الدكتور ذكي سليمان مع الرضيع
أخبار متعلقة
صورة تبدو عادية، يظهر فيها طبيب يرتدي ملابس رياضية خاصة بركوب الدراجات، ويحمل رضيع لا يتجاوز عمره ساعات قليلة، ويقف أمام غرفة العمليات، التقطها الطبيب بعدما وصل المستشفى على دراجته الهوائية، ونشرها عبر صفحته على «فيس بوك»، لتجذب انتباه الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي كافة.
ذكي سليمان، 38 سنة، اختصاصي جراحة نسائية وتوليد، يعمل في أحد مستشفيات بيروت، كُلف مطلع الأسبوع الجاري بإجراء عملية ولادة لسيدة حامل، ولكن أزمة الوقود التي يعاني منها لبنان بالكامل، كادت أن تقف عائقا في طريقه للوصول إلى المستشفى لأداء واجبه الذي هو إنساني قبل أن يكون مهني، لكنه لم يخضع لذلك.
ذكي سيمان: «اللي عملته شيء بديهي»
لم يجد الدكتور ذكي سليمان حلا أنسب من أن يستقل دراجته الهوائية، ليذهب إلى المستشفى وينقذ السيدة الحامل ورضيعها، يحكي لـ«الوطن»: «أنا بعتقد إنه الأمر اللي عملته بديهي، أنا كان عندي عملية ولادة لازم أجريها في المستشفى، ولازم أوصل هناك، لأنه هذا عملي، أنا واجبي أروح المستشفى عشان أعمل واجباتي المهنية الطبية، وبما إني ما كان عندي وقود والبلد كله ما فيه وقود، وهوايتي ركوب الدراجات، فاستغليت دراجتي لأوصل المستشفى وأدي عملي».
عندما انتهى الطبيب من توليد السيدة الحامل، لم يفوت فرصة التقاط صورة مع الصبي الرضيع، «أخدت صورة مع الصبي ونشرتها على صفحتي الخاصة ليشوفها صحابي والمقربين فقط، بس في حد من الأصحاب شاركها عنده وانتشرت وانتقلت على كل وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي كله تقريبا».
يقول الدكتور سليمان «لما عملت هيك ما تخيلت إن الصورة راح تعمل ضجة إعلامية، لكن على ما يبدو العالم شاف فيها أمور أنا ما كنت شايفها، إنه الدكتور إذا ما كان قادر يوصل على المستشفى عشان ينقذ مريض، يعني إن وضع البلد مو منيح والأزمة صعبة، إنه حتى الطاقم الطبي مش قادر يوصل على المستشفيات حتى ينقذ أرواح ويساعد المرضى».
صورة الطبيب والرضيع تحمل رسائل مؤثرة
وتحمل صورة الطبيب مع الصبي الرضيع، رسائل مهمة يريد نقلها إلى كل العالم، أولها «للولد المولود، كنت بدي أقول له إنه لما تكبر أهلك هيخبروك إنك خلقت في حقبة من تاريخ لبنان حتى الطبيب تبعك اضطر يستعمل الدراجة الهوائية ليوصل للمستشفى، مش لأنه بيحب الرياضة، لكن لأنه ما كان عنده وقود بسيارته».
أما الرسالة الثانية التي يريد أن ينقلها الدكتور ذكي سليمان فهي «إنه حتى لو إحنا كأشخاص منفردين ما بنقدر نغير سياسات دول، ولكن نقدر نعمل فرق كبير في المجتمع ونعمل روح إيجابية ونبعث أمل، أنا ما عملت شيء بطولي، أنا بدلت وسيلة النقل تبعي، وهو شيء بسيط لكن عمل ضجة كبيرة لأنه ترتب عليه إنقاذ روح».