تناولت صحف عربية العطل الذي طرأ على خدمات وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتساب وانستغرام والذي استمر لمدة ست ساعات تقريبا.
وتملك شركة فيسبوك جميع الخدمات الثلاث، التي لم يستطع المستخدمون الوصول إليها عبر أجهزة الكمبيوتر أو تطبيقات الهواتف الذكية.
وعزت الشركة العطل الذي طرأ على خدماتها إلى “تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم” التي تربط المنصّات بمستخدميها.
“تأثيرات سلبية”
تقول الإعلامية صفية الشحي فى جريدة الخليج الإماراتية: “أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا التوقف، وما تلاه من تأثيرات سلبية في الأفراد والأعمال، خاصة أن شركة فيسبوك تمكنت من بناء نفسها في نظام أساسي محوري مع الخدمات الرقمية المختلفة، مما حولها إلى بديل للشبكة في بعض دول العالم الثالث”.
وتضيف الشحي: “هذه المرة كان الجاني حسب شركة فيسبوك هو التغييرات في البنية التحتية الأساسية للإنترنت التي تنسق حركة المرور بين مراكز البيانات الخاصة بها، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات وتوقف الخدمات. وقد زاد الانقطاع من الصعوبات المتزايدة التي تواجهها الشركة، التي تعرضت منذ فترة لانتقادات بسبب فرانسيس هاوجين، المديرة السابقة في الشركة التي جمعت آلاف الصفحات من البحث الداخلي، ووزعت ذاكرة التخزين المؤقت على وسائل الإعلام والمشرعين والمنظمين، مما كشف أن فيسبوك على علم بالعديد من الأضرار التي تسببها خدماتها للمستخدمين وخاصة المراهقين منهم”.
“بناء منظومة وطنية مستقلة”
ويقول عوض بن خزيم الأسمري في جريدة الوطن السعودية إن “العطل المفاجئ الذي طال عددًا من وسائل التواصل -الواتس آب والفيسبوك وانستغرام- هو نذير خطر مستَشرف، ومتوقَع لا محالة، كما أنه يعد تنبيها مهما، وتحذيرا خطيرا لجميع دول العالم، خلاصة هذا التنبيه والتحذير، أن من يعتمد على الخدمات الإلكترونية اعتمادًا كليا – تحديدًا وسائل التواصل الاجتماعي من خلال شبكة الإنترنت العالمية – يعرض نفسه واقتصاده ومجتمعه، ومرجعيته المعلوماتية للخطر الذي ربما يصل إلى حالة الانهيار أو النهاية”.
ويؤكد الكاتب على “ضرورة العمل بتأسيس شبكات داخلية، وخوادم محلية (سيرفر)، وكذلك إيجاد بدائل تخزين محلية، وأن يكون لدى صاحب الشركة والمكتب والمؤسسة في شركته ومكتبه ومؤسسته بدائل متوفرة للتخزين، مثل فلاش تخزين وما شابهه، تكون مستودعًا احتياطيًا حافظًا للمعاملات أو الملفات المهمة، التي يجب حفظها بعدة طرق، إضافةً إلى النُسخ الورقية الضرورية، وهذه الأهمية تشمل أيضًا العمل على إيجاد سيرفرات (خوادم) وشبكات احتياطية محلية”.
ويضيف الأسمري : “ولعل ما حصل بالأمس القريب يكون سببًا محفزًا، ونداءً صادقًا لكل ذي عقل لبيب أن يُعِدَ العدة لمثله. فالعالم بأكمله تعطل لديه عدد من التطبيقات الإلكترونية، والتي تملكها شركة فيسبوك. وهذا يجعلنا نبدأ بشكل عاجل وآمن في بناء منظومة وطنية مستقلة”.
ويرى طارق الحميد فى جريدة الشرق الأوسط اللندنية “أن سطوة وسائل التواصل الاجتماعي هي سطوة أفراد، أي ملّاك، وسطوة تيار فكري محدد، أي اليسار الليبرالي، ولذا فهي خطر حقيقي، وأبسط دليل على ذلك غرور مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ عندما علق على انقطاع الخدمة سبع ساعات”.
“بدائل أخرى”
في سياق متصل، تقول إيمان عبد الرحمن في مقالها بجريدة اخبار اليوم المصرية: “دفعت حالة التوقف المفاجئ التي أصابت بعض مواقع التواصل العديد من المستخدمين إلى البحث عن بدائل أخرى لتبادل المعلومات والاتصالات وكان على رأس تلك البدائل موقع تليجرام”.
وتضيف الكاتبة أن مرصد الأزهر كثف من متابعته لهذه المنصة تحسبًا لاستغلال عناصر تنظيم داعش لهذا التطبيق، وفي هذا الصدد رصدت عدسات مرصد الأزهر بعض القنوات التابعة لتنظيم داعش على تليجرام.
وتكمل الكاتبة: “وبهذه المناسبة يكرر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من استغلال التنظيمات المتطرفة للظروف الطارئة التي يمر بها العالم لمحاولة الوصول إلى عناصر جديدة واستقطاب المزيد من الشباب”.