ليوناردو يهاجم ريال مدريد، ايطاليا تواجه اسبانيا في دوري الأمم الأوروبية

ليوناردو يهاجم ريال مدريد، ايطاليا تواجه اسبانيا في دوري الأمم الأوروبية
مانشيني متمسك بتشكيلته المتوّجة في «يورو 2020»… وإنريكي يعد بمواجهة هجومية لأجل الثأر
الأربعاء – 29 صفر 1443 هـ – 06 أكتوبر 2021 مـ
ميلانو: «الشرق الأوسط»

سيكون المنتخب الإيطالي المتوج بطلاً لكأس أوروبا 2020 على موعد مع اختبار صعب اليوم أمام منتخب إسبانيا في الدور نصف النهائي لمسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم. وتستضيف إيطاليا الأدوار النهائية للنسخة الثانية للمسابقة القارية الحديثة، بعدما توجت البرتغال بالأولى في بورتو على حساب هولندا (1 – صفر)… حيث تلتقي بلجيكا المصنفة أولى عالمياً مع فرنسا بطلة العالم غداً على ملعب «أليانز ستاديوم» الخاص بنادي يوفنتوس الذي يستضيف مباراة تحديد المركز الثالث الأحد المقبل، وهو اليوم ذاته الذي تقام فيه المباراة النهائية على ملعب سان سيرو.

وستكون مواجهة إيطاليا وإسبانيا إعادة للقائهما في نصف نهائي كأس أوروبا الأخيرة عندما تفوق رجال المدرب روبرتو مانشيني بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 – 1، في طريقها للفوز باللقب على حساب إنجلترا بركلات الترجيح أيضاً في ملعب «ويمبلي» بالعاصمة لندن.

والمباراة هي الأول لمنتخب إيطاليا على ملعب سان سيرو منذ تتويجه بكأس أوروبا، وسيكون الفريق مدعوماً بنحو 30 ألف متفرج؛ نصف سعة الاستاد، وفقاً لما سمحت به السلطات المحلية.

وتحدث مانشيني عن أهمية الفوز بكأس أوروبا بالنسبة للشعب الإيطالي، قائلاً: «كان الأمر رائعاً لأننا جلبنا السعادة لكثير من الناس؛ الصغار والكبار على حد سواء… حققنا شيئاً أسعد كثيراً من الناس ربما بسبب هذه الأوقات الصعبة التي مررنا بها» في إشارة منه إلى وباء فيروس «كورونا» التي كانت إيطاليا أولى ضحاياه في القارة الأوروبية.

وعن خططه لتحقيق الفوز، أشار مانشيني إلى أنه لا يعتمد على طريقة. وقال: «الأمر لا يتعلق فحسب بأن تلعب بشكل جيد. إذا تمكنا من الفوز مع اللعب بشكل جيد وممتع، فهذا أفضل بكثير. هناك طرق عدة للفوز».

وتحدث مانشيني عن تغير طريقة النظر إلى المنتخب الإيطالي والحديث عن تراجع مكانته في كرة القدم العالمية، قائلاً: «يجب ألا ننسى أن إيطاليا بلد فاز بكأس العالم 4 مرات. نحن أبطال أوروبا، ولدينا تاريخ كبير».

وتدخل إيطاليا اللقاء بمعنويات مرتفعة ليس بسبب تتويجها بالكأس القارية فحسب؛ بل لأنها باتت أيضاً صاحبة الرقم القياسي العالمي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة بمحافظتها على سجلها الخالي من الخسائر لـ37 مباراة متتالية، وتحديداً منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2018 حين سقطت أمام البرتغال في دوري الأمم الأوروبية بالذات. وشاءت الأقدار أن تتفوق إيطاليا في هذه الإنجاز على إسبانيا بالذات؛ إذ كانت الأخيرة تحمل الرقم القياسي وقدره 35 مباراة متتالية مشاركة مع البرازيل.

وتمسك مانشيني إلى حد كبير بالتشكيلة المتوجة في «يورو 2020»، فمن بين 26 لاعباً كانوا في عداد المنتخب الإيطالي، ضم في البداية 22 لاعباً منهم، بالإضافة إلى لاعب وسط روما المتألق لورينزو بيليغريني الذي غاب عن البطولة القارية بسبب الإصابة. لكن المدرب الإيطالي أجبر على التخلي عن خدمات مهاجم لاتسيو تشيرو إيموبيلي الذي تعرض لإصابة في الفخذ فاستدعى بدلاً منه مهاجم يوفنتوس مويز كين الذي تألق في آخر مباراة لإيطاليا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بتسجيله ثنائية في مرمى ليتوانيا (5 – صفر) الشهر الماضي. كما سيغيب مدافع أتالانتا رافاييل تولوي بسبب الإصابة أيضاً، ووجه مانشيني الدعوة إلى مدافع ميلان ديفيدي كالابريا لتعويضه.

من جهته؛ كان لويس إنريكي، مدرب إسبانيا، واضحاً في أهدافه بمواجهة اليوم، بالقول: «إذا كان علينا اختيار 3 كلمات لما نسعى إليه من حيث طريقة اللعب؛ فستكون: الهجوم، والضغط، والطموح».

