل المجموعة خلف فريق يانغ بويز، وأتالانتا الإيطالي وفياريال اللذين تعادلا في الجولة الأولى على أرض الأخير 2 – 2.
وخلافاً لفياريال الذي أجبر ريال مدريد على الاكتفاء بالتعادل السلبي على أرضه السبت، يدخل يونايتد اللقاء بمعنويات مهزوزة بعد تلقيه السبت على أرضه هزيمته الأولى في الدوري الممتاز على يد أستون فيلا (صفر – 1)، في لقاء أضاع خلاله ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع عبر البرتغالي برونو فرنانديز.
ودافع سولسكاير عن فرنانديز مؤكداً أن لاعبه تعرض للاستفزاز من قبل لاعبي أستون فيلا، ما جعله يسدد الركلة أعلى المرمى دون تركيز، فيما أكد صانع اللعب البرتغالي أنه سيستمر في تسديد ضربات الجزاء في المستقبل «دون أي خوف أو رهبة».
وطالب سولسكاير لاعبيه برد فعل، بعد السقوط المحرج في سويسرا أمام يانغ بويز، وأيضاً لتفويت فرصة تصدر الدوري بالخسارة غير المنتظرة أمام أستون فيلا.
ويدرك سولسكاير أن الأخطاء الدفاعية والارتباك الذي يحدث أحياناً في الخط الخلفي لا مبرر له، وعلى اللاعبين الذين يمتلكون الخبرة الدور الأكبر لتصحيح ذلك. وسيغيب عن صفوف يونايتد اليوم مدافعه الأيمن آرون وان – بيساكا بسبب تعرضه للطرد مبكراً في لقاء يانغ بويز، كما تحوم الشكوك حول المدافع الأيسر الدولي لوك شو الذي خرج مصاباً في المباراة ضد أستون فيلا.
وقال سولسكاير عن الوضع المعنوي للفريق، قائلاً: «كما تعلمون بعد أي خسارة يكون هناك إحباط، للخروج من ذلك علينا أن نحقق الفوز، لدينا 5 مباريات بدوري الأبطال، نريد أن نحصد 10 أو 12 نقطة لبلوغ ثمن النهائي». وتابع: «من المؤكد أنها ليست البداية التي أردناها، لكننا فريق جيد وبإمكاننا استعادتنا توازننا مجدداً».
وضمن المجموعة نفسها، يستضيف أتالانتا الإيطالي العائد بنقطة من أمام فياريال، يانغ بويز محقق مفاجأة الجولة الأولى بانتصار على يونايتد.
وفي المجموعة الخامسة وبعد فوزه الساحق على برشلونة الإسباني 3 – صفر خارج قواعده في الجولة الأولى، سيكون بايرن ميونيخ الألماني مرشحاً بقوة لتحقيق فوزه الثاني في المجموعة الخامسة، حين يستضيف دينامو كييف الأوكراني في أول مواجهة بين الفريقين منذ موسم 1999 – 2000 (فاز بايرن 2 – 1 في دور المجموعات على أرضه وخسر إياباً صفر – 2).
ويمر النادي البافاري بفترة رائعة بقيادة مدربه الجديد يوليان ناغلسمان، وبعدما افتتح الموسم بتعادل في الدوري المحلي أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، خرج منتصراً من جميع مبارياته السبع التالية محلياً وقارياً، مسجلاً فيها 37 هدفاً، فيما تلقت شباكه 4 أهداف فقط.
وخلافاً لبايرن، يمر برشلونة بفترة صعبة للغاية مع مدربه الهولندي رونالد كومان، متأثراً برحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. وسيكون النادي الكاتالوني أمام امتحان صعب للغاية اليوم على ملعب بنفيكا البرتغالي، يتبعه بزيارة أكثر صعوبة السبت إلى العاصمة الإسبانية لمواجهة أتلتيكو مدريد حامل اللقب في الدوري المحلي.
ويأمل كومان في أن يخرج بالفوز بهاتين المباراتين المهمتين جداً لضمان مستقبله مع الفريق، ومعولاً على المعنويات الجيدة للاعبيه بعد الفوز على ليفانتي 3 – صفر الأحد، في المرحلة السابعة، مستعيداً نغمة الفوز بعد هزيمة أمام بايرن وتعادلين في الدوري أمام غرناطة وقادش.
وتعززت صفوف النادي الكاتالوني بعودة نجمه الشاب أنسو فاتي الذي وجد طريقه إلى الشباك في أول مشاركة له بعد غياب لنحو 10 أشهر بسبب الإصابة. وفي المجموعة الثامنة الأقل «نجومية»، يحل إشبيلية الإسباني ضيفاً على فولفسبورغ الألماني، وليل الفرنسي ضيفاً على ريد بول سالزبورغ النمساوي، وكل فريق يبحث عن انتصاره الأول بعد انتهاء مباراتي الجولة الأولى بالتعادل.