وكأن حكومة لم تتشكل .. ووزراءها لم يندمجوا في المجتمع اللبناني.,,
فقمة الأولويات الحكومية انطفأت ..بإعلان معامل الكهرباء الاستسلام للعتمة واللجوء إلى الاحتياطي من مخازن العسكر,, .
ولم تنفع تحذيرات شركة كهرباء لبنان المتتالية وإنذاراتها من الحكومة الراحلة إلى تلك المقيمة ,.. حيث حرم اللبنانيون حتى التقنين والومضات الضيئلة للتيار,, أما رحلات ” ابن بطوطة” الكهربائي وزير الطاقة إلى مصر والأردن وتنسيقه مع سوريا ,فلم تضع خط الغاز العربي على سكته ,حيث تبين أن تشغيل الأنابيب بعد إعادة ترميمها يسلتزم أشهرا, كما أن شبكة الإمدادات في مسافتها السورية ستحتاج إلى موافقة أمريكية تقضي برفع عقوبات قانون قيصر لتتمكن الشركات من إصلاحه وتوفير المعدات اللازمة من دون أن تتعرض للعقوبات,,
واستنادا إلى ما تقدم ,فإن الظلام سيد الأحكام مع بقعة ضوء خافتة من صوب الزهراني, التي أجرت فحوصا على مخزون الجيش واكتشفت أنه مطابق للمواصفات ,على أن تبدأ مراحل
الإمداد جزئيا بالتيار ابتداء من الغد, لكن هذا الحل أيضا موقت ويستمر أياما قليلة, وعلى شعار ” بيحلها الحلال ” كانت الدوائر الرسمية اليوم تغرف من المعجزات وتتكل على الله .. لكن
بالإيمان وحده لا يحيا الانسان إذ أضيفت إلى الكهرباء أزمة غاز مستجدة بعدما أقفلت شركات التعبئة أبوابها قبل ظهر الجمعة، وتوقفت عن بيعه في السوق, معترضة على جدول الأسعار
الذي صدر عن وزارة الطاقة متأخرا يومين بحكم سفر الوزير وليد فياض, وتزامن وإبلاغ مصرف لبنان الشركات المستوردة, قراره وقف دعم الغاز المنزلي,, ولا داعي للهلع .. فالأميركي يسابق الإيراني على الأرض اللبنانية, وقد استعجلت وزارة الخارجية الاميركية مندوبتها فيكتوريا نولاند في التوجه الى بيروت بعد موسكو, وبحسب بيان
الوزارة ستلتقي نولاند ممثلين عن المجتمع المدني وسلطات البلاد لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية والانتخابات النيابية,, وبينما لم يرد أي ذكر لمساعدة لبنان في أزمة المشتقات النفطية وحاجاته المعيشية ,قالت مصادر رسمية للجديد إن الزيارة ستكون استطلاعية على المجالات كافة ,وضمنا مدى استجابة لبنان للعروض الإيرانية,, لكن مساعدة وزير الخارجية الأميركية لن يصادفها سوى عرض واحد يتمثل في طرح رئيس بلدية الغبيري معن الخليل إمكان استغلال أرض ملعب الغولف واستعمالها لإنشاء المعمل المخصص لبيروت,, وبينما الأميركي يجري الفحوص السياسية على الأرض اللبنانية, فإن الفرنسي بيار دوكان أجرى أسبوعا من مناقشات في بيروت خلصت الى اجتماع متجهم وعاصف مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ,,.
ووصفت مصادر للجديد أن دوكان أدلى بكلام أكثر من تحذيري, وأنه توقع الأسوأ للبنان ما لم يبدأ فعليا بالإصلاحات من الان حتى نهاية العام .,. وأحد الأوصاف شرح أن ” دوكان ” كان أشبه ” بالبومة ” ولم يعط المسؤولين اللبنانيين أيا من الفرص ,لأنه قال إن الفرصة ستضيع ,وستؤجل المساعدات الدولية إلى ما بعد الانتخابات النيابية,,
وإذا كانت الاحوال الاقتصادية المعيشية والمالية تنذر بالشؤوم الاتي فإن السياسية تقضي على ما تبقى من تفاؤل يمثله القضاء في فرعه النزيه المتمثل في المحقق العدلي طارق البيطار .. فالمتهمون من الوزراء والقادة الأمنيين يتهمون البيطار بالتسييس .. في وقت يتجه فيه المحقق العدلي الثلاثاء إلى الضرب من تحت حزام الحصانات مع تحديده جلسات للوزراء بدءا من الثاني عشر من الجاري ويرجح المراقبون أن يسارع البيطار إلى إصدار مذكرة توقيف غيابية بحق الوزير السابق علي حسن خليل يوم الثلاثاء بعد أن يتغيب عن العدلية عمدا يوم الاثنين لتجنب تبلغه طلب الرد,, وبعد أن كانت السياسة والقضاء معا ودائما في خدمة الحكم هل ينجح السياسيون اليوم في حربهم الضروس على قاضي التحقيق .. الذي يشكل جدار الصمود الاكبر امام قوى الامر الواقع السياسي ؟
وعلى الرغم من اشتداد الهجوم الطاغي على البيطار فإن قوته مستمدة من : القانون المؤدي الى العدالة ولو مرة واحدة في التاريخ .. والقوة الثانية الاكثر ثقلا يشكلها الرأي العام ..واهل الضحايا.
ليغلب الدم .. على السيف السياسي .