وتأمل إسبانيا تحقيق ثأرها من هزيمتها الأخيرة أمام الطليان، وقال إنريكي: «مواجهة إيطاليا في عقر دارها ضمن الأدوار النهائية (لدوري الأمم الأوروبية) كانت مناسبة جذابة حتى قبل أن تقام كأس أوروبا. هذه بطولة نود الفوز بها، وشاءت الصدف أننا سنلعب ضد أبطال أوروبا في بلادهم». وأضاف: «أتوقع أن تكون مباراة ممتعة للغاية؛ لأنها ستمنحنا فرصة أن نعرف نوع الأداء الذي يمكننا تقديمه أمام جمهور إيطالي بأغلبيته وضد أبطال أوروبا. لا تحتاج إلى أي دافع أكثر من ذلك. أتطلع بفارغ الصبر لهذه المباراة. لا شك في أن أسلوب لعب إيطاليا هو بين الأفضل حالياً، وأنا متأكد من أنه سيكون من المثير جداً أن نرى كيف يتصدى كل فريق للآخر».

وتعود زيارة منتخب إسبانيا الأخيرة لإيطاليا إلى 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 حين فرض التعادل على مضيفه 1 – 1 في تصفيات مونديال روسيا 2018 على ملعب «أليانز ستاديوم» في تورينو الذي سيستضيف غداً المباراة الأخرى في نصف النهائي بين فرنسا بطلة العالم وجارتها بلجيكا.

وكان التعادل في تلك المباراة مكلفاً لإيطاليا، ثم تعقدت الأمور أكثر بالخسارة إياباً في إسبانيا بثلاثية نظيفة؛ ما أجبرها على خوض الملحق الأوروبي الذي خسرته أمام السويد وفشلت بالتالي في التأهل إلى كأس العالم لأول مرة منذ 1958.

حينها بدأت عملية البناء والنهضة بقيادة المدرب الحالي روبرتو مانشيني الذي عرف كيف يمزج بين عاملي الخبرة والشباب مع أسلوب هجومي لافت أخرج إيطاليا من قوقعة الدفاع التي اشتهرت بها.

ويمكن القول إن المنتخب الإسباني كان الوحيد الذي سبب المتاعب لفريق مانشيني في كأس أوروبا هذا الصيف من خلال استحواذه على الكرة وهجومه المتواصل.

وهذا ما أقر به مانشيني أمس بالقول: «إسبانيا كانت المنتخب الذي عانينا أمامه أكثر من أي خصم في كأس أوروبا 2020. إنهم فريق شاب مع لاعبين جيدين. يتميزون بأسلوب التمريرات الأرضية القصيرة، ولم نحصل على الوقت الكافي لكي نتقنه مثلهم».

ولا يبدو أن إنريكي سيغير أسلوبه حتى في مواجهة أبطال أوروبا على أرضهم وبين جمهورهم العائد إلى الملاعب وإن كان بعدد محدود وليس بمدرجات ممتلئة. وقال إنريكي: «إنه إذا كان علي اختيار 3 كلمات لتحديد ما يسعى إليه طاقمنا التدريبي من حيث الطريقة التي يجب أن تلعب بها إسبانيا، فإن الأولى ستكون الهجوم، والثانية الضغط، والثالثة الطموح». وأضاف: «الكلمة الأهم هي الهجوم؛ لماذا؟ عندما نجلس لاختيار فريق، فإن أول شيء ننظر إليه هو ما يمكن أن يقدمه في الهجوم. سيكون لدى كل لاعب القدرة على الدفاع لتحقيق التوازن في هذا الأمر (الناحية الدفاعية)، لكن النوع الذي يجب أن يكون عليه لاعبو خط الوسط وقلبا الدفاع والظهيران هو المساهمة الهجومية الفعالة. يجب أن يتمتعوا بفنيات جيدة من أجل محاولة إخراج الكرة من الخلف حتى تصل إلى مهاجمينا بأفضل طريقة ممكنة».

أما بالنسبة للكلمة الثانية «الضغط. نحن نهاجم بطريقة محددة جداً: إذا كنا قادرين على شغل مساحات معينة على أرض الملعب، فعندما نفقد الكرة فسنكون في وضع يسمح لنا بالضغط على خصمنا، وهذا ما نفعله. وبالنسبة للطموح فبدونه لن تكون منافساً. ونحن نعني أن نلعب بالطريقة نفسها في كل مباراة بغض النظر عن هوية الخصم. أن نهاجم بأسلوبنا المعتاد بغض النظر عن النتيجة. إذا فزنا 3 – صفر، فلن نجلس ونكتفي بالدفاع. نحن نهاجم وندافع بالطريقة نفسها في كل مباراة».

ومن المؤكد أن مهمة إنريكي في تطبيق فلسفته الهجومية اليوم لن تكون سهلة في «سان سيرو»، لكن بالطبع تأمل إسبانيا في إفساد احتفالات الإيطاليين بالريادة القارية على أرضهم. وسيغيب عن إسبانيا اليوم بسبب الإصابة نجم برشلونة الواعد بيدري الذي كان متألقاً في كأس أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *