لمناسبة اقتراب موعد تأخير عقارب الساعة ستين دقيقة، تذكرت قول زياد الرحباني: «كل سنة بتقدموا الساعة وبترجعوا 10 سنين لورا»
زيارةُ وفدٍ أردنيٍّ رفيعٍ للبنانَ لا يمكنُ عزلُها عن محطاتِ توليدِ التسوياتِ في المِنطقةِ والمؤهَّلةِ مستقبلاً لإنتاجِ الطاقةِ الكهروسياسية
فبوصولِ رئيسِ مجلسِ وزراءِ الأردنّ بِشر الخَصاونة إلى بيروتَ معَ فريقٍ وزاريٍّ مقرِّرٍ على خطَّي الدبلوماسيةِ والطاقة كانت عمّانُ تفتحُ مِن هنا طريقَ الشامِ للسياراتِ المجهَّزةِ بسلاسلَ رئاسيةٍ ووزارية وذلك بعدَ أن فَتحت مَعبرَ جابر الحدوديَّ معَ سوريا وأعادت وصلَ الخطوطِ الجوية زيارةُ الخصاونة تناولت سبلَ تسهيلِ الإجراءاتِ لمساعدةِ لبنانَ في مجالِ الطاقة لكنّها مَدّت أنابيبَها على قنواتٍ فتحها الملِكُ عبدالله الثاني وقد فكَّ عاهلُ الأردنّ بموجِبِها عُزلةً أميركيةً كانت قد فرضتْها رعايةُ الرئيسِ الأميركيِّ السابقِ دونالد ترامب لاتفاقياتِ إبراهام التطبيعيةِ التي جاءت على حسابِ المملكة وأفقدتْها دورَها الوظيفيَّ في التوسّطِ ما بينَ الخليجيين وإسرائيل كذلك بعد نجاحِه في إحباطِ انقلابِ القصرِ المعروفِ بقضيةِ الأمير حمزة وكان ملِكُ الأردنّ قد استعادَ هذا الدورَ بعدَ محادثاتِه معَ القياداتِ الأميركية ولاسيما الرئيس جو بايدن وظهَر أَولُ ملامحِه في اتفاقِ دَرعا السوريّ، وإعادةِ وصلِ ما انقطع معَ الحكومةِ السورية
وليالي الوصلِ تمتدُّ الى بقاعِ الأرضِ الملتهبةِ مِن مساعي عودةِ سوريا إلى الدائرةِ العربيةِ والانفتاحِ الخليجيِّ على دمشقَ وارتقاءِ الجولة الخامسةِ من المحادثاتِ السعوديةِ الإيرانيةِ إلى علاماتِ النجاح تزامنًا معَ قربِ استئنافِ ليالي فيينا النوويةِ الأميركيةِ الإيرانية وربطاً كانت قِمةُ بوتن أردوغان تَشُدُّ الرِّحالَ نحوَ إدلب للاتفاقِ على انتهاءِ التصعيدِ معَ وشوشاتٍ روسيةٍ في الأُذُنِ التركيةِ بضرورةِ إقامةِ صلاةِ اردوغان في المسجدِ الأُمويِّ الكبيرِ في دمشق .
وهذه الصورةُ الملوّنةُ عن العالمِ العربيّ ظهّرتْها إمارةُ دُبي هذا المساءَ بافتتاحِ فعالياتِ اكسبو ألفين وعِشرين بعُنوان “تواصلُ العقول وصنعُ المستقبل” .
مئةٌ واثنتانِ وتسعونَ دولةً من العالمِ تشاركُ في هذهِ التظاهرةِ التي تفوقُ في عددِ دولِها الجمعيةَ العامةَ للأممِ المتحدة وتستمرُّ وقائعُها مئةً واثنينِ وثمانينَ يومًا متتاليًا وباحتفاليةٍ تعاقَدت معَ الإبهارِ وسحرِ الإضاءةِ والتنظيم كانت هذه الدولُ تتشاركُ في افتتاحِ معرِضٍ عالميٍّ تَجري روابطُه بين العقلِ والمستقبل ولم يميّزِ الاكسبو بين الدولِ المشاركة حيث حلّت فِلَسطينُ نجمةً حاضرة واليمنُ حضَرَ بحضاراتِه وسوريا قامَت من دمارِها لتصلُبَ طولَها أمامَ العربِ والعالم ..ولبنانُ المندثرُ كانت له بُقعتُه المضيئةُ عبرَ غرفةِ الصناعةِ والتجارة لكنّ لبنانَ المغترب ..غيرُ لبنانَ المقيمِ الذي يتظلّلُ خيماً وحَصاناتٍ ويحيا ملوِّحاً بيديهِ للبواخرِ التركيةِ المغادرةِ مِن دونِ أن يتلمّسَ نورًا بديلاً .. أو يتمكّنَ مِن السؤالِ عن إشعاعِ هذه السُّفُن وما خلّفتْه من سمسراتٍ وعُمُولاتٍ سبق أن كشَفت عنها قناةُ الجديد
كذلك يَحيا هذا البلدُ على زبائنيةِ التوظيفِ السياسيِّ المجانيّ الذي اقتربَت دُفُعاتُه الثانيةُ معَ اقترابِ موسِمِ الانتخاباتِ النيابية
لكنْ في بُقعةٍ مغايرةٍ تتواصلُ العقولُ اللبنانيةُ لإعادةِ التعليقِ على شبكةِ صُندوقِ النقدِ الدَّوليّ واستئنافِ التفاوض مِن حيث أخفَقَت وانتَهت حكومةُ حسان دياب وتذكيراً للبنانيين بقرارِ تأليفِ لَجنةِ التفاوضِ حَرَصَ رئيسُ الحكومةِ نجيب ميقاتي على الإشارةِ إلى الطابَعِ الرِّضائيِّ التوافقيِّ معَ رئيسِ الجُمهورية وكرّر في بيانٍ له اليومَ عبارةَ التوافقِ مرّتين معَ الأسماءِ المفاوضةِ وتقصّدَ القولَ إنّ هذا الوفدَ جاءَ ” بناءً على توجيهاتِ السيد رئيس الجُمهورية “.
هي السمع والطاعة والتي تؤسس لدى ميقاتي الى مردود سياسي اداري في التعيينات المقبلة فيما ان حكومته وفي اول جلسة لها لم تسأل بالامس عن مراسيم مصيرية يخفيها الرئيس ميشال عون في ادارج بعبدا وفي طليعتها : التشكيلات القضائية .. ومرسوم ترسيم الحدود .
لكن ميقاتي رسّم حدوده السياسية ..وبدأ العمل ” عالقطعة ” ووفقا لمبدأ ” خذ واعطي “.