قد لا تحظى ووهان بالشهرة التي تتمتع بها بكين أو شنغهاي، ولكن هذه المدينة التي انطلق منها فيروس كورونا مؤخرا، حاضرة كبرى ذات اتصالات بكل أرجاء العالم.
ويسكن ووهان الواقعة وسط الصين نحو 8,9 ملايين نسمة، مما يجعلها أصغر قليلا من لندن ولكن أكبر بكثير من العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك حسب أرقام نشرتها الأمم المتحدة في عام 2018.
ويشير أحد الإحصاءات إلى أن ووهان تأتي في المرتبة 42 عالميا من حيث المساحة وعدد السكان، وهي سابع أكبر المدن الصينية.
وتعزى سرعة انتشار الفيروس الجديد في عدة دول آسيوية وحتى الولايات المتحدة إلى حجم ووهان وجبروتها الاقتصادي.
بعبارة أخرى، انتشر الفيروس بهذه السرعة بسبب العدد الكبير من الناس الذين يزورون ووهان ويعودون به إلى بلادهم.
فمطار ووهان الدولي، الذي تنطلق منه الرحلات الجوية المباشرة إلى لندن وباريس ودبي وغيرها من مدن العالم، استخدمه 20 مليون مسافر في عام 2016.
تقع ووهان على ضفاف نهر يانغتسي، أحد أكبر أنهار العالم، ويذكر موقع المدينة الألكتروني أنها “أساس للصناعات المتطورة والتقليدية”.
وتزخر ووهان بسلسلة من المناطق الصناعية و52 معهدا للدراسات العليا ويسكنها أكثر من 700 ألف طالب وطالبة، وهو أكبر عدد للطلبة في أي من المدن الصينية.
وتستثمر فيها 230 من أكبر 500 شركة في العالم (حسب تقييم فورتشون العالمي).
وتعد فرنسا (التي كانت تتمتع بامتياز في هانكو، التي ضمت إلى ووهان، بين عامي 1886 و1943) من الدول التي لديها استثمارات كبيرة في المدينة، إذ تستثمر فيها أكثر من 100 شركة فرنسية، ولشركة بيجو سيتروين للسيارات مصنع في ووهان ضمن شراكة مع إحدى الشركات الصينية.
وتُعَد ووهان أيضا بوابة لوصول الزائرين إلى منطقة الوديان الثلاثة، وهي منطقة سياحية يقع فيها سد جبار لتوليد الطاقة الكهرومائية بني على نهر يانغتسي.
ولذا، وبالرغم من أن الفيروس ظهر للمرة الأولى في سوق محلية للأسماك والحيوانات البحرية، فإن حركة الناس من ووهان وإليها ضمنت انتشاره الواسع.
فالمريض الذي اكتشفت حالته في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كان قد زار ووهان مؤخرا، وكذلك المريضين اليابانيين. أما المريض الكوري الجنوبي فكان مقيما في ووهان، والحالة التي اكتشفت في تايلاند كانت لسائح صيني من نفس المدينة.
وسيزداد السفر من وإلى ووهان في موسم عيد رأس السنة الصينية الجديدة الذي يتوجه فيه ملايين الصينيين عادة إلى مدنهم الأصلية للاحتفال به مع أسرهم.
ولذلك نصحت مفوضية الصحة العامة الوطنية الصينية المسافرين بتجنب التوجه إلى ووهان، كما قالت إن على سكان المدينة تجنب مغادرتها.
ولكن مركز ووهان باعتبارها واحدة من أكبر مدن العالم وأكثرها اتصالا بالعالم الخارجي يعني أن حالات الإصابة بالفيروس ستواصل الظهور على النطاق الدولي.